كابول: قالت منظمة حقوقية السبت إن 78 مدنياً أفغانياً، بينهم 50 طفلاً، لقوا حتفهم في قصف جوي لقوات التحالف التي ناقضت المحصلة بالإشارة إلى مصرع خمسة مدنيين فقط خلال عملياتها ضد مسلحين في إقليم quot;هيرات.quot;

وأدان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي السبت الغارات الجوية على بلدة quot;عزيزآبادquot; غربي أفغانستان، قائلاً إن معظم القتلى من المدنيين.

وتضاربت أرقام حصيلة الضحايا من جهة إلى أخرى، فقد وضعت quot;مفوضية حقوق الإنسان المستقلةquot; الأفغانية الحصيلة عند 78 قتيلاً، بينهم 20 امرأة، بينما أعلنت الداخلية الأفغانية عن سقوط 76 مدنياً، بينهم 50 طفلاً تحت سن الـ15، ومن جانبها قالت وزارة الدفاع إن القتلى 25 مسلحاً وخمسة مدنيين.

وأوضحت المنظمة الإنسانية أن 15 منزلاً دمرت تماماً، وتضرر العديد في هجوم التحالف الذي استهدف تجمعاً للقرويين لإحياء ذكرى قائد للمسلحين متحالف مع السلطات الأفغانية كان قد لقي مصرعه قبل عدة أشهر، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا مبدئية، وفق الأسوشيتد برس.

وأعلنت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في وقت سابق أن العملية أسفرت عن سقوط 30 مسلحاً قتيلاً، من بينهم قائد طالباني مطلوب، إلا أن الناطقة باسم القوة الدولية، رومي نيلسون-غرين، أشارت السبت إلى مقتل خمسة مدنيين، بينهم امرأتان وثلاثة أطفال.

وذكرت نيسلون-غرين، إن العملية العسكرية، التي شنت الجمعة، قادها كوماندوز من الجيش الأفغاني، بدعم من قوات التحالف.

ودشنت العملية العسكرية استناداً إلى تقارير استخباراتية تشير لوجود القائد الطالباني، الملا صديق، داخل مسجد في المنطقة لترؤس اجتماعا للعناصر المسلحة هناك، وفق الجيش الأفغاني، الذي أشار إلى مقتل القيادي خلال العملية.

وقال الجيش الأميركي إنه سيحقق في الواقعة، ونوه ناطق باسمه، الملازم أول ناثان بيري: quot;من الواضح هناك إدعاءات وحلقة مفقودة، كلما سارعنا بتوضيح الأمر بصورة رسمية، كلما كان ذلك أفضل للجميع.quot;

وجلعت وعورة وخطورة منطقة الحادث من الصعوبة للغاية التحقق من صحة مزاعم قوات التحالف أو وزارتي الداخلية والدفاع في كابول.

ويزيد من الوضع تعقيداً مبالغة المسؤولين الأفغان في رفع حصيلة القتلى المدنيين لغاية سياسية، ومادية للحصول على المزيد من التعويضات المالية من الولايات المتحدة أو بسبب ضغوط من حركة quot;طالبانquot;، وفق الأسوشيتد برس.

إلا أن ذلك لا ينفي مصرع العشرات من المدنيين في عمليات عسكرية سابقة، نفى الجيش الأميركي على الإطلاق وقوعها.

ومن بين تلك الحوادث، سقوط 47 مدنياً بقنابل أميركية، خلال مشاركتهم في quot;عُرسquot; في ولاية quot;نورستانquot; في يوليو/تموز، والحصيلة خلاصة لتحقيق حكومي أفغاني.


وبادر الجيش الأميركي للإعلان عن قتلى مسلحين مقاتلين خلال الضربة، ودحض مزاعم سقوط مدنيين خلال الهجوم بأنه مجرد مزاعم دعائية لطالبان، إلا أنه عاد ليقر لاحقاً بوقوع quot;بعضquot; مدنيين قتلى، لكنه لم يكشف مطلقاً عن العدد الحقيقي.

ويزيد سقوط مدنيين أفغان في عمليات التحالف من الضغوط الهائلة على كرزاي، الذي أعلن السبت أن حكومته ستعلن قريباً عن quot;تدابير ضروريةquot; للحيلولة دون قتل مدنيين، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل.