محمد بن رجب من تونس: quot;التجريب على المكانquot; ذلك هو محور الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني لمسرح التجريب الذي ينظمه بمدينة مدنين (500 كلم عن العاصمة تونس) مركز الفنون الدرامية والركحية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة.
هذا المهرجان الذي يتواصل بحضور جمهور غفير يتابع مختلف العروض المسرحية برغم برودة الطقس تضمن برنامجه عديد المسرحيات، حيث كانت البداية بمسرحية quot; ترى ما رأيت quot;، سينوغرافيا وإخراج لأنور الشّعافي وتأليف للشاعر كمال بوعجيلة، في quot; ترى ما رأيت quot; يشارك في التجسيد الركحي عدد من الممثلين من خريجي المعاهد العليا التونسية للمسرح من بينهم جلال عبيد و نورس شعبان و فاطمة بنور و جهاد الفورتي و مكرم المانسي ووليد الخضراوي وحمزة بن عون و نجيب بن خلف الله.
مسرحية quot; ترى ما رأيت quot;، عمل مسرحي يتناول معاناة المثقف خلال الفترة الماضية في ظل الإستبداد و الديكتاتورية وتكميم الأفواه، مسرحية تعمل على توظيف التكنولوجيات الحديثة ووسائل الإتصال بهدف تنويع اللغة المسرحية في فضاء تتجاوز فيه اللغة حدود التواصل ليندمج المشاهد ضمن أحداث تمتزج فيها التقينات و التأثيرات اعتمادا على المزج بين المسرح و السينما و ما يتخللهما من صور تجمع بين الإفتراضي والواقعي.
quot; ترى ما رأيت quot; مسرحية الإفتتاح اقتبس نصها من ديوان شعري لشاعر تونسي مهاجر عنونه quot; ترى ما رأيت quot;، تجربة صعبة عاشها الشاعر في المهجر وحيدا وهو يعاني المرض دون أن يجد من يؤنسه في غربته.. وقد حاول المخرج أنور الشعافي يوظيف خبرته الواسعة فخلق الجديد الذي لم نشهده سابقا على خشبة المسرح و العنصر الجديد يتمثل في توظيف وسائل الإتصال الحديثة من خلال استعماله تقنية quot; SKYPE quot; بالإتصال المباشر أثناء عرض المسرحية ليجسد الرؤيا الحديثة بمنح دور لممثلة مباشرة من مدينة مونبيلي الفرنسية عبر quot; SKYPEquot; في حوار مباشر مع بقية شخوص المسرحية كأني به يريد أن ينطلق من خلال أشعار الشاعر المهاجر واقتباسه لمحنته التي عاشها وحيدا.
مخرج العمل المسرحي quot; ترى ما رأيت quot; الأستاذ أنور الشعافي الذي يعتبر من رواد المسرح التجريبي في تونس أكد على أنّ هذا العمل الذي يعتبر باكورة أعمال مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين استعمل فيه تقنيات جديدة ومبتكرة ومن خلال هذا الإبتكار يعمل جاهدا من أجل إثراء المشهد المسرحي التونسي بلون جديد و مختلف عن السائد وذلك بآستعمال تقنية وسائل الإتصال الحديثة في حركة تمتزج فيها الصورة الإفتراضية و الصورة الواقعية بفعل التركيز أساسا على الحركة والمشهدية.
الأستاذ المسرحي أنور الشعافي أكد على أن مسرحيته quot; ترى ما رأيت quot; والتي ستعرض خلال أيام قرطاج المسرحية، فيها تصوير لمعاناة المثقف التونسي زمن الديكتاتورية و الإستبداد و تكميم الأفواه.
quot; التجريب على المكان quot; محور المرجان الذي يعمل على أن يعايش الجمهور أعمالا لقيت استحسان النقاد، لكن ما يجلب الإنتباه فعلا أنّ إطار المهرجان هو غير الإطار، والمكان هو غير المكان، فعدد من العروض المسرحية خالفت السائد و بحثت عن الجمهور في مكان تجمعه، في السوق و الشارع و المقهى و حضيرة أشغال و المستشفى.. والعمل على تشريك الجمهور و اقتناص اللحظة ليتحول الكلّ إلى ممثلين، والكل إلى جمهور، و المسرح يخرج من الركح الذي خلق له، ويجد في الفضاء الخارجي فضاء يلتقي فيه بالجمهور.

الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني لمسرح التجريب وبعد افتتاحه بمسرحية quot; ترى ما رأيت quot; انطلق إلى خضيرة أشغال لعرض العمل المسرحي quot; قانون الجاذبية quot; لشركة الموجة الجديدة، ثم انتقل المهرجان إلى ساحة الحرية بالمدينة و كان اللقاء بالجمهور مع مسرحية quot; عصافر quot; لشركة أرتيس، وعودة من جديد لمركز الفنون الدرامية و الركحية وعمل المركز الوطني لفن العرائس quot; يوم بعد يوم quot;، تقليعات المهرجان لم تتوقف، فبعد ساحة الحرية و حضيرة الأشغال كان اللقاء مع المرضى و الزوار في المستشفى و مسرحية quot; قصر الشوك quot; لجمعية فنون و ثقافة، ثم عرض قياسي ( نفاية) لوليد خضراوي بساحة المركز، و مسرحية quot; سكون quot; بركح فضاء المركب لمسرح نجمة الشمال، تلتها quot; نجمة و هلال quot; لمركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف، وسيكون اختتام المهرجان الوطني لمسرح التجريب في دورته السادسة عشرة يوم غد الخميس بعرض مسرحي بعنوان quot; سلام quot; لحاتم القروي وهو عبارة عن تجليات موسيقية و مسرحية.
المهرجان لم يغب عنه جانب التكوين فيتم تنظيم تربص تكويني للممثلين وهواة المسرح من خلال ورشات تكوينية حول محور quot; مسرح الحلبة و ورشة الكلون المسرحي quot; ويؤطر هذه الورشات الفنان الفرنسي JEAN PIERRE BESNARD.

*************************************************************