أما المعسكر الثاني فيضم سورية والجزائر والحركات والتنظيمات المناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل كحزب الله وحماس. وفي حديثه عن القمة العربية في دمشق قال المحلل السياسي اللبناني كمال ذبيان إن القمة تعقد على خلفية انقسام عميق في الصف العربي. وأضاف أن هذا الانقسام يظهر بهذا الوضوح لأول مرة. وتعتبر المشكلة اللبنانية الطافية على السطح سبب الخلاف، ولكن توجد هناك مشكلة أكثر عمقا تتمثل في اختلاف رؤية quot;المعتدلينquot; وquot;المتشددينquot; لمستقبل المنطقة.
ويرى المعتدلون أنه يجب الانطلاق من حقيقة وجود قوة وحيدة في العالم هي الولايات المتحدة الأميركية يجب الوقوف تحت مظلتها. أما المتشددون فيقفون ضد سياسة الهيمنة الأميركية والإسرائيلية. ودلت حرب عام 2006 في لبنان على أن العرب قادرون، وخاصة في حال وحدة موقفهم، على تنفيذ مطالبهم بما في ذلك تحرير الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويتميز الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها على سورية في هذه المواجهة بأهمية كبيرة. ويعني نجاح هذا الضغط الهادف إلى تغيير اتجاه السياسة السورية عزل حزب الله عن الدعم الخارجي وإضعافه من جهة، وحرمان إيران من حليفها الرئيسي في العالم العربي من جهة أخرى.
فما الذي يعرض على سورية مقابل كل ذلك؟ لا شيء كما يقول ذبيان. وأضاف أنهم يطالبون سورية بتقديم التنازلات فقط. ولا يطالبونها بالتخلي عن دعم المقاومة المتمثلة بحزب الله وحماس فحسب، بل والمشاركة في إنهاء تلك المقاومة. وأكد أن دمشق تدرك أنهم سيطالبونها بتنازل جديد بعد كل تنازل تقدمه.
ويرى المحلل السياسي اللبناني أن نتيجة كل ذلك سيكون السلام مع إسرائيل على أساس شروطها التي لا تتضمن انسحابها من الأراضي العربية المحتلة كما تطالب بذلك سورية. وذكر أن رفض سورية لتلك المطالب يعني استمرار الضغط عليها. ولا يرى ذبيان أن الأزمة السياسية المستمرة في لبنان ستؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في هذا البلد لأن السلطات لا تملك ما يكفي من القوة لتلك الحرب في حين لا ترغب المعارضة بذلك.
التعليقات