ستأتي الفتاة و تبكي
يقولُ المغني: وما حيلتي؟
لا مكانَ لها في الغناء
وحراسُ شارعها أكدوا :
لم نجد مقعداً شاغراً
في قطارِ المساء

ستبكي أمام شرودِ البيوت
ستجتاز صمتَ المقاهي
تهيلُ حكاياتها في الضواحي
ستمضي ..
خطاها شجونٌ و يأسٌ
هواجسُها تشبهُ البحرَ
في خاطرِ الغرباء

ستسألُ : ماذا
إذا سقطت وردةٌ من سياج الربيعِ ..
وماذا لو افتقدَت غابةُ الصبحِ تغريدةً
ثم ماذا
إذا يأستْ زهرةٌ هشة
وهوت نجمةٌ
من شقوقِ السماء

ستبكي الفتاةُ طويلاً
ولن يفهمَ الناسُ حيرَتها
كي يقولوا لها:
أنتِ عطرُ الوجودِ
ومرفأ موجِ الخلود
وأنت بريقُ صفاءِ الندى
وصفاء الندى
والندى
أنت وعدُ المدى
وربيعُ البقاء

ستمضي الفتاةُ إلى بيتها
فتضئ المرايا ملامحَ آلامها
ستطل الأغاني الحزينةُ
من حزنِ مذياعها
وهي لا تفتحُ البابَ
حتى أفسرَ أحوالها
كي أقولَ لها:
النسماتُ تتوقُ إلى صوتها..
والصباحَ يتيمٌ بغير ابتساماتها..
أن كلَ العصافيرِ صامتةٌ..
كلها
والشموس معطلةٌ
عند بابِ الشتاء