إيلاف ترتبط بالمبدع عثمان العمير، فهي صنع يديه وعرق جبينه، وبصماته عليها لن تزول أبد الدهر، فقد كتب الله في الانترنت أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. ومن يريد أن يعرف كيف تخلق الأشياء ـ وإيلاف لا تشذ عن القاعدة، فلير ما في منهج القرآن في سورة العنكبوت فينظر كيف بدأ الخلق؟
والخلق اثنان الخالق الذي لا شريك له، والمخلوق أو الخلق وهو كل شيء ما عدا الله من مادة وتاريخ وقوانين وطاقة وزمان ومكان وإنسان وإنترنت وإيلاف...
وأول تعرفي على بدايات إيلاف وهي تحبو وتتأتأ في الحديث مثل الرضيع، أنها قامت باستقطاب زمرة من الأدمغة التي تراها من أهل الحكمة، واعتبرتني أن من هؤلاء، وهو شرف كبير وكرم هائل، فسألوني 29 سؤالا أجبتهم عليها في حوالي 135 صفحة وهي محفوظة عندي سؤالا وجوابا.
وهذا يذكرني بسقراط وزاويته المفتوحة، أن كل سؤال يتطلب جوابا، يفتح الطريق إلى سؤالين جديدين، وهذا يعني تسلسل معرفي بغير حدود، على شكل سلسلة هندسية لا تكف عن التوسع والتمطط والتمدد خطيا أو دوارانيا على ما قاله المناطقة.
وخلال خمس سنوات فعلت إيلاف أشد ما يفعله الرحم في توسعه في الحمل فيكبر خمسة آلاف مرة. لقد بلغت إيلاف حجم أن يقرأها قوم أكثر من قوم يونس الذي أرسل إلى مائة ألف أو يزيدون.
والعبرة في توسع إيلاف ليس الحجم بل النوع فقد أصبحت من المواقع الإلكترونية المتقدمة. ومن أعيته الكتابة في منبر، أو حيل بينهم وبين ما يشتهون من طرح الأفكار، التجأ إلى قلعة إيلاف، فأفرغ كامل سلاحه وعتاده ونشر تقنياته وطروحاته.
وجرت سنة الله في خلقه أن سوقا فكريا مثل هذا هو أهم من سوق عكاظ لشعراء الجاهلية.
وهذا هو السر خلف التعتيم على إيلاف من حين لآخر، ولكن لم يعد بالإمكان اليوم تغطية الشمس بغربال، وأصبح رجال المخابرات مثل ساحرات العصور الوسطى يردن اصطياد أطباق طائرة بالمكانس.
وعندما اضطربت كتاباتي في بعض المنابر سمحت لي إيلاف بالنشر عندها فأنا لها شاكر لأننا من يكتب نعمل مثل الرئة بالتنفس، فالكتابة هي نسمة الحياة، وسبحان باريء النسم.
أتمنى لأخي عثمان العمير وكوكبة الفريق العامل معه، المزيد من التطور والإبداع الملهم، وأتفاءل أن لا يحال بين إيلاف والظهور العادي لكل القراء، في وقت لم يعد بالإمكان التعتيم أو التستر على المعلومات.

تنبيه: بسبب كثرة المقالات المكتوبة بمناسبة الذكرى الخامسة لصدور إيلاف، لن يبقى المقال على الصفحة الأولى... أكثر من عشر ساعات... ثم يتحول إلى القسم الخاص بهذه المناسبة:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Anniversary/WellDone.aspx