تشير أحد الاحصائيات الى ان ارتفاع درجة حرارة الارض سببه التلوث الذي يؤثر على أشعة الشمس ويربك توزيع نسبة البرودة.

القاهرة: قال مكتب الأرصاد الجوية البريطاني quot; Met Office quot; إن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية قد تباطأ خلال العقد المنقضي، وأنه في الوقت الذي يضخ فيه العالم قدراً كبيراً للغاية من التلوث، فإنه يقوم بعكس أشعة الشمس ويتسبب في حدوث تأثير التبريد.

وقد أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن أكثر من 20 مؤسسة عملية حول العالم أن درجات الحرارة العالمية ترتفع أكثر من أي وقت مضي. ومع هذا، فإن الارتفاع التدريجي في درجات الحرارة على مدار الثلاثين عاماً الماضية يتباطأ قليلاً. وأشار مكتب الأرصاد البريطاني في السياق ذاته أيضاً إلى أن الاحترار العالمي منذ سبعينات القرن الماضي كان يُقدّر بـ 0.16 درجة سيليزية ( 0.3 فهرنهايت )، لكن الارتفاع طيلة العقد المنقضي كان يقدر فقط بـ 0.05 درجات سيليزية ( 0.09 فهرنهايت ).

وينظر المتشككون إلى ذلك باعتباره دليلاً على أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي يقال إنها من صنع الإنسان ليست إلا خرافة. لكن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني قال في تقرير جديد إن انخفاض معدل الاحترار يمكن توضيحه بسهولة عن طريق عدد من العوامل. وأوضح أن المعدل الحقيقي للإحترار التي تسببه غازات الاحتباس الحراري التي هي من صنع الإنسان، من الممكن أن يكون أكبر من أي وقت مضي.

ومن بين هذه العوامل الرئيسية، وفقاً لما ورد بالتقرير، هو ذلك التلوث الموجود فوق القارة الأسيوية، حيث النمو الكبير في أعداد محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وهو ما يعني أن الهباء الجوي مثل الكبريت يتم ضخه في الهواء. من جهتها، قالت دكتور فيكي بوب، رئيسة الهيئة المعنية بتقديم المشورة في ما يتعلق بالتغيرات المناخية، إن التلوث ربما يتسبب في حدوث تأثير التبريد. وتابعت في السياق عينه بقولها :quot; إن الارتفاع المحتمل في انبعاثات الهباء الجوي من القارة الأسيوية خلال السنوات العشر الأخيرة ربما ساهم إلى حد كبير في حدوث موجة التباطؤ الأخيرةquot;.

ولفت التقرير أيضاً إلى وجود عامل آخر تسبب في خفض معدل الاحترار تمثل في حد أدنى مطول في الدورة الشمسية، وهو ما يعني تلقي الأرض لقدر أقل من الحرارة من الشمس. وهنا، عاودت دكتور بوب لتوضح أن درجة الحرارة العالمية لا تزال تشهد حالة من الارتفاع، وأنه من المقرر أن يكون عام 2010 ثاني أكثر الأعوام ارتفاعاً في درجات الحرارة على الإطلاق، طبقاً لما ذكر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني.

فيما أبدت جماعات أخرى، من بينها وكالة ناسا، اعتقادها بأن العام 2010 سيكون أكثر الأعوام ارتفاعاً في درجات الحرارة على الإطلاق، حيث يُنتظر أن تزيد درجات الحرارة بقيمة تقدر بحوالي 5 درجات سيليزية عن القيمة التي كانت تُقدَّر في المتوسط بـ 14 درجة سيليزية خلال الفترة ما بين عامي 1961 و 1990. وهو ما جعل دكتور بوب تطلق تحذيراتها بالقول :quot; لا ينبغي أن يركن العالم إلى شعور زائف بالأمان، لأن اتجاه الاحترار قد بدأ يشهد حالة من التباطؤ خلال الآونة الأخيرةquot;.

كما لفتت دكتور بوب إلى أن السبل التكنولوجية الحديثة، التي تعني بتحسين دقة القياسات، تُظهِر أن معدل ارتفاع درجات الحرارة على مدى السنوات العشر الماضية قد يكون أعلى بقليل عما سبق وأن تم تقديره. وختمت بقولها quot; إن البيانات الحديثة هي أقوى دليل حتى الآن على أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية تنجم عن الزيادة الهائلة في غازات الاحتباس الحراري التي هي من صنع الإنسان خلال العقود الأخيرةquot;.