يوجين روغان يحاور كل من عمار وقيس |
أبوظبي: ناقشت ندوة نظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اكسفورد موضوع كتابين فائزين في الدورة الرابعة للجائزة، هما كتاب quot;التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصرquot; للدكتور عمار علي حسن وكتاب quot;سوار الذهبquot; لقيس صدقي. وبيّن الدكتور عمار خلال مناقشة كتابه أسلوب معالجته لموضوع الإحياء الصوفي بمصر والمنهج البحثي والتحليلي والدلالي الذي قدم من خلاله إثباتا للاستنتاجات التي توصل إليها بدراسة حالتين لطريقتين صوفيتين بارزتين ومناهج البحث فيها.
كما وناقش عمار دراسة التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر من عدة اعتبارات منها وجود اعتقاد سائد في أن الصوفية تضع حداً فاصلاً بين الدين والسياسية عبر أسسها الأربعة القائمة على quot;الزهدquot; وquot;المحبةquot; وquot;المعرفةquot; وquot;الولايةquot; حيث شرح عمار بان هذا يبرر ضرورة بحث صدق وواقعية هذا الافتراض في الممارسة الحياتية لأتباع الطرق الصوفية من جهة والمعطيات الأولى للفكر الصوفي من جهة ثانية.
وتحاور عمار مع الحضور حول ظاهرة إقبال الباحثين على دراسة المجتمع المدني والمراهنة على تقويته. حيث اصبحت دراسة الطرق الصوفية باعتبارها إحدى مؤسسات المجتمع المدني المصري، ذات أهمية ملموسة خاصة أن الطرق الصوفية أسبق تاريخياً من الجمعيات الأهلية في مصر، والتي تعود إلى القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي بينما تعود الجمعيات التطوعية إلى القرن التاسع عشر، وفي الإطار ذاته تسمح دراسة الطرق الصوفية بتجلية الصورة حول شكل العلاقة مع الدولة اليوم. وفي نفس السياق أشار عمار الى ان quot; ندرة الدراسات التي تناولت الصوفية من منظور سياسي عامة ومن منظور علم الاجتماع السياسي خاصة، فهي لا تعدو أن تكون أدبيات متناثرة تتناول الماضي أكثر من تناولها للحاضر وتبدو كإرهاصات دراسية أكثر منها دراسات متعمقة ومتخصصةquot;.
وفي محور الندوة الثاني، ناقش قيس صدقي رحلته في كتابة quot;سوار الذهبquot; ودور اللغة المبسطة في تنمية مهارة القراءة وبين ضرورة أخذ مميزات جمهور أدب الطفل بالاعتبار وفهم متطلباتهم وأهمية تناسب المادة المقروءة مع ثقافة الشرق الأوسط وضرورة احترامها. وأضاف أن إنتاج الكتاب الجيد مسؤولية مشتركة ولا تقتصر على الكاتب وحده.
راشد العريمي ومحمد العتيبة في الندوة |
كما تحاور قيس مع الحضور في موضوع الكتاب والذي تدور احداثه عن تربية الصقور وتدريبها، وبيّن ما ينطوي عليه الكتاب من قيم وأخلاق عربية نبيلة وما اضافته تقنية الشريط المصور في تقديم القصة للطفل بأسلوب سهل يجمع بين الإفادة والتشويق. وتعليقاً على الندوة التي تشهد ثاني تعاون بين جائزة الشيخ زايد للكتاب وجامعة أكسفورد، قال راشد العريمي، الأمين العام للجائزة: quot;تشهد ندوتنا اليوم أول تقديم لفائزينا في الدورة الرابعة كسفراء للأدب والثقافة العربية على الساحة العالمية، وسيتبعها ندوات أخرى في مختلف مراكز الثقافة في العالمquot; واضاف: quot;لقد جاء اختيارنا لأكسفورد مرة أخرى في إطار تعاوننا المشترك ولما لاقيناه من دعم وتشجيع لأهداف الجائزة ورؤية مشتركة للمستقبل المشرق للثقافة العربية والذي نسعى لتحقيقه.quot;
يشار الى ان الدكتور يوجين روغان، مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة أوكسفورد ادار الندوة التي حضرها محمد العتيبة القائم بالاعمال في سفارة دولة الامارات العربية المتحدة في لندن وجمهور من المثقفين والدبلوماسيين وممثلي المراكز الثقافية والمنظمات الأدبية ودور النشر والتوزيع والاعلاميين.
يذكر ان جائزة الشيخ زايد للكتاب قد سبق لها عقد عدد من الندوات الثقافية في مختلف العواصم العالمية منها القاهرة، الكويت، بيروت، نيويورك، لوس انجيليس، فرانكفورت وغيرها من العواصم والمدن. وهي جائزة مستقلّة ومحايدة تؤمن في خلق محيط فكري للمنافسة الإبداعيّة النزيهة التي تزيد من نهضة الكتاب العربيّ وتجسير علاقته بالقراء عبر الترشح باعمالهم الإبداعية كل عام، مما يتيح الفرصة لتثمين انجازاتهم والتشديد على قيمتها في تعزيز التنمية الحضاريّة للشعوب.
التعليقات