سيف الخياط من هولندة: برؤية اممية حاول الفنان المسرحي العراقي فيصل صبري الولوج الى ملفات شائكة تشغل العقل التشريعي والسياسي الاوربي منذ فترة ليست بالقصيرة في نقاشه الجاري حاليا حول الهوية ومفهوم المواطنة ومعايير الانتماء التي تخص الجماعات المهاجرة من دول متعددة الاعراق والاديان والثقافات. فيصل صبري المسرحي العراقي المهاجر الى هولندا منتصف تسعينيات القرن الماضي من مدينة كركوك الشهيرة بتنوع سكانها، يجد نفسه امام تعاريف الانتماء هذه المرة في هولندا، وفي محاولة لمسرحة الحديث الدائر حاليا عن الهوية، الذي تعمل على اثارته اكثر من دولة بدءا بفرنسا وامتدادا الى دول اخرى، بهدف الوصول الى معايير محددة تمنح على اساسها الجنسية، ولكن المسرحية تذهب الى ابعد من ذلك.
فكرة هذه المسرحية تدور حول قضايا معاصرة متعلقة باللاجئ و كيفية التأقلم و الاندماج مع المجتمع الهولندي من جانب، والبحث عن الهوية المفقودة من جانب آخر، بطريقة غير تقليدية، حيث تظهر قيم إنسانية نابعة من أصل الهوية الآصلية بالنسبة للقادم الجديد (الهولندي الجديد)، ما يؤدي الى انعكاسات سلبية تظهر من خلال الحالة النفسية للقادم الجديد، على الرغم من أن هنالك محاولات جادة من قبل القادم الجديد (الهولندي الجديد) في الاندماج و التعرف إلى المجتمع والثقافة الهولندية والسعي من أجل التقارب مع الطرف الآخر في أكثر النواحي.
(عبدول) المهاجر الى هولندا والفنان التشكيلي والدارس في احدى الجامعات الشرقية محور العمل، الذي لعب بطولته فيصل صبري، وهو شخصية مركبة لعدة حالات تدخل عبر شخص واحد وفي وقت واحد، فهو يواجه مجتمعه الجديد بكل ما يحمله من اختلافات، مبتكرا طريقته الخاصة ليس للولوج والاندماج في المجتمع فحسب، وانما يذهب الى ابعد من ذلك في رحلة طويلة لاثبات ذاته بطريقة واقعية، وبعد ان يخسر مستقبله بحادث مميت، تتغير جميع الاتجاهات امامه، فكل ايقاعات مستقبله التي خطط لها تلاشت، وهذا هو الخط المسرحي الذي سار عليه العمل والذي اعتمده مخرج المسرحية باكو سوراني والذي اراده المؤلف احمد عينان.
فرقة مسرح بلا حدود قدمت مسرحية الهولندي الجديد وهو من الاعمال الفنية الحديث على مسرح هاوس بان بوك في مدينة ارنهايم الهولندية بمناسبة يوم المسرح العالمي، وبعد نجاحه تقرر عرضه لاحقا في مدينة ابل دورن وعلى مسرح خيخانت، ومن المقرر ان يقدم العرض في وقت لاحق في مدينة لاهاي وايضا روتردام.
- آخر تحديث :
التعليقات