مقهى يبحث عن حل quot;للوقفquot; الذي حطم تاريخه ومستقبله
اغمضت عينيّ للحظات فشممت من ثناياه عبق رائحة تاريخه المعتقة بأنفاس الادباء ومطارحات الشعراء وحكايات لها بداية وليس لها نهاية، تذكرت الوجوه العديدة التي كانت تتوزع مقاعدها بحيث لا يوجد شاغر فيها، وارى لمعان الحياة في كل شيء فيها، حتى عامله الاثير (ابو داود) كانت هالته تشبه هالات اهل الادب والثقافة، بجراويته البغدادية وشاربيه المعقوفين وصمته، وكل (استكان) شاي يقدمه كان يقدم معه جملة شعرية او لفظة او يسرق انتباه الادباء حين تنزل من بين كفيه (الاستكانات) في لحظات عجيبة من الاستكانة والهدوء، لكنأبا داود رحل مطلع عام 2003،إلا أنّصورته لم ترحل.
على الطريق اليه.. يعد هنالك من الحياة سوى انفاس ضئيلة يبثها العابرون وبعض محال الريافة وبائع كتب على طرف ليس بالبعيد، وثمة مطعم شعبي، اتحدث هنا عن يوم الجمعة الذي
في وقفتي المتأملة لانحاء المقهى استرجعت صورته قبل سنوات بعيدة قائلا: (مقهى حسن عجمي.. هو متنفس الادباء وغايتهم، او هو بيتهم الذي طالما لمَهم وحوى اسرارهم وحفظها بأمانة، فلا اختلاف.. الا وكانت تبدده، ولا عداوة الا وكانت تتلاشى عند عتبتها، والجميع في احضانه احباء، اصدقاء وادباء، عند مستوى المسؤولية).
سألت مثلما في كل مرة: لماذا لا تتم اعادة بناء واعمار المقهى بما يتلاءم مع اهميته وتاريخه كونه يمثل صورة بغدادية مهمة، فجاءني الجواب ذاته: ان المقهى يقع ضمن املاك (الوقف) ولا يمكن التصرف بها!!، وكنت احاول ان اجد اجابة ابدؤها بتساؤل: الى متى يظل الوقف حجر عثرة في طريق اعادة بناء المقهى، الا يمكن ان تنظر امانة بغداد الى
















التعليقات