أعلن المخرج السينمائي الأميركي الشهير quot;أوليفر ستونquot; عن استعداده لكشف التاريخ غير المروي للولايات المتحدة على مدار قرن ونيف، بالمقابل، شدّد ستون على دعمه للحركة الاحتجاجية الأميركية quot;احتلوا وول ستريتquot; المناهضة للنظام المالي المتبّع في بلاده، مثلما لم يتردّد ستونفي انتقاد النظام السياسي الأميركي.
كامل الشيرازي من الجزائر: في زيارة خاطفة قادته للجزائر، أفاد ستون أنّ فيلمه الوثائقي الجديد quot;حكايات أميركية غير مرويةquot; سيتطرق إلى فصول وحيثيات غير معروفة من ذاكرة الأميركيين بين عامي 1900 و2010، وسيتسنى مشاهدة العمل اعتبارا من آيار/مايو 2012.
ولم يخف المخرج الأميركي البارز، هوسه بالاشتغال في المرحلة المقبلة على ما هو وثائقي تدويني، مفسرا ذلك ببحثه الدائم عن الحقيقة، فضلا عن رفضه تجاهل الكذب السياسي والتاريخي الذي يمارسه نظام قد يدمّر العالم مستخدما فزّاعة الإرهاب، بعدما وظّف بعبع الشيوعية في فترة مضت، في وقت أبدى استهجانه للهالة التي يُراد لها أن تطبع علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.
وبرسم مؤتمر صحافي نشطّه في العاصمة الجزائرية، قصف ستون النظام السياسي الأميركي بالثقيل، واصفا إياه بـquot;الجائرquot;، quot;غير الديمقراطيquot; وquot;الجامدquot; حتى بعد قدوم أوباما، كما لم يخف ستون صدمته لتغييب العقل، ورؤيته فريقا من مواطنيه يعبدون المال، وتحول هؤلاء إلى quot;صفوةquot; المجتمع الأميركي، ذاهبا إلى حد الحديث عن quot;سرقة قيم الولايات المتحدة من لدن أناس ما سيعجّل بغرق البلد مثل باخرة التيتانيكquot; على حد تعبيره.
إلى ذلك، لبس ستون عباءة المحامي المرافع عن الفئات الاجتماعية الهشة والناقم على الوضع السياسي في بلاده، ولم يتردد مخرج أفلام quot;فصيلةquot; (1986)، quot;ج ف كquot; (1991)، نيكسون (1995) ومركز التجارة العالمي (2006)،في إشهار مساندته لمناهضي النظام المالي في أميركا، مناديا بنقل الاحتجاجات من نيويورك إلى واشنطن، حتى يكون دوي التأثير أكبر حدة مقارنة بما هو حاصل.
كما أيّد ستون استمرار الحركة الاحتجاجية الحالية في بلد العم سام، حتى تنتج ضغوطا أكبر على الساسة الأميركيين، معتبرا أنّ ذلك يمثل خير سبيل لتطهير الحركة المالية والمصرفية هناك التي حمّلها مسؤولية ما تعيشه ليس الولايات المتحدة فحسب بل أماكن أخرى من العالم أيضا، ولفت إلى أنّ ما يحدث في أميركا وبريطانيا علامة صحية ستحول دون تفاقم الأزمات المالية المستفحلة منذ خريف سنة 2008، وتواصل انزلاقات النظام المصرفي الأميركي وتداعيات زادت في معاناة مئات آلاف الأشخاص.
ستون الذي سيعرض فيلمه المطوّل quot;الوحوشquot; مع افتتاح العام الجديد 2012، وسيتناول عبره معضلة تهريب المخدرات بين الولايات المتحدة والمكسيك، أوضح أنّه كان سبّاقا لتحسيس الرأي العام الدولي بهشاشة النظام المالي الكوني من خلال فيلميه quot;وول ستريتquot; (1987) وquot;المال لا ينام أبداquot; (2010)، وركّز المخرج الأميركي المشاكس، على أنّ الطبقة المتوسطة في بلاده هي أكبر ضحية للأزمة المالية الراهنة.
جدير بالذكر، أنّ ستون حرص خلال الـ48 ساعة التي قضاها في الجزائر على الاحتكاك بوسطها الاجتماعي، عبر تجواله في عدد من أحيائها العتيقة ونزوله ضيفا على مطاعم شعبية، ناهيك عن مجالسته عددا من الثوار المخضرمين، وسط أنباء تحدثت عن تحضيره عملا سينمائيا حول الجزائر، وهو ما نفاه بقوله إنّ هناك مبدعين بوسعهم نقل الواقع بشكل أفضل.
التعليقات