اعتبر يوسف بنبراهيم، أستاذ شعبة الجغرافية أن الأمطار التي سجلت في المغرب نهاية الشهر الماضي كانتعادية، وأن كمية الماء التي أغرقت الشوارع والأحياء في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء هي التي جعلت البعض يراها بأنها غير عادية.


أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: قال استاذ الجغراقيا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يوسف بنبراهيم، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إن quot;فيضانات العاصمة الاقتصادية لعب فيها العامل البشري دورا كبيرا بلغت نسبته 90 في المائة، لأن بعض قنوات تصريف مياه الأمطار اعتمد أثناء إحداثها على مقاييس كان فيها المغرب عرف تساقطات ضعيفةquot;، مضيفا أن التساقطات بهذا الحجم الكثيف جاءت نتيجة التقاء كتلتين هوائيتين مختلفتين، الأولى ساخنة والأخرى باردة.
وأكد أن quot;التساقطات هي حركة جوية تلتقي فيها كتل هوائية مختلفة، وتعطينا ما يعرف بالجبهة، وبالنسبة لنا ما يهمنا هو الجبهة القطبية، التي تارة تصلنا وتارة أخرى لا تصلناquot;، وزاد مفسرا quot;هذا هو وقت وصول الجبهة القطبية إلى المغرب، إذ أن أوروبا من شمالها إلى النصف الجنوبي منها عرفت موجة من الثلوج، وبالتالي فإن هذه الكتل الهوائية عندما تكبر تمتد نحو الجنوب، وتقترب من الجبهة القطبية، ما يسفر هطول الأمطارquot;.
وأبرز أستاذ شعبة الجغرافية أن المغرب وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ككل يوجدون في منطقة انتقالية شمالها مناخ معتدل (تساقطات كثيرة)، وجنوبها يعرف جفاف تام، مشيرا إلى أن المملكة تارة تعرف هيمنة الكتل الهوائية للمنطقة الجافة، وتارة أخرى تعرف هيمنة الكتل الهوائية في الشمال، التي تمنحنا تساقطات.
وأضاف يوسف بنبراهيم quot;المغرب عرف مثل هذه الحالات في الماضي، إذ في الستينات والسبعينات، سجلت تساقطات من هذا الحجم، نجم عنها فيضانات، إلا أن فترة الجفاف التي مر منها المغرب في الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية الحالية، جعلتنا ننسى فترة الفيضاناتquot;.
ورد على سؤال حول حدوث تغير مناخي، قال أستاذ شعبة الجغرافية (تخصص علم المناخ) quot;أنا لدي تحفظ على كلمة التغير المناخي، لأن الجزم بذلك يحتاج إلى أن نعيش فترة طويلة الأجواء المناخية ذاتها، إلى جانب توفر معطيات دقيقة. وفي هذه الأمور ليست هناك عملية حسابية تؤكد لنا أنه في العشر السنوات المقبلة أو أكثر سنعيش فترة جفاف أو تساقطات. فهذا غير وارد في المنطق العلميquot;، ومضى شارحا quot;في السنتين الماضيتين عرفنا تساقطات من هذا النوع، وتحدث البعض عن وجود تغيير مناخي، وأن المغرب سيشهد تساقطات من هذا النوع في العشرين سنة المقبلة، لكن ما حدث أن التساقطات هذه السنة تأخرت بالمقارنة مع السنة الماضية، التي سجلت بها فيضانات في العاشر من أكتوبر، بينما، في السنة الجارية، لم يحدث ذلك إلا في أواخر الشهر الماضيquot;.
أسفرت الفيضانات التي اجتاحت المغرب، قبل أزيد من أسبوع، عن مقتل حوالي 40 شخصا، إلى جانب تسجيل مادية كبيرة، خاصة في العاصمة الاقتصادية، التي استمر انقطاع الكهرباء في عدد من أحيائها الصناعية والراقية مدة تراوحت بين 5 أيام وأسبوع.
وعزت آنذاك مديرية الأرصاد الجوية المغربية الأجواء المتقلبة، التي شهدها المغرب إلى تسرب مجموعة من السحب الماطرة على الواجهة الشمالية الغربية والناتجة عن اضطرابات جوية تكونت عبر المحيط الأطلسي وانتقلت إلى المغرب بفعل الرياح.
وأوضحت أن هذه الاضطرابات التي امتدت شمالا حتى منطقة طنجة وجنوبا نحو منطقة سوس مرورا بالسهول الغربية، أدت إلى سقوط أمطار غزيرة، وبكميات كثيرة، خاصة بالمنطقة الشمالية الغربية وناحية تارودانت، وكانت مسبوقة بهبوب رياح قوية فاقت سرعتها 90 كيلومترا في الساعة.