كارلا نفاع: قد تكون البعثات إلى المريخ تعثرت، إلا أنّ البحث عن إشارات الحياة يستمر عبر تحليل تكوينات النيازك الصخرية المريخية.

ووفقًا لصحيفة التلغراف، كشف العلماء في الأعوام الأخيرة عن حياة مخلوقات فضائية على المريخ، إلا أن العلماء لم يتأكدوا من ذلك. وظن الباحثون أنهم يملكون الجواب النهائي في العام 2003 عندما وطأ المسبار البريطاني بيغل 2 الذي بلغ سعره 50 مليون جنيه استرليني أرض الكوكب الأحمر، علمًا أنه حمل أداة قد يمكنها تحديد آثار الكائنات الحية.

ولكننا لم نعرف أي تفصيل عن المسبار بعدئذ. فخيبت الخسارة أمل البروفسور الذي يقف وراء المهمة كولن بيلنجر. ووعدت وكالة الفضاء الأوروبية البروفسور أنها ستتبع برنامج متابعة عبر إطلاق بعثة في العام 2007، إلا أنّها قصّرت في ذلك.

فلقد تمّت جدولة البعثة إلى المريخ في العام 2018 لدى الاشتراك مع الناسا بغية بعث طوافتين سعيًا وراء الحياة. وفي نهاية هذا العام، ستطلق الناسا بعثة Mars Science Laboratory التي ستبعث طوافة Curiosity تدرس ما إذا كانت الظروف مؤاتية للحياة الجرثومية.

غير أنه ثمة جواب آخر لهذا السؤال. ففي العام 1989، وجد فريق البروفسور بيلينغر مادة عضوية مشابهة لآثار الكائنات الحية على الأرض في نيزك صخري مسمى بـ EETA7900 وهو واحد من عدد صغير من الصخور التي فجرت سطح الكوكب الأحمر إثر الاصطدام بكويكب ومن ثمّ وقع النيزك على الأرض.

أما في العام 1996، أعلن إيفيريت غيبسون وزملاؤه في الناسا أنهم يظنون أنهم اكتشفوا متحجرًا، ليس أكبر من نانومتر في نيزك آخر مسمى بـ ALH84001 الذي سقط على الأرض منذ حوالي 13000 سنة. واستشف باحثون آخرون أن إشارات الحياة تمّ ضبطها منذ ذلك الحين.

لكن مشككين عديدين مقتنعون بأنّ العمليات غير العضوية قد تنتج البيانات نفسها، وتفسر وجود الحياة الجرثومية. ولكن كيف يمكن إثبات أن هذه الصخور متأتية من المريخ؟.

فمنذ بضعة أيام، ابتاع محرر صحيفة New Scientist رودجر هايفيلد نيزك صخري مسمى بـ NWA2975. واستعان بزملاء البروفسور بيلنغر للتأكد من أصالته. وقد كشفت الدراسة عن أنه مزيج من ذرات الرمل الصحراوية ومعادن عدة موجودة على المريخ مثل البيروكسين، الذي يحتوي على المانغانيز والحديد.

وللتأكد بالكامل، استأصل ريشارد غرينوود وجيني غيبسون 1000/10 غرامًا للتحليل ووجدا معادن السيليكات التي تحتوي على الأوكسيجين، والتي تستعمل في تحديد ما إذا كان النيزك الصخري آتيًا من القمر أو من كويكب أو من المريخ. وفي الخلاصة، وجدا أنه صخر مريخيّ.

وهذا يدل على أنه ليس ضروريًا أن نزور المريخ لفهم محتوى الكوكب الأحمر، ولكن تجدر بنا دراسة نيازكه الصخرية لفهم تكوينات الجو ووجود المياه. وبالطبع فإن هذه النيازك توفر لنا الفرصة للبحث عن إشارات الحياة، ذلك أننا ننتظر بعثتنا التالية للهبوط على أرض الكوكب الغبارية والزهرية.