من المتوقع أن يعيد العلماء النظر في بعض نظرياتهم بعد العثور على أدوات حجرية في الجزيرة العربيّة.


لندن: ُعثر على أدوات حجرية في الجزيرة العربية فرض تاريخها على علماء الآثار اعادة نظر جذرية بما كانوا يعتبرونه موعد هجرة الإنسان الأولى من إفريقيا.

ودفعت اللقية التي عُثر عليها في جنوب الجزيرة العربية، علماء الآثار إلى اعادة النظر في قصة هجرة الإنسان من افريقيا.

وتحمل مجموعة الأدوات المؤلفة من معاول وادوات أخرى مصنوعة للقطع والثقب والكشط سمات اول المهارات التي اكتسبها الإنسان.

ولكن تاريخ هذه الأدوات يعود الى 125 ألف سنة ، أو قبل 55 ألف عام على رحيل الانسان لأول مرة من القارة الافريقية الى مناطق أخرى ، حسب تقديرات العلماء السابقة.

وتشير الأدوات التي عُثر عليها في الامارات العربية الى هجرة الانسان في موعد أبكر بكثير مما كان يُعتقد في السابق.

ويرجَّح الآن ان الإنسان القديم عبر القرن الأفريقي الى الجزيرة العربية عن طريق قناة ضحلة في البحر الأحمر اصبح من الممكن عبورها في نهاية العصر الجليدي.

ولعل هؤلاء الرواد الأوائل واصلوا مسيرتهم عبر الخليج وصولا الى الهند واندونيسيا وحتى استراليا في نهاية المطاف.

وقال عالم الآثار في جامعة اوكسفورد مايكل بيتراغليا عضو البعثة الآثارية في حديث لمجلة ساينس انه اكتشاف مثير حقا quot;يقصم ظهر الرأي السائد حالياquot;.

وتضم الأدوات فؤوسا يدوية صغيرة ونصالا ثنائية الحافة مشابهة لما كان الانسان القديم يصنعه في شرق إفريقيا.

واستبعد الباحثون من حيث المبدأ امكانية ان يكون انسان آخر صنع الأدوات مثل النيندرتال الذي عاش في اوروبا وشمال آسيا لأنه لم يكن قد وصل الى الجزيرة العربية حتى ذلك الوقت.

اكتشف الأدوات الحجرية فريق برئاسة هانز بيتر اوبرمان من جامعة توبنغين الالمانية خلال استخراج رواسب من قاعدة مأوى حجري منهار في منطقة جبل فايه في ولاية الشارقة على بعد 55 كيلومترا من شاطئ الخليج.

وكانت حفريات سابقة في المنطقة اكتشفت أدوات من العصر الحديدي والعصر البرونزي والعصر الحجري الحديث أو النيوليثي.

ويقدر العلماء أن الإنسان بتكوينه المعروف الآن نشأ في افريقيا قبل نحو 200 ألف عام.

وحتى الآن كانت الأدلة الآثارية تسند الرأي القائل بحدوث هجرة من افريقيا أو موجات نزوح على امتداد شاطئ المتوسط أو الساحل العربي قبل فترة تقع بين 80 60 ألف عام.

وأثار الاكتشاف سجالا بين علماء الآثار الذين يقول بعضهم ان المطلوب أدلة أقوى لإسناد وجهات نظر الباحثين الذين عثروا على الأدوات.

وقال عالم الآثار من جامعة كامبردج بول ميلارز انه ليس مقتنعا بأن هذه الأدوات من صنع الانسان الحديث أو انه جاء من افريقيا.