الـ(سوبركمبيوتر) تمكّن من إستيعاب أكثر من مائة مليون مقال إخباريّ

واشنطن: أظهر بحث أمريكي نشرت نتائجه أخيراً، أن تلقين الكمبيوتر الخارق (سوبركمبيوتر) الأخبار يساعد على توقع الأحداث الرئيسية في العالم.

ورسمت الدراسة التي تستند على الملايين من المقالات، تدهور الشعور القومي الذي ظهر قبل الثورتين الأخيرتين في ليبيا ومصر.

وفيما تم درس التحليل بأثر رجعي، وجد العلماء أن العملية ذاتها يمكن اعتمادها لاستباق النزاعات.

كما التقط الجهاز في وقت مبكر أدلة على مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ونشر كالف ليتارو من معهد الحوسبة في الفنون والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية التابع لجامعة إلينوي، نتائج بحثه في مجلة quot;فيرستquot;.

وجمعت المعلومات الواردة في الدراسة من مجموعة مصادر، بما فيها تلك الصادرة عن مركز المصدر المفتوح التابع للإدارة الأمريكية، وموجز لمواد الإذاعات العالمية المعروف باسم quot;رصد بي بي سيquot;، وكلاهما يرصد وسائل الاعلام المحلية في أنحاء العالم.

كما تم تحليل إصدارات الانترنت لوكالات الأنباء، ومواد أرشيفية لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; تعود إلى العام 1945.

وجمع ليتارو بذلك أكثر من مئة مليون مادة.

وتم تحليل التقارير بحثاً عن نوعين رئيسيين من المعلومات: المزاج، سواء كانت المادة تمثل أخباراً جيدة أو سيئة، والموقع، أي مكان وقوع الأحداث وموقع المشاركين فيها.

وسحق الكمبيوتر الخارق quot;إس جي آي نوتيلوسquot; المئة مليون مقال. وبحث مؤشر الكشف عن الحالة المزاجية أو quot;التعدين الآلي للمشاعرquot;، عن كلمات كـquot;فظيعquot; وquot;مروعquot; وquot;لطيفquot;.

وكان ذكر للمكان أو quot;الترميز الجغرافيquot; لأماكن معينة، مثل quot;القاهرةquot;، وتم تحويلها إلى ما يمكن رسمه على الخريطة.

واستخدم تحليل عناصر القصة لإنشاء شبكة مترابطة للمئة تريليون علاقة.
وتم تغذية الحاسوب الخارق quot;إس جي آي ألتيكسquot; المعروف بنوتيلوس، ومقره جامعة تينيسي، بالمعلومات.

وللحاسوب صاحب الـ 1024 نواة إنتل نيهاليم، طاقة معالجة بحجم 8.2 تيرافلوب (تريليون عملية حسابية في الثانية).

وبناء على بحث محدد، وضع نوتيلوس رسوما بيانية لدول مختلفة شهدت quot;الربيع العربيquot;.

وفي كل حالة، أظهرت النتائج تراجعا ملحوظا في المشاعر داخل البلد، كما خارجه.

وظهر انهيار كبير لـquot;المشاعرquot; في مطلع العام 2011 في مصر، قبل استقالة الرئيس حسني مبارك.

وكان انهياراً مماثلاً في النتائج ظهر عند رصد ثورة ليبيا وقبلها الصراع في البلقان في التسعينيات.

وكذلك المملكة العربية السعودية التي قاومت انتفاضة مماثلة، شهدت تقلبات، لكن ليس على المستوى ذاته الذي عرفته الدول التي خلع زعماؤها.

وبحسب الدراسة أيضاً، قد تكون التقارير الاعلامية ساعدت على تضييق موقع اسامة بن لادن.

ففيما كان يعتقد أن زعيم القاعدة كان مختبئاً في افغانستان، بينت المعلومات الجغرافية التي استخلصت من التقارير الاعلامية انه كان في شمال باكستان. وحدد تقرير واحد فقط مدينة أبوت آباد كموقع له، قبل أن تكتشف القوات الأمريكية الخاصة مكانه في ابريل/ نيسان 2011.

وحصرت التحاليل الجغرافية مكان بن لادن بمئتي كيلومتر، وفقاً لليتارو.
وفيما طالت هذه الدراسة أحداثاً وقعت بالفعل، قال ليتارو أنه يمكن ضبط هذا النظام بسهولة كي ينطبق على أحداث قبل وقوعها.

واعتبر ذلك quot;المرحلة اللاحقةquot; التي يجري تطويرها، والتي قال quot;انها تشبه الى حد بعيد خوارزميات التنبؤ الاقتصاديquot;.

وعبر ليتارو عن أمله في تحسين دقة التحليل، وخصوصاً فيما يتعلق بالموقع الجغرافي.

وقال: quot;الأمر اشبه بالتنبؤ بحال الطقس. لن يكون كاملاً، لكننا نحصل على توقعات أفضل من التخمين العشوائيquot;.