اشر ظهور أيـلاف للنور قبل خمس سنوات الى بداية مرحلة جديدة في الصحـافة العربية. ليس فقط لانها الكترونية تفوق مميزات الورقية وتخترق الحواز ونقاط التفتيش والرقيب التي غدت جزء من مفردات الحياة العربية العامة، بل لانها طرحت منهاجيه جديد في التعاطي اعلاميا مع الحدث اليومي في مختلف اشكاله ومستوياته. وربما لذلك احدث ظهور ايـلاف للبعض صدمة وللبعض الآخر مفاجئة. ايـلاف بذلك أسست لظهور إعلامي جديد، فلا يمكن بعد اليوم خروج وسيلة دون النظر لتجربة ايلاف. وحقا ان ايلاف لم تظهر من الفراغ او بالصـدفة وانما كانت مخاض عقلية فريق صحيف مدرب ومجرب ادرك مهمة وسيلة الاعلام في عصر العولمة والتحول استطاع ان ينظمه ويديره بامتياز ويطلق إبداعه السيد عثمان العمير.
ان نجاح اـلاف يعود من بين اسباب اخرى الى كونها عادت بالعمل الى اسسه الاولى. فان شاغلها الاول في غضون السنوات الخمس الماضية كان اشاعة المعـلومة التي تهم المتلقي سواء كان هذا في المجالات السياسية او الثقافية او المنوعات والفنون وغيرها من الاقسام. ان متلقي ايلاف يقف امام صورة متكاملة للعالم. انه حر في تاسيس موقفه من هذا العالم الذي يتصفحه. ولاح العالم من خلال الصفحة الالكترونية لايلاف متكاملا لانها وفرت امكانية الحكم عليه فكسبت بذلك ثقة المتلقي والزائر للموقع .
ودون اية مبالغة فان ايلاف حققت خلال السنوات الخمس الماضية قفزة نوعية من بين وسائل الاعلام الاخرى، فاصبحت مصدرا اعلاميا ليس للعديد من وسائل اعلام عربية وانما الاجنبية بما في ذلك في روسيا. وهذا ناجم عن خصوصية المواد التي تنشرها ايلاف ونوعيتها والثقة بها.ان الحقيقة والسعي لنشر الخبر كخبر بحد ذاته والسعي لاعتماد الحياد غدت الاعمدة التي تركزت عليها ايلاف.
ان ايلاف قالت ما لم يجرؤ الاخرون الفصح عنه. والمهم ان منطلقها في ذلك لم يكن تصفية حسابات او من عقد وحساسيات او خدمة طرف او قوى وجهة ما وانما من نظرة مستقبلية وحس رفيع بالزمن ذلك الشعور الذي يفتقر له العربي اليوم. المستقبل مع الشفافية وحرية الراي وعدم وجود مجالات محظورة للخوض فيها ومعالجتها، وقد اعطت إيلاف خلال السنوات الخمس الماضية امثلة فعلية على ذلك.
لقد قربت إيلاف خلال السنوات الماضية بين الناطقين بالعربية، وساهمت لحد ما بصياغة مواقفهم من الحدث اليومي في مختلف المجالات. زيارة إيلاف تتحول لدى إلى عادة وتقليد ولا أتريد ان اقول ادمان. ان هذه المكانة تلقى على ايلاف مسؤولية اضافية لريادة مجالات جديدة وتقديم طروحات طازجة تساهم في دفع عملية الاصلاح وخروج العرب نحو النور.