من اليمين: هيلين فندلر، غلاف الانطولوجيا وريتا دوف |
إعداد عبدالاله مجيد: شهدت الأوساط الشعرية الاميركية سجالا ساخنا بعدما حملت سيدة نقاد الشعر هيلين فندلر على الشاعرة والكاتبة ريتا دوف، شاعرة مكتبة الكونغرس سابقا، متهمة اياها بالتركيز في عملها quot;انطولوجيا الشعر الأميركي في القرن العشرينquot; على quot;تمثيل التعدد الثقافيquot; بدلا من النوع.
وتجمع دوف الفائزة بجائزة بوليتزر واستاذة الأدب الانكليزي بجامعة فرجينيا، في الانطولوجيا الصادرة عن دار بنغوين، أفضل ما أنتجه الشعر الاميركي خلال المئة عام الأخيرة، في تقديرها. ولكن الناقدة فندلر التي تعمل استاذة في جامعة هارفرد نشرت في نيويورك ريفيو اوف بوكس نقدا لاذعا لخيارات دوف قائلة انها قررت quot;ان تغير الموازنة بضم مزيد من الشعراء السود وإفراد حيز كبير لهم، حيز اكبر احيانا من الحيز التي تعطيه لكتاب أوسع شهرةquot;.
وغابت عن انطولوجيا دوف اسماء مثل سيلفيا بلاث والن غينزبرغ وسترلنغ براون. وأوضحت دوف في تقديمها للانطولوجيا ان سبب غيابهم يعود الى قضايا تتعلق بحقوق النشر وان ميزانية دار بنغوين لم تكن كافية لتأمين هذه الحقوق بما يتيح اضافة اعمالهم.
وحملت فندلر على دوف لأنها جمعت في الانطولوجيا قصائد من اعمال quot;نحو 175quot; شاعرا وانتقدت مختاراتها من القصائد quot;القصيرة في الغالب والمحدودة في مفرداتهاquot;، بحسب تعبيرها.
وكتبت فندلر ان السائد في الانطولوجيا هو التمثيل الجامع للتعدد الثقافي مؤكدة انه quot;ما من قرن في تطور الشعر الناطق بالانكليزية انجب ذات يوم 175 شاعرا يستحقون القراءةquot; متساءلة quot;لماذ يُطلب منا ان نقرأ هذه الكثرة من شعراء ليسوا ذوي قيمة تُذكر أو قيمة دائمةquot;. واشارت فندلر الى ان الصرامة في الانتقاء اصبحت مدانة بوصفها quot;نخبويةquot; وان هناك دعوة تستوحي الشعار القائل quot;لتتفتح مئة زهرةquot;.
وتابعت فندلر قائلة ان من بين 20 شاعرا ولدوا في الفترة الواقعة بين 1954 و1971، هناك 15 شاعرا من الأقليات (من الهسبانيين ذوي الاصول اللاتينية أو الاميركيين السود أو الهنود الحمر أو ذوي الأصول الآسيوية) وخمسة شعراء فقط من البيض (شاعران وثلاث شاعرات). وقالت فندلر ان صاحبة الانطولوجيا دوف بتغييرها التوازن quot;تطيع معيارا جماليا شعوبيا تعبر عنه في التقديمquot;. وان دوف تشعر ملزمة بالدفاع عن الشعراء السود الذين ضمتهم الى المختارات بتفخيم لغوي.
وردت دوف متهمة فندلر بالعنصرية والاستعلاء ومجافاة الحقيقة في نعت الانطولوجيا بأنها تضم في الغالب شعراء ذوي مفردات محدودة. وكتبت دوف في نيويورك ريفيو اوف بوكس انها لن تسمح لفندلر ببناء بيتها من الورق على أباطيل واراجيف. وان quot;ما في مراجعة هيلين فندلر من قسوة ومرارة يشي بأجندة تتعدى الجماليات. وهي نتيجة لذلك لا تفقد استيعابها للحقائق بل تفقد لغتها التي كانت في السابق موضع اعجاب..... بتأرجحها من المثل الى المثل المضاد مخطئةً المرة تلو الأخرى في قراءة الغاية. وسواء أكانت مدفوعة بغضب اكاديمي أو الأسى الجامح لدى شخص يشعر ان العالم غدر به، ظنت فندلر انها تعرف ـ كم هو حزين ان نشهد ذكاء متألقا يتهاوى بمثل هذا الأداء الأخرقquot;.
وفي مقابلة لاحقة مع مجلة أدبية ذهبت دوف ابعد من ذلك متسائلة إن كان انتقاد الانطولوجيا لأنها ضمت شعراء quot;من الأقلياتquot; هو quot;المعركة الأخيرة ضد قطعان الشعراء الصاعدين من ذوي البشرة المختلفة والعيون المائلة. وهل كنا نحن الاميركيين الافارقة والاميركيين الاصليين والاميركيين اللاتينيين والاميركيين الآسيويين، لا نُقبَل إلا بوقوف هؤلاء النقاد حراسا على الباب يدققون اوراق اعتمادنا ثم يسمحون لنا بالدخول الواحد تلو الآخر؟quot;.
وقالت دوف ان انتقادها بسبب عدد الشعراء ذوي الأصول العرقية المختلفة الذين ضمتهم في الانطولوجيا يشير الى ان الولايات المتحدة ليست مجتمعا تخطى العنصرية وانه quot;حتى من يُسمَّون ليبراليين اذكياء حساسيين يصفون انفسهم بالانسانية كثيرا ما يكونون اسرى مفاهيمهم المسبقة في الطبقة والعرق والامتيازquot;.
وخرجت المعركة الأدبية عن دائرة السجال الثنائي بين دوف وفندلر بدخول شعراء وكتاب اميركيين على الخط بين مؤيد ومعارض. وقالت مجلة كرونكل اوف هاير ايدوكيشن ان الأوساط الشعرية الاميركية لم تعرف معركة أدبية كهذه منذ عام 2004.
التعليقات