هل الليبرالية خطيئة؟ قراءات في رسائل كنسية |
الرسالة الثانية ما هي الليبرالية؟
يرى Don sardagrave; Salvany أنه في دراسة أي موضوع، وبعد سؤال وجوده an sit؟ فإن اللاهوتيين القدماء طرحوا سؤال طبيعته quid sit؟ وهنا في الرسالة الثانية، طبيعة الليبرالية هي التي تشغل اللاهوتي الإسباني. فما هي هذه الطبيعة من وجهة نظره؟ إنها، وضمن نظام الأفكار، مجموعة من الأفكار الزائفة، و ضمن نظام الأفعال، الليبرالية هي مجموعة من الأفعال الإجرامية، وهي أفعال ناتجة عن هذه الأفكار المزيفة.
فيما يتعلق بنظام الأفكار، الليبرالية هي مجموع ما نسميه مبادئ ليبرالية مع نتائج تالية بشكل منطقي لهذا الفكر.أما المبادئ الليبرالية فهي: السيادة المطلقة للفرد، في كلٍ مستقل بالمطلق عن الله وعن سلطته؛ والسيادة المطلقة للمجتمع، ثم السيادة الوطنية، بمعنى أن الحق يعطى للشعب بوضع القوانين وأن يحكم بنفسه وبشكل مستقل عن جميع المعايير، وبإرادته وحده من خلال الأغلبية البرلمانية أو الناتجة عن الاقتراع؛ أيضا الليبرالية هي حرية التفكير من دون أي حاجز أو رادع، لا في السياسة ولا في الأخلاق، ولا حتى في الدين؛ حرية الصحافة بشكل غير محدود، وأخيرا حرية التنظيم والاجتماع.
القاسم أو الأساس المشترك لهذه الأفكار، هو العقلانية الفردية، العقلانية السياسية و العقلانية الاجتماعية، ومن هذه العقلانيات تنتج سيادة وسمو الدولة في علاقتها بالكنيسة، حرية المعتقد، التعليم العلماني أو المستقل بطريقة بعيدة بالمطلق عن الدين. أما الكلمة الأخيرة لليبرالية فهي: الدنيوية، بمعنى عدم تدخل الدين في أي من تفاصيل الحياة العامة، وهذا يقود للإلحاد الاجتماعي كنتيجة منطقية للمبادئ الليبرالية.
وفيما يتعلق بنظام الأفعال، الليبرالية هي اجتماع الأعمال التي استلهمت وبنيت من قبل المبادئ؛ كما هو مع قوانين quot; deacute;sarmortisationquot; (كلمة تم اختراعها من قبل أعداء الكنيسة لمحاولة إخفاء السرقات التي قام بها هؤلاء لممتلكات الكنيسة)، طبعا تعريف الكلمة هنا يعود للمؤلف نفسه، و إقصاء النظام الفكري الديني، ثم الاعتداء على حرية الكنيسة بشكل رسمي أو غير رسمي، أيضا الفساد والإرهاب الذي يسمح للعامة بممارسته، إما في القضاء أو الصحافة، وأخيرا الحرب المنهجية على الكاثوليكية وكل ما له علاقة بالإكليروس أو الأفكار اللاهوتية.
إن الليبرالية التطبيقية هي نموذج مكتمل: لها حكمها وأمثالها، نماذجها وطرائقها، فنونها، آدابها، دبلوماسيتها، قوانينها، آلتها التي تسير بمبادئها، مكائدها وكمائنها. إنها نموذج إبليس، ولكن تنكرت اليوم تحت اسم الليبرالية، في معارضة تامة وحرب مفتوحة مع مجتمع أطفال وأبناء الله والذي هو الكنيسة، كنيسة المسيح.هذه هي الليبرالية كعقيدة فكرية وكممارسة عملية.
الرسالة الثالثة: هل الليبرالية خطيئة، وأية خطيئة؟
يقول Don sardagrave; Salvany الليبرالية هي خطيئة، إن كان في نظام الأفكار أو في نظام الأفعال. في نظام الأفكار أو العقيدة، هي خطيئة كبرى ضد الإيمان لأن معتقداتها بدع وهرطقة. وفي نظام الأفعال، هي خطيئة أيضا لأنها ضد مختلف أوامر الله والكنيسة، لأنها تنتهك جميع هذه الأوامر. بشكل أوضح، يتابع Don sardagrave; Salvany، ضمن نظام الأفكار، الليبرالية هي بدعة شاملة لأنها تحتوي على جميع البدع الأخرى. وضمن نظام الأفعال، هي مخالفة شاملة وجذرية لقانون الله لأنها تسمح وتعاقب في نفس الوقت على جميع المخالفات، أي تأخذ دور الله.
ولكن ضمن نظام الأفكار أو في طبيعة العقيدة الليبرالية نفسها، لماذا الليبرالية هي بدعة أو هرطقة؟ يقول Don sardagrave; Salvany، البدعة والهرطقة هي كل عقيدة أو فكر ينكر شكلا و بشكل متشدد أو quot;ضمناquot; أيضا معتقدا من المسيحية.وبالتالي، الليبرالية المذهبية أو الليبرالية المعتقد تبدأ من خلال إنكار كل المعتقدات المسيحية بشكل عام، وبعد ذلك تنكر كل معتقد على حدة. إنها تنكرها بشكل عام عندما تؤكد أو تفترض الاستقلالية المطلقة للعقل الفردي داخل الفرد وللعقل الاجتماعي أو المعيار العام داخل المجتمع. نقول quot;تؤكدquot; و quot;تفترضquot; لأنه في بعض الأحيان المبدأ الليبرالي لا يثبت أو يتأكد حيث يصبح الإثبات لديه ثانويا فيلجأ إلى الافتراض ويقبل بافتراضه.
الليبرالية أيضا، تنكر التشريع المسيحي الآتي من المسيح ومن الله على الفرد والمجتمع، وبالتالي هي تنكر أيضا التوكيل أو الانتداب الذي أعطي لرئيس الكنيسة من قبل الله على المؤمنين بشكل فردي أو جماعي. إنها تنكر أيضا ضرورة الوحي السماوي وواجب كل إنسان في قبوله. كما تنكر الدافع وراء الإيمان، بمعنى رفض سلطة الله التي توحي. وأخيرا هي تنكر كل قضاء قادم من الكنيسة و الباباوات، بالتالي هي ترفض كل المذاهب الواضحة والمعرّفة والتي يتم تعليمها بواسطة هذا السماوي أو الإلهي.
وضمن نظام الأفعال، يتابع Don sardagrave; Salvany، الليبرالية هي خطيئة. فهي تدمر المبدأ، أو القاعدة الأساسية للأخلاق، والتي هي السبب الأبدي لوجود الله الذي يُفرَض على الإنسان؛وهي تكرّس المبدأ العبثي القائل بالأخلاق المستقلة، بمعنى الأخلاق من غير قانون أو الأخلاق الحرة، أو بشكل آخر الأخلاق التي ليست هي أخلاق، ففكرة الأخلاق تتطلب ليس فقط فكرة الإشراف، بل أيضا تحتوي وبشكل جوهري على حدود وضوابط. أيضا الليبرالية ضمن سياق تطورها التاريخي سمحت لنفسها بمخالفة جميع الأوامر الإلهية. إذا الليبرالية في نظام الأفكار هي خطأ مطلق، وضمن نظام الأفعال هي فوضى مطلقة. وفي الحالتين هي خطيئة كبيرة بطبيعتها، إنها خطيئة قاتلة.
الرسالة الرابعة: في الخطورة الخاصة للخطيئة الليبرالية.
علم اللاهوت الكاثوليكي يُعلِّم أن جميع الخطايا الكبيرة ليس هي كبيرة، حتى في الظرف الذي يميزها عن الخطايا العرضية أو الطفيفة. هناك كما يقول Don sardagrave; Salvany درجات في الخطيئة، حتى في فئات الخطايا القاتلة، كما هو أيضا في الأعمال الجيدة التي تكون وفق قانون الله. فخطيئة مهاجمة الله أكبر بكثير من مهاجمة شخص وسرقته. إن الخطيئة التي ترتكب ضد الإيمان والعقيدة هي أخطر الخطايا، فالعقيدة أو الإيمان هما أساس النظام ما فوق الطبيعي؛والخطيئة التي ترتكب ضد أساس النظام ما فوق الطبيعيquot;اللهquot;هي أكبر الخطايا. في النتيجة، المذاهب الهرطقية مثل الليبرالية والأعمال المستلهمة من أفكارها تشكل أكبر الخطايا التي عرفتها العقيدة المسيحية في تاريخها.
إذا أن تكون ليبراليا، كما يقول Don sardagrave; Salvany فهذا يشكل أكبر الخطايا، أن تكون ليبراليا هي خطيئة أكبر من خطيئة القتل و السرقة، ولا يستثنى من العقاب إلا الذين دخلوا في الليبرالية بنية طيبة، بسبب جهلهم أو قلة التفكير. أما قانون الكنيسة يعلن الآن كما أعلن سابقا، إن هذه الأحكام والتقييمات ستبقى نفسها ولن تتغير، فبدعة الليبرالية و الأعمال المستلهمة من أفكارها هي الخطايا الأسوأ، وشر الليبرالية بالنسبة للمسيحية هي فوق كل شر.
الرسالة الخامسة: الدرجات المختلفة التي يمكن أن توجد والتي توجد في الوحدة الخاصة لليبرالية.
الليبرالية كما تراها الرسالة الخامسة، أي كنظام من العقائد، يمكن أن ندعوها quot;مدرسةquot;؛وهي منظمة:من أجل الوصول إلى هدف والدعاية له، وهي طائفة: مجموعة من الناس يجهدون لبناء أفكارهم في فضاء القانون العام، وهي حزب سياسي أيضا. ولكن عندما نعتبر الليبرالية مدرسة، حزبا و طائفة، فإن هذا يفتح في وحدتها المنطقية و الخاصة درجات مختلفة أو فوارق والتي على اللاهوتيين الكاثوليك شرحها وعرضها ومتابعة دراستها.
بداية وكما يقول Don sardagrave; Salvany، الليبرالية تشكل كلا من الأخطاء المنطقية والمتسلسلة؛لهذا السبب نحن ندعوها نظاما system. وعمليا إذا انطلقنا من مبدئها المؤسس القائل بأن الإنسان و المجتمع مستقلان كليا وبشكل مطلق عن جميع المعايير الطبيعية وما فوق طبيعية، فإننا نسير أو نُقاد تحت شرعيةٍ من استنباط النتائج وهذا يشبه لحد كبير ما تدعيه كبرى الديماغوجيات المتحجرة و الجامدة بل يسبقها في الإدعاء. إن النتائج الوحشية لليبرالية تأتي من خلال منطق لنظامها ordre، والذي، حتى في التصرفات الاستبدادية يدعي أنه يتحدث باسم الحرية. فإذا المجتمع اعترف بقانون اجتماعي واحد لتقييم ومحاكمة البشر، وإذا لم يتقبل معايير و أنظمة أخرى، فكيف يمكننا رفض أو الإنكار على الدولة الحق المطلق بارتكاب أي ضرر على الكنيسة، فالدولة بمعيارها الواحد وفي غياب معايير أخرى، في كل مرة تريد التقييم أو التحكيم فإنها سترتكب الأخطاء.
ولو اعترفنا بوجود هذه الوحدة المنطقية للنظام system، فإن البشر لا يمكن أن يكونوا منطقيين دائما، وهذا يحدث داخل وحدة هذا النظام أو المنطق أو يقود على اختلاف ضمن وحدته. والبشر أيضا عندما يطبقون نظاما من الأفكار هم بشكل عادي سيكونون غير منطقيين ومتناقضين. وإذا طبقنا هذه الملاحظات على الليبرالية فإننا نقول كما جاء في الرسالة الخامسة: بفضل الله، يوجد بشكل نسبي القليل من الليبراليين الكاملين، ولكن هذا لا يمنع أن العدد الأكبر من الليبراليين هم ليبراليون حقيقيون، بمعنى أنهم تلاميذ أوفياء وأنصار أقوياء لعقيدتهم الليبرالية، التي يرون فيها مدرسة، طائفة وحزبا.
مع ذلك، وإذا اختبرنا جيدا العائلة الليبرالية سنجد في دخلها التناقض والاختلاف. ففيها من يريد تطبيق الليبرالية على التعليم، وآخرون يردونها فقط في النظام المدني، والبعض يريدها حصرا في النظام السياسي. وفقط الليبراليون المتقدمون كثيرا بليبراليتهم يريدونها نقية صافية وخالصة وفي كل شيء. إذا هناك متغيرات في العقيدة الليبرالية وهي متعددة وتخضع للمصالح وحسب من يطبقها. فمن الخطأ الاعتقاد أن الإنسان يفكر دائما بعقله، في الوقت الذي، وفي معظم الأوقات، يستخدم قلبه في التفكير، لا بل في الغالب يستخدم معدته.
وأخيرا من أين يأتي الخلاف داخل وحدة المنطق الليبرالي؟ يقول Don sardagrave; Salvany: في الغالب إنها المصالح، وتارة التعليم المتقدم يلعب دوره فيعيق البعض من أن يأخذ خطوات سابقة على غيره؛وتارة الاحترام الإنساني للاعتبارات العائلية، للعلاقات الاجتماعي..الخ
عزيزي القارئ: في نهاية الرسالة الخامسة، تبقى القناعة أن الليبرالية و الليبراليين مثل النبيذ السيئ أو الفاسد، اختلاف في درجة اللون وفي المذاق.
Province de Barcelone 1887
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدرايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات