كتاب: (مئة عام من عمارة الحداثة)
المؤلف: د. خالد السلطاني
الناشر: دار المدى، دمشق/ سوريا، 2009
ايلاف:صدر الان عن دار المدى بدمشق/ سوريا كتاب جديد عن عمارة الحداثة بـ 408 صفحة من القطع الكبير، غير المألوف في النشر العربي، اذ جاء القطع بشكل مربع، مع صور عديدة، ملونة وبالاسود والابيض تعكس مجمل التطورات المعمارية التى حصلت في المشهد المعماري العالمي في القرن الماضي. ويهدف كتاب: laquo; مئة عام من عمارة الحداثةraquo; التعريف بأهم منجز من منجزات الحداثة، والإحاطة الموضوعية بإحد تجلياتها المؤثرة وهي <عمارة الحداثة>. ضمن فترة زمنية محددة أمدها ومسرحها القرن العشرون. وظاهرة عمارة الحداثة ndash; ظاهرة عالمية، كما أن تأثيراتها أيضاً عالمية، ولهذا فإن فهم وإدراك ما حصل في عمارة الوطن العربي مؤخرا، يستدعي فهم وإدراك تلك الظاهرة الإبداعية التي أثرت تأثيراً كبيرا في تغيير البيئة المبنية، وأدت إلى ظهور رموز تلك البيئة وحددت معالمها.
وعلى الرغم من أهمية التأثيرات الواسعة والجذرية التي أحدثتها عمارة الحداثة في المشهد المعماري العالمي؛ فإن المعرفة بها والإحاطة بمنجزاتها ظلت مقتصرة على اهتمام نخب ثقافية محددة، وعلى ذوي الاختصاص الدقيق. ولهذا فإن الكتاب يطمح إلى توفير فرصة الإلمام والوعي بهذا المنجز المهم من منجزات القرن العشرين الفاعلة؛ من خلال عرض منجزات المعماريين والحديث عن مقارباتهم التصميمية والتعريف بالتيارات المعمارية المتنوعة، التي ألفت بمجموعها كيان quot;عمارة الحداثةquot;.
يحتوي الكتاب على أربعة فصول وملحقين، وكل فصل منها يضيء جانبا من مسار عمارة الحداثة في القرن العشرين وتطورها. وهذه الإضاءات ضرورية لفهم نشوء عمارة الحداثة وتتبع مسارها التطوري بإيقاع زمني يبدأ من نهايات القرن التاسع عشر، وحتى نهاية الألفية الثانية. إذ يتابع الفصل الأول مراحل ظهور عمارة الحداثة ويسجل إرهاصاتها الأولى، في فترة زمنية محددة؛ وهي نهاية القرن التاسع عشر ولحين نشوب الحرب العالمية الأولى؛ بعدها يتناول الفصل التالي <الثاني> مجمل التغييرات التي حدثت على العمارة بعد الحرب الكونية الأولى، وهي مرحلة أساسية ومهمة ومتجانسة نوعا ما في مسار عمارة الحداثة، ويرصد الفصل الثالث من الكتاب نضوج الطروحات التصميمية لهذه العمارة، ويسجل انكسارها أيضا، في حين يكرس الفصل الرابع لظاهرة بزوغ وانتشار <عمارة ما بعد الحداثة > وجهاً من أوجه عمارة الحداثة في القرن العشرين. وبغية متابعة مسار تطور عمارة الحداثة بيسر ووضوح؛ فإن الكتاب يتعاطى مع نتاجات حلقات الحقب الزمنية من القرن الماضي، وكأنها حلقات متصلة ومتداخلة لا يمكن بأي حال من الأحوال، قطعها أو عزلها الواحدة عن الاخرى، بمعنى آخر، يستقرئ الكتاب جميع الحقب الزمنية في المسار التطوري لعمارة الحداثة ويعتبر أن ما أُنجز سابقا له تأثير حاسم على ما تحقق فعليا في المرحلة التالية، وأن ما نفذ في مرحلة معينة سيجد له انعكاسا مستقبلا، ووقعا أكيدا في تحديد اتجاهات ومقاربات الفكر التصميمي في الحقب اللاحقة..