بعد إطلاقه مزاعم عن مقتل قسطنطين.. الأزمة تنتقل إلى القضاء والبرلمان
زغلول النجار يثير أزمة جديدة بين مسلمي ومسيحيي مصر

وفاء قسطنطين
نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى عاد اسم السيدة quot; وفاء قسطنطين quot; إلى صدارة الأحداث في مصر، بعد سنوات على الضجة الكبرى التي أثارتها قصة عن تحولها للإسلام ثم عدولها عن ذلك، وسط ملابسات وتداعيات شائكة، كونها زوجة رجل دين مسيحي، وما أعقب ذلك من مظاهرات حاشدة للمسيحيين الذين اتهموا جماعات إسلامية بالعمل على أسلمتها، في وقت اتهم فيه إسلاميون ونشطاء في جماعة quot; الإخوان المسلمين quot; الحكومة بما أسموه quot; الرضوخ لضغوط البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية quot;، الذي كان قد أعلن وقتها اعتكافه في الدير، في احتجاج صامت على هذه الأحداث الساخنة، وما اكتنفها من ملابسات .

وعودة اسم وفاء قسطنطين لصدارة الأحداث مجدداً يأتي بعد أن أثار كاتب إسلامي اشتهر بتعرضه المستمر للمعتقدات المسيحية وهو زغلول النجار، الذي يكتب مقالاً أسبوعياً في صحيفة quot;الأهرامquot;، شبه الرسمية، ويتعمد بين الحين والآخر تسفيه معتقدات المسيحيين واليهود، حيث سبق له أن وصف الكتاب المقدس بـ quot; المكدس quot;، وزعم أن التوراة والانجيل تعرضا للتحريف، وغير ذلك من الكتابات الاستفزازية .

والنجار الذي يكتب كثيراً عما يصفه بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، بدأ حياته عضواً في جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، وسبق اعتقاله وسجنه بسبب أنشطته وانتمائه لتلك الجماعة المحظورة في مصر، وقد ظهر خلال الأعوام الأخيرة بكثافة عبر وسائل الإعلام الرسمية في مصر .

وصرح النجار لصحيفة محلية مصرية بأن لديه معلومات عن قتل وفاء قسطنطين في دير quot;وادي النطرونquot;، وإثر تلك التصريحات تقدم نجيب جبرائيل رئيس منظمة quot;الاتحاد المصري لحقوق الإنسانquot; ببلاغ إلى النائب العام المصري ضد النجار، وقال جبرائيل، أنه تأكد بنفسه من خلال اتصال مع شقيقها quot;أنها بخير وتعيش في مصر بسلام مع أسرتها، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية، بعيداً عن الكنيسة والديرquot; .

قضاء وبرلمان
على صعيد متصل أعلن نواب برلمانيون ينتمون لجماعة quot;الإخوان المسلمينquot; اعتزامهم تقديم استجوابات وطلبات إحاطة لأحمد نظيف رئيس مجلس الوزارء وحبيب العادلي وزير الداخلية للكشف عن مصير وفاء قسطنطين للرأي العام في أقرب وقت ممكن، لحسم هذا اللغو الذي انتشر على نحو واسع في مصر .
وطالب هؤلاء النواب الحكومة المصرية بإصدار بيان بشأن ما تردد من أنباء ومزاعم عن مقتل وفاء قسطنطين، على لسان زغلول النجار، لا سيما وأنَّ مثل هذه القضايا الشائكة لا تحتاج الصمت، وستنتهي في اطار الشفافيةquot;، على حد قولهم .

وفي تفاصيل بلاغه الذي قدمه إلى مكتب النائب العام قال نجيب جبرائيل، إنه اتهم زغلول النجار بالإدلاء بأقوال كاذبة من شأنها أن تكدر السلم الاجتماعي، والعلاقة بين الأقباط والمسلمين، وتهدد الوحدة الوطنية، وأضاف: quot;كما اتهمته بالتشكيك في أحكام القضاء، لأن قوله إن الكنيسة القبطية أخفت وفاء قسطنطين، ثم قتلتها حتى لا تعود إلى الإسلام مرة أخرى، هذا الكلام أثير في دعوى كان قد أقامها الشيخ يوسف البدري، فقدمت إلى المحكمة خلال شهر كانون أول (ديسمبر) عام 2007 وثيقة رسمية من نيابة quot;عين شمسquot; بخط يد وفاء قسطنطين، بأنها ولدت مسيحية وسوف تعيش وتموت مسيحية، وهنا حكم القضاء برفض دعوى الشيخ البدري آنذاكquot; .

ومضى جبرائيل قائلاً quot;إن عودة النجار ليفجر المشكلة مجددا، معناه أنه يشكك فى حكم القضاء، وسبق أن تقدمنا ببلاغ ضده، ويخضع حاليا للتحقيق بمكتب النائب العام، بسبب إهانته للكنيسة لأنه وصف الكتاب المقدس بالمكدس وأنه محرف، ونسب للكنيسة أنها تقوم بعمليات تنصير في مكان بالقرب من quot;مزارع ديناquot; على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي في أماكن أعدت للمسلمات لتسفيرهن، من دون أن يقدم دليلا واحداً على صحة هذه المزاعمquot; .

تنصير وأسلمة

زغلول النجار
وأوضح المحامي نجيب جبرائيل، أن بلاغه للنائب العام تضمن تلك الوقائع للتأكيد على أن النجار يثير الأغلبية المسلمة ضد الأقلية المسيحية في مصر، وكونه يعجز عن إثبات ما يقوله، فهذا يشكل أركان جريمة البلاغ الكاذب التي تتوافر قبله طبقا للمادة 305 من قانون العقوبات، وأيضا جريمة تهديد الوحدة الوطنية، طبقا للمادة 98 مكرر من قانون العقوباتquot;، على حد قوله .

وعن سبب عدم قيام الكنيسة بإحضار قسطنطين أمام النائب العام لإثبات كذب تصريحات النجار، قال جبرائيل إن القانون يقول quot;على المدعي أن يثبت ما يدعيه، بمعنى أن عبء الإثبات يقع على النجار، وأضاف quot;إننا لا نستطيع إجبارها على الظهور في وسائل الإعلام، وتحديد مكان إقامتها، لأن في هذا خشية على حياتها، خاصة بعد تصريحات النجارquot;.

وكانت وفاء قسطنطين، وهي زوجة لكاهن في محافظة البحيرة، وأم لولد وبنت، تسببت فى مظاهرات مسيحية عارمة في مصر عام 2004، عندما أعلنت اعتناقها الإسلام بعد اختفائها لفترة، ثم خضعت بناء على طلب البابا شنودة، لجلسات نصح، عادت بعدها إلى عقيدتها، ولم تظهر بعد ذلك، وقيل وقتها إنها انتقلت للعمل كمهندسة زراعية في أحد أديرة منطقة quot;وادي النطرونquot; التي تقع على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي .