بعد سلسلة شكاوى تقدم بها عدد من مسؤولي الحكومة الإسرائيلية ومنظمات يهودية في الولايات المتحدة، قام اليوم موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي بإغلاق صفحة، كان قد أنشأها بعض من داعمي القضية الفلسطينية للدعوة إلى انتفاضة ضد إسرائيل.

وكانت تلك الصفحة، التي يطلق عليها quot;الانتفاضة الفلسطينية الثالثةquot;، قد بدأت مطلع الشهر الجاري، كدعوة للقيام باحتجاجات سلمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم الـ 15 من أيار/ مايو المقبل، وهي واحدة من أكثر من عشر صفحات تم استخدامها على فايسبوك خلال الأشهر الأخيرة لتعبئة الانتفاضات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبعاً لما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.

وأوضح في هذا السياق مسؤولون من فايسبوك أن الأنصار الذين كانوا يديرون الصفحة، ولم تُحَدد هوياتهم، قاموا في البداية بإزالة تعليقات من جانب مؤيدين كانت تروج إلى ممارسة العنف. لكن مع وصول عدد أعضاء الصفحة إلى 340 ألف عضو حتى يوم أمس، قال مسؤولو فايسبوك إن التعليقات وصلت إلى مرحلة النداءات المباشرة لممارسة أعمال العنف ضد إسرائيل واليهود، ثم بدأ القائمون على الصفحة بعد ذلك في المشاركة بتلك النداءات. وأوردت الصحيفة في هذا الشأن عن أندرو نويز، ناطق باسم فايسبوك، قوله :quot; بعدما تلقى القائمون على الصفحة تحذيرات متكررة بشأن ما يتم نشره من تعليقات تخالف سياساتنا، قمنا بإغلاق الصفحةquot;.

من جهته، قال أبراهام فوكسمان، المدير الوطني لرابطة مكافحة التشهير، ( وهي واحدة من عدة جماعات طلبت من فايسبوك إغلاق الصفحة )، إنه استقبل القرار الذي اتخذه الموقع بالترحيب. وأتبع quot;نحن نحتضن حرية التعبير. لكن ذلك تجاوز الحدود المسموح بها لتلك الحريةquot;. وأشار أيضاً إلى أن الانتفاضتين اللتين حدثتا عامي 1987 و 2000 كانتا في شدة العنف وراح ضحيتها المئات. وأكد أن الدعوة التي كانت تحتويها تلك الصفحة لم تكن تدور في فلك الحوار، وإنما كانت دعوة إلى العنف.

وكان فايسبوك قد بدأ في مراقبة الصفحة عن كثب، بعد تلقيه عدد من الشكاوى على مدار الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك الخطاب الذي تلقاه الأسبوع الماضي الرئيس التنفيذي للموقع، مارك زوكربيرغ، من وزير الإعلام الإسرائيلي، يولي إيدلشتاين. ولم يتسنى للصحيفة الوصول إلى مسؤولي الصفحة كي يعلقوا على الأمر.

ورأت الصحيفة أن الصراع الذي نشأ بسبب تلك الصفحة يوضح التحديات التي يجابهها الآن فايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تحولت فيه منصاتها، التي كانت تُستَخدم في الأساس لتقاسم الصور ومبادلة التحديثات مع الأصدقاء، إلى وسائل تنظيم واتصال قوية من جانب الدعاة، خصوصاً في البلدان التي يُفرَض فيها قيود على حرية التعبير. وعاود نويز ليقول إن موقع فايسبوك يعتقد أنه يتعين على الأشخاص أن يكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم، طالما أن ذلك لا يتحول إلى دعوات مباشرة للعنف أو التعبير عن الكراهية.