طلب منهم أمراً سهلاً وميسوراً؛ يُصلحهم ويُصلح حال قريتهم الصغيرة. وعدهم بمكافأة كبرى سيمنحها إيَّاهم، وأخبرهم بأن الرابح والمستفيد من هذا العرض هم، لا هو.
كانوا مشغولين بأنفسهم.. هذا يبحث عن عملٍ يؤمِّن به قوته، وثانٍ يبذل كل ما يملك في سبيل الحصول على مقعدٍ في الجامعة، وثالث يقاتل قتال المستميت؛ لعلّه يحظى بمنصبٍ متواضعٍ في دائرة حكومية.. أحدهم كان يسرق الناس؛ ليعيش كواحدٍ منهم! وآخرون عمدوا للنهب مردِّدين: quot;أنا ومن بعدي الطوفانquot;!
تحوّلت قريتهم المسالمة إلى مستنقعٍ موبوء، مليء بالعفونة.
كرر نداءه، أرسل إليهم العديد من الرسائل، في محاولة للفت أنظارهم، غير أنَّ الكلَّ كان لاهٍ بنفسه.
من أقصى المدينة، صرخ أحدهم: هل كُتب علينا أن نعيش في هذا المستنقع؟ أليس بمقدورنا تطهيره؟ أليس... أراد أن يُتمَّ جملته الأخيرة؛ فابتلعه المستنقع.
كاتب وإعلامي من السعودية
[email protected]