ترجمة: نصرت مردان
يحيى كمال بياتلي (1884- 1958): أحد أهم رواد الشعر الكلاسيكي. تتلمذ على يديه الشاعر ناظم حكمت في صباه، وكان بياتلي في الوقت نفسه مغرما بوالدته جليلة خانم. ولد في مدينة (اسكوب ndash; اسكوبيا) التي كانت تحت النفوذ العثماني عام 1884. بسبب معارضته سياسة السلطان عبدالحميد الثاني، سافر كعادة النخبة العثمانية المعارضة آنذاك إلى باريس.حيث درس فيها العلوم السياسية، وتمكن من تطوير معرفته باللغتين العربية والفارسية. أٌنتخب عام 1923 نائبا في البرلمان التركي. كما تولى مناصب دبلوماسية في باريس ومدريد وباكستان. عاش حياة بوهيمية، حيث لم يتزوج، وعاش حتى نهاية حياته في الفنادق. توفي في باريس عام 1958 أثناء معالجته من مرض عضال.
يحيى كمال بياتلي: رقصة في الأندلس
صنجٌ وشال ووردة، توهج الرقص في هذه الروضة
في مساء الشوق هذا، أندلس قانية ثلاث مرات
أغنية الحبِ على مئات الشفاه،
تمورٌ هذا المساء بالنشوةِ الاسبانية
هذه الالتفاتة المفاجئة، كالتفات المروحة اليدوية
هي إلتفتات الغنج والشهوة
عيوننا لاتبغي لونا أكثر من القرمزي
واسبانيا هذا المساء تتماوج في هذا الشال
خصلات شعرها مسدلة على جبينها
وفي صدرها الناهد أجمل ورود غرناطة
الكأس الذهبية في كل يد، والشمس في كل قلب
وأسبانيا في هذا المساء بكل كينونتها، في هذه الوردة
في وسط الرقصةِ، تقف وكأنها تمشي
ومع التفاتة رأسها نحونا، تقتلنا جميعا
بشرة وردية، شفاه ملتهبة، عينان كحليتان
يوسوس الشيطان، أن قم واحضنها، وقبلها مائة مرة
للشال الذي يخطف العيون، للوردة الريانة
للصنج الذي يأسر كل قلب، ينبعث من الصدور هتاف واحد: Ole !
اتيلا إلهان: في بيت باريسي قديم
آتيلا إلهان ( 1925 ـ 2005): ولد في بلدة (منمن) في مدينة إزمير. فصل من الدراسة في المرحلة الثانوية لأسباب سياسية، ثم عاد إليها بقرار قضائي. قضى في باريس 6 أعوام. وكان قد سافر إليها لقيادة حملة لإنقاذ ناظم حكمت من السجن. وهناك تعلم الفرنسية والماركسية. يعتبر من أهم معارضي التيارات الشعرية ( التغريب) و(حركة التجديد الثانية) من خلال تأسيسه تيار (ماوي ـ الأزرق) الداعي إلى الواقعية الاجتماعية في الشعر. إلى جانب العديد من دواوينه الشعرية فهو روائي لامع، وكاتب سيناريو للعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية:
تبدأ قلة خبرتي، مع بدء النهار
هل هذا بيت من شعر بودلير؟
هيا، اظهر وتحدث
فنحن نلج في الليل.
كم من أفكارٍ عذبة، ضاعت في العالم
كموت النجوم البعيدة
أنت، اعتبر المدينة سماء،
كي تدور بصمت دون أن تعي.
في المساء، كانت الأزقة تنادي نساء مسنات
يذهبن إلى الحانة متبرجات
وهن يتلفعن بذكرى أزواجهن الموتى
من يدري أين أبناؤهن الآن، بناتهن والأحفاد؟
أين سان جون، دانتون، روبسبير
مثل أولادنا، تركونا ورحلوا
طوال الليل، تسقط النجوم
أنى للحي، أن يستيقظ من الأحلام!
التعليقات