أقول:
إن الخطوات ثقيلة على الرصيف
والوجوه تتغير
بينما الإيقاع الذي تركه العازفون
فوق أوتار الفساد
لا يزال مسيطرا على المشهد
والبسطاء يشربون الماء مختلطا بالزيف
تارة باسم الدين
وتارة أخرى باسم الوطن
فهل يستطيع الذين لا تزال تنبض
في مشاعرهم الثورة
الخروج بالبسطاء من أزمة التضليل
وأزمة التهليل... وأزمة التمويل
الذي جابه زعماء الأحزاب
من جيوب وكلاء الله على الأرض
***
أقول: إن الله قادر
على أن يجعل من أنفاسي غيمة
تمطر على الأرض فينبت الأطفال
والشجر والكلأ... وتنمو الرحمة
على أكف الناس
ويسخّر الكواكب
تمخر في الفضاء
فتتزين الكائنات بالضوء
وتتوهج المجالس بالمغفرة... والحديث الحسن
فيا ألله
إنني أمتشق الحياة
كفراشة تتطهر في كل تحليق جناح
من خطيئة الصمت
فدلني على أثر غيّبته العتمة عن يقيني
وعلى كلمات أقرأها
فيظهر لي الوقت خفيفا
كريشة... على كف القدر
وعلى مسودة أدون على هامشها تاريخي
كي أستطيع أن أكتب الحقيقة بحروف
واضحة للأبصار
وهلا عرفتني... يا ألله
بالقدر الذي أستطيع فيه
أن أفرد جسدي
كي لا أحتل مساحة
لا تخصني
وتهديني إلى الموت
لأرى فيه نفسي
صغيرة... غير مكتملة النمو
وتخبرني في منامي
على الطريق الذي يصلني بالناس
كي لا أضل أبدا
وتمنحني البشارة... على أجنحة الطير
وفوق أوراق الشجر
وعلى وجوه الأطفال
وفي تسبيح النمل
وحرر يا ألله الإنسان من عبودية القبح
وتسلط الحشرات
على فاكهة الأفئدة
ونظم بيدك المباركة
صفوف الخلق
وأعدهم إلى جادة الصواب
واحشرهم- حشرا- في كؤوس الزهد
ولطف أجسادهم
من رعونة الشهوة
وعفونة الحقد
وأرشدهم إلى الحق
كي لا تظهر الشياطين عريانة
على شواطئ الحلم
واجمع بقدرة قدرتكَ
... الملائكة والبشر
في مساحة واحدة
ولا تفرقهم... بقسمة القرب
وامنحهم جميعا رحمتك
وبارك لهم في الصفات... والرزق
يا ألله... امنح قلبي التوبة
من خطايا الجسد
ومن أرق الحياة في كل صلاتي!
***
أقول:
يا أيها النجم
امنحني بعدكِ
لأمنحك قربي
ويا أيتها الحقيقة أخرجي القتلة
من أرضكِ
لأدخلكِ
ويا أيها الوطن استعن بالصبر والصلاة
ريثما يتعافى المؤمنون بكَ من الجراح
ويا أيتها النفس... انشغلي بالحلم
لكي تعود إليكَ القدرة على... البكاء!