الهواء ينفخ في شئ... الشئ لايتمدد..
يتقلص الهواء يعود خلف شجرة
يمتلئ هواءً من جديد
وينفخ في شئ.. والشئ لايتمدد
ينتظرُ ماذا يفعل الضوء
والضوء ينتظرُ العتمة
ليرى ماذا يفعل عند محطة القطار
عند باعة اليانصيب.. وباعة الحاجات المسروقةِ والتمثال في طرفِ الساحة
لكنه لم يدخل في تفكيره أن يرى
رسم العربة
لأنها لم تبق قبل ساعة على الحائط
ولم يريد أن يرى مفاتيح الحارس
لأنه لم يرتد الحزام
لم يتوقع الضوء أن لاتبرق السماءُ الليلةَ
يتوقع خيالات ومقاعد
وهناك من يسهَر
ومن يسهر ولا يغني.. ومن سيقرأ في أوراق الأشجار.. ومن سيدفن وراء أشلائه التي يعلم أين نساها..ومن سيسأل الباب حين يعود عن غرفته ويسأل غرفته عن سريره.. هولاء يلتقون وجهاتهم التي تخيلوها، وفيهم من يتصافح.. ومن يرد ببطء على الأخر.. ومن يتذوق حزنه ليزيد من صمته ومنهم من مرارا قال لا أستمع،،
أما الصياد العائد بالشباك الممزق.. والنورس الذي فقد ريشتين
انتظرا أن يزول الضباب ويترك الأشجارَ
لم تستطع المساحة التي تقع مابين الهواء وبين الضوء أن تُرفعَ بالريح.. تُخفى بالنور.. تُضم لزمانِ ساكن.. تضافُ لحدث مجهول
تُرقى بالأناشيد التي ترتل للمصابيح الخافتةِ.. ترفقُ بعنوان وترسل ببريد..
من يقول دَفَنتِ الأجراسُ شكل نصفَ الأرض.. وغطى جناحُ طائرٍ ما نصفها الأخر، وآخرون قالوا لا نجلس لنراها..
الهواء ينفخ في شئ.. الشئ لايتمدد
لكن الهواء لم يتقلص ولم يعود خلف شجرة
من ينظر إليه يعتقد بأنه ينتظر..
بعثرَ الحجر ورأى النمل.. وأطفأ النار وتَعَرفَ بالدُخان..
وظل ينفخ.... ولايتمدد
إلا أن رأى المزمار..
برقت السماءُ وجست الخيالات والمقاعد.. ومن جزئه المنحل لمع ورقُ الطلاء.. لم يظل البحرُ سائلا حين غطاه النوم ولم ير ذراعيه حين عصّرتا الأسماكَ والمراكب.. شمَ الهواءُ الأخشابَ والعظام فتعرف على الجزء الأخير الذي بقي لم يُسم ولم يُلمَس..
هولاء البعيدون كلٌ شمَ ريحه التي يحبها.. كي ينهضوا.. منهم من إستأذن الشِباك الممزق.. ومنهم الحجر أو النمل ومنهم فطن إلى السماء التي مرت وأستأذنها..
تذوق الذي قال لاأستمع.. تذوقَ المكان من شفة الاسم
ونعى هروب الموجة من أمامه.. وظل ملصقا بصيصُ ضوءٍ في وعاء الحليب. وتثأبَ من تخيّلَ..وظن الليل أن آخرون سيتسلقون قناديلهم ليروا الضوء ويميزوا ألوانه..
ولكي لايبقى ينفخ بشئ..
ظن الهواءُ
أن أحدا ما لابد أن
يَكسُرَ المِزمار،،

[email protected]
شاعر عراقي ndash; مقيم في قطر