في ذكرى إنطلاقتها الخامسة تظل صحيفة (إيلاف) الألكترونية، مالئة الدنيا العربية وشاغلة لناسها، ومظهرا من مظاهر التجدد الإعلامي العربي الذي خاض سباق المغامرة وسبح في عوالم المجهول، وإنطلق كالطائر الحر محلقا في الذرى يأبى العودة لقواعده سالما!، فمن المستحيل الحديث عن إيلاف التي تعرضت ما تعرضت لإنتقادات وشتائم بل وتكفير من بعض الجماعات المعروفة في عالمنا العربي السعيد بمجانينه دون الحديث عن مؤسسها وراعيها وزارع بذرتها الإعلامي العربي السعودي إبن صحراء نجد الأستاذ (عثمان العمير) صاحب النجاحات والخبطات الصحفية المعروفة منذ أن رفع شعاره الشهير أيام رئاسته لتحرير (الشرق الأوسط) وهو الشعار القائل (لا تثاؤب)!! وقد كان أمينا بالفعل ليقرن القول بالفعل، وليؤسس منبرا إعلاميا متميزا في عملية مغامرة كبرى لإقتحام عوالم العولمة ومخترعاتها الرهيبة التي وفرت لمساحات التعبير وحرياته آفاقا خيالية لم تكن متصورة ولو في الأحلام، فخاض (العمير) وفريق عمله الفدائي في نار المغامرة وأنجب هذا الوليد الشاب القوي الذي نراه اليوم وقد شب عن الطوق حتى أضحى الحديث عن نوعية وشكل الإعلام العربي الراهن من دون (إيلاف)! نوع من العبث!، وإذا كان للنجاح ألف أب وأب وللفشل ألف هارب من الأبوة والمسؤولية!، فإن نجاح إيلاف وتفردها ينبثق أساسا من عزيمة وقوة أعصاب وهدوء مؤسسها الذي لم يكن يراهن فقط و يحلق في عوالم المجهول، بل كان يحلم وأحلاما وردية ولكنها تحققت وتجسدت على أرض الواقع وبما يؤكد القدرة الخلاقة لرجال الإعلام العربي على تحقيق المنجزات فيما لوتوفرت لهم الظروف البيئية والمادية والعزيمة القوية والفهم الواضح للصورة الإعلامية في العالم بشكل عام، وقد تميزت (إيلاف) عن بقية وسائل الإعلام العربية بالجرأة وبالطرح الحر الذي لا يخضع سوى لرقابة الضمير، وبكونها قد أضحت المحطة الفاعلة لكثير من الأقلام الممنوعة أو الغير مرحب بها في وسائل الإعلام العربية الأخرى، كما أن طرحها للمواضيع الحساسة التي ترافقت مع رياح التغيير الهابة على الشرق قد تميز بالجرأة والصراحة المطلقة لحد الوجع، وهي مهمة صعبة في عرف مجتمعات لم تتعود إلا على الرأي الواحد وفي ظل طواطم حاولت طوبلا أن تحتفظ بقدسيتها في عالم متحول ومتغير لا يعرف أو يسبغ صفة القداسة على أحد!، لقد خاضت (إيلاف) أياما صعبة ومرت بتجارب عديدة وكانت السنوات الست المنصرمة قد مرت كالحلم الجميل رغم أنها قد حفلت بأحداث جسام وتسارعات رهيبة لم تزل تتفاعل حتى الساعة، لقد سنت (إيلاف) بتميز وجرأة سنة الحرية الإعلامية المقدسة، وهي مطالبة مستقبلا أكثر من أي وقت مضى بتعزيز تلك الحرية التي أضحت علامة من علامات (العصر الإيلافي)!!.. وسنة ياحلو ياجميل رغم المنغصات.. وكل عام وإيلاف وأهل إيلاف بألف خير، ولا عزاء لطيور الظلام التي ناصبت (إيلاف) العداء!
[email protected]

تنبيه: بسبب كثرة المقالات المكتوبة بمناسبة الذكرى الخامسة لصدور إيلاف، لن يبقى المقال على الصفحة الأولى... أكثر من عشر ساعات... ثم يتحول إلى القسم الخاص بهذه المناسبة:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Anniversary/WellDone.aspx