تحمل عين كيلوباترا في صحراء مصر عمق التأريخ ونظافة الهواء مما جعلها قبلة للسائحين.

فتحي الشيخ من القاهرة: laquo;بعد السفر إلى قلب الصحراء، التي تمتد من طيبة في مصر حتى أعمدة هرقليس،يصادف المرء، بعد مشي على القدمين لعشرة أيام، آثار مغطاة بأحجار الملح، الذي تحوَل إلى بلورات من الكريستال العملاق، وفوق قمة تلك الروابي، ومن قلب الملح، يتفجر ماء عذب متجدد، ليصبح عينًاraquo; هكذا وصف المؤرخ القديم هيرودوت من 7 الاف سنة عينquot; كليوبترا القريبة من معبد آمون، وأشهر عيون واحة سيوة الواقعة في قلب صحراء مصر الغربية، عين لا يتخطي قطرها خمس عشرة قدم ولكنها تحمل تاريخ طويل يمتد لالاف السنين، كما ذكر عدد من المؤرخين على انها العين التي زارها الإسكندر في رحلته إلى معبد أمون بالواحة،وأنها وردت في القرآن الكريم بأسمquot;عين حمئةquot;.

قديما كانت الواحة تضم نحو 1000 عين، بقي منها في حدود 200 عين، كما يؤكد الحاج محمد يوسف أحد أهالي الواحة، مشيرا إلى ان 80 عين فقط منها التي تستخدم في الري والشرب والعلاج، ويضيف قائلا: quot;منها عيون تمد الواحة بكل احتياجتها من المياه مثل عين تجزرت وعين الدكرور وعين قوريشت، كما أن هناك ينابيع لها قيمتها التاريخية كعين الحمام وعين طاموسة وعين خميسة ثم عين الجربة ويختلف مقدار مياهها، وتعد عين الشفاء هي أحلي هذه العيون تذوقا،وهناك عيون لها قيمة علاجية مثل بئر كيغار الذي تبلغ درجة حرارة مائها 67 مئوية ويحتوى على عدة عناصر معدنية وكبريتية تستخدم في علاج أمراض مثل الصدفية وأمراض الجهاز الهضمى والأمراض الروماتزمية، و تتجمع هذه العيون أحيانا في منطقة واحدة متجاورة منها الساخن والبارد والحلو والمالح والمسافة بينهما جميعا لا تتجاوز أمتار قليلة، كما أن هناك عين تفيض بماء عذب فرات وسط مستنقع مالح، وأشهر هذه العيون كما يؤكد الحاج يوسف هي عين كليوباترا، الذي يطلق عليها السياح عين كليوباترا سبرينج( اي الربيع) والتي تأخذ شهرة على مستوي العالم انها كانت العين التي تستحم فيها كليوباترا لتحافظ على جمالها، وهو ما يفسر به الحاج يوسف اتجاه بنات الواحة قديما للاستحمام بالعين في ليلة عرسهن حيث يأتين مع اقاربهن من الفتيات والنساء ومعهن والد العروسة.

أسماء عدة تحملها عين كليوباترا كما يؤكد عبد العزيز الدميري، مدير آثار سيوة، ومن هذه الأسماء عين جوبا وعين الشمس ولكن الاسم الاكثر شهرة لها هو كليوباترا، وهنا يفجر الدميري مفأجاة بالنسبة لنا ان هذا الاسم هو مجرد اسم سياحي فقط للمكان، مؤكدا انه لم يثبت تاريخيا أن كليوباترا أتت للواحة،مفسرا ذلك بقوله quot; ربما يكون اطلق عليها هذا الاسم مضاهاة بحمام كليوباترا الذي يقع غرب مدينة مرسى مطروح،عل اعتبار انها اقرب المدن لهاquot;ويصف الدميري العين قائلا: quot; هي عبارة عن مسبح مستدير تم احاطته بسور للمحافظة على العين من الردم بفعل عوامل البيئة، ومياهها ذات تدفق قوي، ونقاء وصفاء، دافئة شتاء، وباردة صيفا، حتى مع اشتداد درجة الحرارة، وهي اشهر عيون الواحة التي يأتي إليها السياح.

سان بيير الامريكي الجنسية اتي لزيارة الواحة والعين أكثر من مرة يصف المكان بالخيالي، ويصف العين بان مياهها الدفئة مغرية بالسباحة فيها، واصفا ايها بالتجربة الاستثنئاية، وتضيف زوجته مارتا انها اردت المجيء للعين بمجرد ان عرفت اسمها وانها المكان الذي منح النضارة لكليوباترا الجميلة، ولكنها تضيف انه يجب زيادة الاهتمام بهذا المكان الجميل، وهو ما يعلق عليه الحاج يوسف قائلا: quot; نحن في الواحة نجتمع سنويا فى وقت معين لتنظيف وتطهير عيون الواحة كلها بما فيها كليوباترا، لاننا نعتبر هذه العين جزء من تراثنا وترايخنا الذي يجب الحفاظ عليه.