تحل اليوم الذكرى الخامسة لميلاد إيلاف، الجريدة الالكترونية الأولى في البلاد العربية، وربما الإسلامية. الأولى من حيث النشأة، والأولى في استقطاب القراء الناطقين بالعربية على اختلاف أماكن تواجدهم، والأولى في معالجة قضايا المجتمع وهموم الناس.
لقد امتلك صاحب فكرة إيلاف بصيرة نافذة، ورؤية مستقبلية بعيدة، وجرأة بالغة، لينطلق بفكرته ويضعها موضع التطبيق، فأصبحت في غضون سنوات قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة مصدرا للأخبار، ومن أهم، بل أهم الصحف الالكترونية والورقية العربية على الإطلاق.
لقد قُيض لإيلاف ناشرا وإدارة ومحررين وفنيين ومراسلين يتمتعون بالجرأة والمعرفة والثقافة والقدرة على الابتكار. وقبل هذا وذاك تعصف بهم الرغبة الجامحة في تنوير مجتمعاتهم، وإنارة دروبها، وانتشالها من مستنقعات الجهل والتخلف والخرافات.
تُلقي إيلاف كل يوم بعشرات الأحجار في المستنقع الراكد، وتقود منذ نشأتها حركة تنوير المجتمعات العربية، وتخوض بهذا الخصوص معركة شرسة ضد أعداء العلم والحضارة والتطوير والتنوير.
تتمتع إيلاف بمساحة واسعة من الحرية قل نظيرها في الصحف الأخرى، لكنها حرية منضبطة مسؤولة تحترم الآخرين وآراءهم وخصوصياتهم ومعتقداتهم وحياتهم الشخصية. تمارس النقد البناء، وتطرح المشاكل وتضع لها الحلول، وتؤمن بالإنسان، وحقوق الإنسان، والحرية والديمقراطية.
يساهم في إيلاف كوكبة كبيرة من الكتاب المثقفين المستنيرين الموضوعيين، الذين يمتلكون القدرة والجرأة على وضع النقاط على الحروف وإضاءة الجوانب المظلمة، دون أن يطمعوا بأجر أو مقابل، دافعهم الوحيد إنارة الدروب، والقضاء على الجهل والوهم والتفكير القاصر.
إنني أرى في إيلاف جريدة متكاملة تشتمل على السياسة، وتلاحق الحدث، وتتلاحق فيها الأخبار بالسرعة نفسها التي تتلاحق فيها في وكالة الأنباء الفرنسية ورويترز والاسوشييتدبرس، تغنينا (جريدة الجرائد) عن الصحف اليومية الأخرى بما تنقله عنها بشكل يومي لأهم ما ورد فيها من أخبار ومقالات. كما تشتمل على أبواب ثابتة للرياضة والاقتصاد والثقافة والفنون بأنواعها والعلوم والأدب.
ولكن هذا لا يمنع من بعض الإضافات، والإضاءة أكثر على بعض الجوانب التي تحتويها:
1-كأن يكون التركيز أكثر في قسم نساء إيلاف على الرشاقة والجمال والأزياء.
2-قد يجد الكثير من القراء متعة في قراءة أبراجهم بشكل يومي.
3-وحبذا لو أضيفت كلمة (علوم) إلى عنوان كومبيوتر وإنترنت. وساهم أحد ما أسبوعيا بموضوع علمي.
4-وإذا كانت الإمكانيات المالية للجريدة تسمح بمسابقة شهرية للقراء توزع فيها جوائز للفائزين.
5-أن تحتوي الجريدة على حكمة العدد يكتبها القراء.
6-حدث في مثل هذا اليوم.
7-التعريف بشخصيات عالمية، سياسية أو علمية أو تاريخية.
8-التعريف أسبوعيا بمعلم حضاري أثري أو سياحي (قد يصبح إعلانا في المستقبل).
9-التعريف بدولة (سكان، مساحة، زراعة........) وأساطير الشعوب.
10- أن يُطلب إلى القراء اختيار الموضوع الأسبوعي الذين يرغبون في إضائته أو مناقشته.
11- وأخيرا لا أجد مانعا أن تحتوي الجريدة على باب للتسلية الذهنية، وباب للتعارف بين الشباب.
أهنئ إيلاف واحة المستنيرين وملجأ المضطَهدين، بعيد ميلادها. متمنيا لجميع المهتمين بها حظا طيبا وقدرة متنامية على العمل والإبداع.

[email protected]

تنبيه: بسبب كثرة المقالات المكتوبة بمناسبة الذكرى الخامسة لصدور إيلاف، لن يبقى المقال على الصفحة الأولى... أكثر من عشر ساعات... ثم يتحول إلى القسم الخاص بهذه المناسبة:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Anniversary/WellDone.aspx