البحرين: القبض على متورطين في قتل الشرطي خليفة بن سلمان بعد مقتل الشرطي البحريني:
مهند سليمان من المنامة: في أحدث تطورات أحداث البحرين والتي تنفرد بنشرها إيلاف أولاً بأول، أعلن مسؤول بالنيابة العامة البحرينية في وقت متأخر الليلة الماضية بأن النيابة باشرت تحقيقاتها الموسعة في شأن واقعة الإعتداء على أفراد الدورية الأمنية التابعة لقوات الأمن وحرق سيارة الشرطة، وما ترتب عنها من وفاة أحد أفرادها وإصابة آخرين، وبناء على ما توصلت إليه تحريات الإدارة العامة للمباحث الجنائية من الكشف عن ملابسات الواقعة ومرتكبيها، فقد تم ضبط عدد من المتهمين بناء على أمر النيابة العامة التي بادرت باستجوابهم فيما خلصت إليه التحريات.
لن نسمح بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء
وقال مصدر مسؤول في النيابة إن المتهمين اعترفوا بإرتكابهم quot;الجريمةquot;، مفصلين ذلك بأنهم اتفقوا فيما بينهم على التربص بسيارة الدورية لحرقها وقتل من فيها من أفراد الشرطة، وتنفيذًا لمخططهم هذا قاموا باعتراض السيارة وألقوا عليها وعلى من بداخلها من أفراد الشرطة عبوات المولوتوف الحارقة وقذفوهم بوابل من الأحجار.
وأكد المصدر أنه في ضوء هذا الاعتراف، أجرت النيابة العامة معاينة تصويرية لمكان الحادث مثل فيها المتهمون كيفية ارتكابهم quot;الجريمةquot;، و قررت النيابة حبس المتهمين احتياطًا على ذمة التحقيق وأمرت باستعجال تقرير الطب الشرعي وتقارير المختبر الجنائي.
وكان وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، قد أعلن بأنه تم القبض على عدد من الأشخاص المتهمين بارتكاب أعمال quot;إجراميةquot; وتمت إحالتهم إلى النيابة، وقال إن أجهزة الوزارة تواصل تحرياتها للقبض على باقي الجناة، مشددًا على أن ينال مرتكبو هذا الفعل الآثم العقاب الرادع، مؤكدًا أنه سبق وحذَّر من مغبة التحرك بعد حدوث خسارة جسيمة أخرى لأن من أمِن العقوبة أساء الأدب.
وأكد أنه تنفيذًا للتوجيهات الملكية على أثر quot;الجريمة الشنعاءquot; التي استهدفت إحدى دوريات الأمن العام، وراح ضحيتها الشرطي ماجد أصغر علي أحد رجال الشرطة المخلصين وإصابة شرطيين آخرين من أفراد الدورية ؛ قام بالالتقاء بأهل quot;الشهيدquot; ونقل تعازي الملك إلى أهل شهيد الواجب ، ومواساة العاهل لهم بهذا المصاب ، كما قام الوزير بتفقد المصابين من أفراد الدورية للاطمئنان على سلامتهم.
برلمانيًا، أدان عدد من النواب مقتل الشرطي والذي اعتبرته البحرين quot;شهيد الواجبquot; ، وأعلن النائب المستقل جاسم السعيدي أنه سيقود اعتصامًا اليوم بعد صلاة الجمعة في جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى، تعبيرًا عن استنكاره لمقتل أحد رجال الأمن وللإشادة بتوجيهات رئيس الوزراء.
وأدان السعيدي ''أعمال القتل المنظم لحماة أمن الوطن من قبل مسلحين وخلايا إرهابية''، داعيًا علماء الدين إلى ''البعد عن التحريض والعزف على وتر الطائفية''، مذكرًا بتحذيراته السابقة بهذا الشأن. وتساءل ''ما ذنب هؤلاء الأبرياء من رجال الأمن؟ أيريدون عراقًا جديدًا هنا؟''، معتبرًا أن ''العزف على لحن المظلومين المضطهدين أصبح قديمًا ومسرحية مفضوحة، فالجميع بحاجه إلى الســكن والعــمل والمــأكل والشـــــراب، وذـــلك لا يمـــثل مبرراً أو تجميلاً لأعمال الإرهاب والعنف من حرق وتكسير وانتهاء بجريمة القتل''.
ورأى السعيدي حسب تصريح نشرته الوقت البحرينية أن ''هناك من تغذى على نار الفتنة فأصبح لا يعيش إلا بها، فيما المتضرر الوحيد الشعب البحريني بطائفتيه (..) هؤلاء الشباب غرر بهم وأصبحوا مجرمين وقتلة وأداة تدمير في عيون الجميع، فأين أولو العقل والمنطق والوطنية؟ أين محبو البحرين؟''.
وطالب السعيدي، النواب بـ''تفعيل جميع القوانين الرادعة لكل إرهابي ومخرب على أرض الواقع من دون مجاملة أو تحيز، مع تمرير قانون تجريم القنابل الحارقة (المولوتوف)''، داعيًا كتلة الوفاق إلى ''عدم الاعتراض على هذا القانون وجعل أمن البحرين على سلم أولوياتهم''.
واعتبر عضو كتلة الوفاق النائب جلال فيروز، ما تم ''نزل كالصاعقة على الجميع وأحزنهم، فالقتل أمر مرفوض من كل قطاعات الشعب، ومهما كان انتماء الفاعل فلا بد ان يكون ما فعله مدانًا من الجميع''، داعيًا إلى ''إجراء تحقيق دقيق حول الواقعة والكشف عن حيثياتها وإطلاع الرأي العام عليها، فالمسألة لا تخدم الواقع السياسي بل تزيده تعقيدًا''.
وكان الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني اكد اليوم ، أن هناك من يحاول بمثل هذه الممارسات الدخيلة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والعودة بالأوضاع إلى المربع الأول، لكنه لن يفلح ولن ينجح، وأكد الشيخ خليفة الذي زار وزارة الداخلية بعد حادثة مقتل رجل الأمن، والتي انفردت بها إيلاف امس بأن إزهاق الأرواح والاعتداء على الممتلكات خطوط حمراء مرفوض البتة تجاوزها، ولا أخذ ولا عطاء في الأمن، ولا تسامح ولا تساهل مع مرتكبي الجرائم بحق الوطن وأهله والمحرضين عليه.
كما ادانت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بقوة حادثتي كرزكان والمعامير مؤكدةً على أن تعمد القتل جريمة وأن هذا النهج غير مقبول بأي حال ضمن إطار العمل السياسي معتبرةً ما حدث من عملية قتل بأنه خارج عن المألوف وهو بمثابة قطع الطريق على العمل السياسي والمطالبة بالحقوق الذي ينتهجها شعب البحرين ، وأكد البيان أن الاختلاف السياسي حق مشروع وممارسة أساليب الاحتجاج السلمية والحضارية حق يكفله القانون، مشددًا على أن ما حدث لا يتناسب على الإطلاق مع هذا الحق وهو مرفوض بالكامل ولا يحق لأي طرف أن يمارس سياسة القتل والاستهداف ضد طرف آخر لأن ذلك يعد خروجًا على الجادة والصواب.
التعليقات