حسب تقارير خبراءالمناخ سترتفع درجة حرارة الأرض بمقدار 7 درجات حتى نهاية القرن الواحد والعشرين.


اعتدال سلامه من برلين: من كيوتو الى كوبناغن وحتى كانكون، مؤتمرات كلفت الملايين ولكنها لم تجلب الحلول الناجعة من اجل حماية البيئة وخفض الانبعاثات الغازية. هذه كانت خلاصة تقرير جمع آراء خبراء بيئة من عدة مؤسسات المانية تهتم بالقضايا البيئة، وتزامن نشره مع بدأ اعمال جولة جديدة من محادثات المناخ وتجرى تحت رعاية الامم المتحدة في كانكون المكسيكية بحضور ممثلين عن 200 دولة من معظم انحاء العالم. وهدف الدورة الاتفاق على السبل الكفيلة بالحفاظ على الغابات المطيرة ومواجهة ارتفاع درجة حرارة الارض، بالاضافة الى حث البلدان خاصة الصناعة من اجل الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

فحسب تقرير الخبراء تعيش الانسانية حاليا حالة من الاوضاع التي تؤدي الى ارتفاع متوسط الحرارة على الارض بمقدار 7 درجات مئوية حتى نهاية القرن الواحد والعشرين، مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية، وهذا الارتفاع في الحرارة سيكون اسرع واكبر من الارتفاع الذي شهدته الارض منذ العصر الجليدي الاخير قبل حوالي 15000 سنة. وقتها ارتفعت الحرارة في العالم حوالي خمس درجات على مدى 5000 سنة وكانت اسباب طبيعية ، اما اسباب تحول المناخ في عصرنا الحالي والسرعة التي يحدث بها فهي لان الانسان يحرق الكثير من مصادر الطاقة التقليدية، اي الفحم والنفط والغاز، كما انه يقضي على الكثير من الغابات وفوق كل هذا يزرع الاراضي بشكل خاطيء تلحق الضرر بالمناخ، واذا لم تتغير هذه الامور فانه من الممكن مثلا ان يفقد قريبا عُشر سكان العالم البالغ عددهم 7 مليار انسان موطنه بسبب ارتفاع منسوب سطح الارض.

والخطر واضح اذا، ولكن لم يتم تجنبه حتى الان. ففي عام 1993، في مؤتمر الارض في ريو دي جانيرو تم الاتفاق بين البلدان المشاركة على المحافظة على مستوى معين من نسبة الغاز العادم، عند مستوى يمكن من خلاله تجنب التأثيرات الخطرة على نظام المناخ، وبعد خمس سنوات جاءت معاهدة بروتوكول كيوتو الذي يلزم عددا كبيرا من الدول ، بيما فيها الصناعية ودول المنظومة الاشتراكية السابقة بتخفيض انبعاث الغازات العادمة المضرة للبيئة، او على الاقل تحديدها، ولكن لا وعود ريو ولا امال كيوتو والمؤتمرات الاخرى التي عقدت بعد ذلك تحققت او اثبتت فعاليتها حتى اليوم.

وذكر التقرير ان غاز ثاني اكسيد الكربون المنبعث في العالم هو السبب الاكبر والاهم لتغيرات المناخ، ومنذ انعقاد مؤتمر ريو ارتفعت وللاسف الكميات المنبعثة من هذا الغاز بما يقارب من الثلث لتتجاوز اليوم ال30 مليار طن سنويا. وحتى البلدان الصناعية الغربية التي التزمت بمعاهدة كيوتو بتحديد كميات الغاز العادم، زادت كمية الغاز المنبعث منذ عام 1990 ، وبفضل الانهيار الاقتصاد لبلدان المظمومة الاشتراكية وما نجم عن ذلك من انخفاض لكمية الغازات المنبعثة، حققت مجموعة دول معاهدة كيوتو مجتمعة بالكاد خفضا خجولا لكمية الغازات.

وليس من المبالغ به القول ان الانسانية تتجه نحو كارثة مناخية عالمية،والدليل على ذلك الكوارث الطبيعية غير العادية التي تحدث وسيكون حجمها اكبر بكثير من حجم الازمات المالية والاقتصادية والخسائرة المالية التي نشهدها حاليا، لانه بالامكان تجاوزها وقد تحدث لاسباب يعرف الجميع، لكن اذا ما اختل توازن النظام المناخي مرة واحدة، فان الاضرار ستكون غير قابلة للتجاوز او الاصلاح.

ويشير التقرير الى ان الخلافات في كل المؤتمرات السابقة كانت على توزيع الاعباء، وهذا يعني تحمل البلدان الصغيرة والكبيرة والصناعة الغنية والنامية والفقيرة نفس النسبة، لكن الولايات المتحدة الاميركية هي المسؤولة اليوم عن حوالي نصف كمية الغازات المنبعثة. فحسب الدراسات الاخيرة يصل متوسط انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون للشخص الواحد في الصين سنويا الى 4،3 طن وفي الهند الى 1.1 طن وهو ينقص بشكل واضح عن المتوسط في الولايات المتحدة ويصل الى 19 طن سنويا للشخص الواحد وفي المانيا الى 10 طن. بالاضافة الى ذلك فان الدول الصناعية التي تشكل اليوم بالكاد 20 في المائة من سكان العالم هي المسؤولة عن ثلاثة ارباع كمية غاز ثاني اكسيد ا لفحم المنبعث في الغلاف الجوي منذ الثورة الصناعية، بينما تكاد الغالبية الفقيرة من البشرية تسبب اضرار للبيئة. لذا فان الدول الصناعية جمعت quot; ديونا مناخية quot; هائلة تجاه البلدان الجنوبية ولا يستوجب عليها ان تسددها فحسب، بل ايضا ان تكون رائدة وسباقة في خفض العازات السامة.