قراءة خليجية لنتائج القمة العربية
قمة دمشق تعيد إنتاج (كاسك يا وطن)

رئيس الوفد السعودي: الاقلية في لبنان تسعى للسيطرة على أجهزة الدولة

المعلم وموسى: قمة دمشق نجحت رغم الضغوط

القمة العربية في عيون الفلسطينيين

لا جديد في قمة دمشق 2008 والأنظار تتجه إلى الدوحة 2009

القذافي يعابث الخليج الذي اعتبره إيرانيا

تفاوت التمثيل الخليجي في القمة توزيع للأدوار

الشيخ خليفة بن زايد يدفع كرة القذافي إلى المرمى الإيراني

عشاء القمة في دمشق

عراقيون: لا نتابع القمة العربية ولا نهتم إلا بأخبار القتال

تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي:شبه مصدر دبلوماسي خليجي القمة العربية في دمشق بفصولها ونتائجها، بالمسرحية السورية الذائعة الصيت quot;كاسك يا وطنquot;، .بل إن المصدر لم يتردد في القول إن دريد لحام ما كان له أن يحقق النجاح الذي حققه في تلك المسرحية لو قام بإنتاجها الآن. إذ إن الفصول الكوميدية التي تضمنتها القمة والتي برعت رموز سياسية بأدائها، كانت أكثر إثارة وتأثيرًا على من تابعوها من تأثير المسرحية على من شاهدها. وحسب هذا المصدر لم يكن خطاب العقيد القذافي هو التجسييد الوحيد للتشابه بين المسرحية والقمة، بل كانت له تجليات أخرى في القرارات التي انتهت إليها، والتي لم تتضمن حسمًا لأي قضية، ولا حتى أفقًا واضحًا لحل أي مشكلة.وقد توج هذا الشبه في المؤتمر الصحفي لوليد المعلم وزير خارجية سوريا مع أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى اللذين حولاه إلى ساحة لتبادل القفشات والتي وصلت حد تجاوز بعض الخطوط الحمر، خاصة عندما أشار المعلم في رده على سؤال حول ما إذا كان هناك نوع من الغزل بين سوريا والسعودية ، الى ان الغزل يحتاج الى طرفين، الامر الذي تلقفه عمرو موسى قائلاً بان الغزل في التاريخ العربي كان على الدوام غزلاً من جانب واحد، فرد عليه المعلم قائلاً لذلك سمي غزلاً عذريًا لأنه لم يثمر.

ويقول المصدر الخليجي إن الفصول الكوميدية في القمة لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت الى حد وصف ما تحقق فيها بالنجاح الباهر وهو ما يشبه الى حد كبير وصف هزيمة حزيران في مسرحية ضيعة تشرين بأنها نصر لمجرد احتفاظ القيادة في ذلك الوقت بكرسي الحكم .

ويرى المصدر الخليجي ان ما يثير السخرية ان تكلف القمة سوريا بقيادة مهمةاستعادة التضامن العربي وتنقية الاجواء العربية ، وهو ما يعني تجاهل ان سوريا هي طرف في معظم الخلافات العربية العربية بل لعلها الطرف الابرز في هذه الخلافات. واستطرادًا لهذه المهمة المستحيلة من وجهة نظر المصدر الخليجي، فإن التساؤل الآخر المثير للسخرية هو ماذا يمكن ان تقوم به رئاسة القمة التي آلت للرئيس بشار الاسد في موضوع الملف اللبناني، خاصة وأن الملف اللبناني لم يعد ضاغطًا على سوريا كما كان الوضع قبل القمة حين كانت الشكوك تحيط بإمكانية عقدها في دمشق .

وتساءل المصدر الخليجي عن العناصر الجديدة التي اضافتها القمة في كل القضايا الاساسية التي عرضت عليها. ففي ما يتعلق بموضوع لبنان، فإن المبادرة العربية التي اقرت في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية قبل عدة أشهر ظلت هي اساس التحرك العربي لاخراج لبنان من الازمة السياسية التي يعيشها . وفشلت القمة حتى في ان تدرج هذا الموضوع على جدول اعمال القمة بحجة غياب لبنان.

وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، تعلقت القمة بالمبادرة اليمنية للتخلص من حرج المناقشة التي كان يمكن ان تفجرها في حال تم طرحها ليكتفي المشاركون فيها بمدح المبادرة اليمنية والدعوة بشكل فضفاض وغير محدد إلى دعمها.

وفي موضوع العراق، لم يكن الامر افضل حالاً لينتهي هذا الملف بتحفظ الطرف المعني وهو العراق. اما بقية الملفات ابتداء من الصومال ومرورًا بدارفور والارهاب وانتهاء بالبرامج النووية في المنطقةوغيرها من القضايا العربية المزمنة، فإن القمة اعادت فيما يبدو انتاج ما صدر عن قمم واجتماعات عربية سابقة .

ويخلص المصدر الخليجي في تقييمه لنتائج القمة للقول إن النجاح الوحيد الذي تعول عليه سوريا هو تسويق القمةعلى اعتبارها نجاحًا لصمودها في مواجهة ما اعتبرته ضغوطًا عربية ودولية خاصة في الموضوع اللبناني، وهو ما قد يعطيها فرصة اضافية للتشدد في موقفها من هذا الملف وما يضيف عقبات جديدة امام الجهود العربية للوصول الى مخرج لهذه الازمة .
وبخصوص حصيلة القمة خليجيًا، فإن المصدر يقول ان الدول الخليجية لم يكن لها اجندة خاصة في هذه القمة،وبالتالي فإن مستوى النجاح الذي انتهت إليه من وجهة النظر الخليجية يحكمه ما تحقق من انجازات وحلول ازاء القضايا العربية المزمنة.