أكد تقرير صحفي نشر في لندن سهولة شراء وثائق سورية بما فيها جوازات سفر، مما يسهل على تنظيم داعش الدفع بأعداد من عناصره إلى أوروبا من خلال موجات اللاجئين.

نصر المجالي: قالت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية إن مراسلها استطاع شراء جواز سفر وبطاقة هوية ورخصة قيادة وكلها أصلية من محتال في بلدة حدودية تركية.

وأشار تقرير الصحيفة الى أن هذه الوثائق الأصلية كانت سرقت من سوريا حينما كانت (فارغة)، حيث قام المحتال بمنحها لمراسل الصحيفة باسم رجل سوري كان قتل العام الماضي واسمه جاك عبدالله أفرام بن ميشيل/ مواليد حلب الميدان العام 1967.

وقال التقرير إن مراسلها تحصل على تلك الوثائق بعد أن دفع مبلغ 2000 دولار أميركي للمحتال الذي قال ان عديدين من عناصر (داعش) استخدموا مثل هذه الوثائق، ولم يتم اكتشافهم عبر الحدود خلال لجوئهم إلى أوروبا.

ويقول تقرير الصحيفة إن هؤلاء العناصر حين يستقرون في الدول الأوروبية كـ(خلايا نائمة) سينتظرون الوقت المناسب لتنفيذ مهامهم كمقاتلين في التنظيم الإرهابي حيث يوجدون.

تحذير بو صعب

وتشير (ديلي ميل) إلى أن مثل هذا الكشف الذي حققته بشراء مراسلها للوثائق السورية يأتي تأكيداً لتحذيرات وزير التعليم اللبناني الياس بوصعب على هامش زيارة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون للبنان حول تسلل عناصر من داعش إلى أوروبا، تحت غطاء المهاجرين لشن هجمات على الغرب.

وأبلغ بوصعب رئيس الحكومة أن اثنين تقريبا من بين كل 100 مهاجر سوري من اللاجئين تلقوا تدريبا علي يد تنظيم (داعش) وهم يسافرون إلى أوروبا عبر تركيا واليونان.

ويقول تقرير الصحيفة اللندنية إن مثل هذه الوثائق السورية الوهمية تستخدم من قبل المهاجرين لأسباب اقتصادية من مواطني دول الشرق الأوسط الأخرى الذين يعرفون أن طلب اللجوء السوري سيُقابل بمزيد من التعاطف في أعقاب الحرب الأهلية التي أجبرت حتى الآن ما يقدر بنحو أربعة ملايين شخص على الفرار.

ونبه التقرير إلى أن هناك العديد من الفلسطينيين والمصريين والعراقيين، ومن جميع أنحاء العالم العربي يتظاهرون الآن بأنهم من الجنسية السورية.

تقرير صنداي اكسبريس

ويشار إلى أن إحدى الصحف البريطانية كانت زعمت أن هناك أكثر من أربعة آلاف من مقاتلي تنظيم داعش الارهابي (داعش) تمكنوا من التسلل إلى دول الاتحاد الأوروبي متخفين في شكل لاجئين هاربين.
ونقلت صحيفة (صنداي إكسبريس) اللندنية يوم الأحد الماضي عن احد المصادر في داخل التنظيم الإرهابي قوله إن عملية نقل هؤلاء إلى أوروبا قد تمت بنجاح.&

وقال هذا المصدر إن مقاتلي (داعش) انضموا إلى جموع اللاجئين المتراكمة في ميناء مدينة أزمير وميناء مرسين من حيث ينطلقون عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا،& مضيفاً أن هؤلاء سوف يتوجهون بعد ذلك إلى دول أخرى و خاصة إلى دولتي السويد و المانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه المعلومات كان أكدها اثنان من المهربين المحليين سابقًا، حيث نقلت عن أحدهما قوله بأنه ساعد في دخول أكثر من عشرة إرهابيين إلى قارة أوروبا.

تدابير مخففة

وكان تقرير صحفي كشف مثل هذا الاحتمال حيث إنه صار بإمكان الإرهابيين وطالبي اللجوء لأسباب اقتصادية الحصول على جوازات سفر سورية مقابل مبلغ لا يتجاوز الـ 250 جنيهًا استرلينيًا مع إجراءات أقل في التدقيق.&&&

قال تقرير نشرته صحيفة (ديلي ميل) اللندنية، يوم الجمعة الماضي، إن السلطات السورية كانت خففت القواعد والإجراءات بالنسبة إلى المواطنين الذين يعيشون في الخارج، بما في ذلك اللاجئين الذين فروا من الحرب، للحصول على جواز سفر دون وثائقهم التي تحتاج إلى مراجعة من قبل مسؤولي الاستخبارات في دمشق للمرة الأولى.&

ونبه تقرير الصحيفة البريطانية إلى أنه يعتقد أن أعداداً من غير السوريين قد يكونون تحصّلوا على جواز السفر، للتمكن من الوصول إلى أوروبا مع اعباء فرارهم من الحرب الأهلية في البلاد.&&

وكانت السلطات السورية أعلنت في نيسان (أبريل) الماضي عن مثل تلك التدابير المخففة وأرسلت بيانات بذلك للسفارات السورية في جميع أنحاء العالم. وهذه التدابير تعني انه يمكن للسفارات إصدار أو تجديد جوازات السفر للسوريين في الخارج دون الحاجة إلى الذهاب من خلال قسم الهجرة والجوازات في دمشق.&

ونقل التقرير عن مصادر في الأردن قولها إن السفارة السورية في عمّان أصدرت 10 آلاف جواز سفر في شهر آب (أغسطس) وحده، حيث كانت الطوابير البشرية ملحوظة أمام مبنى السفارة.&

فرونتكس تحذر

وكانت وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) حذرت من جهتها، من إغراق الأسواق بجوازات سفر سورية مزورة وخاصة في تركيا.&&

ويعتقد خبراء أن مثل هذه الجوازات يمكن إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين ومهربي البشر، كما أن هناك اقبالاً كبيرًا من المهاجرين واللاجئين على شراء جوازات السفر السورية المزورة لأنهم يدركون أنهم في النهاية سيحصلون على حق اللجوء في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأووروبي.&&&

ونقل تقرير (ديلي ميل) عن فابريس ليغيري رئيس وكالة الحدود (فرونتكس) قوله للإذاعة الفرنسية (أوروبا 1) في وقت سابق من هذا الشهر: "هناك أناس في تركيا الآن يشترون جوازات سفر سورية مزورة لأنهم يعرفون أن السوريين يسعون للحصول على حق اللجوء في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الأهلية في بلدانهم".&&&

وأضاف: "الناس الذين يستخدمون جوازات سفر سورية مزورة هم غالباً من الذين يتكلمون العربية، وقد يأتون من شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط، بهدف تحصيل حق اللجوء لأسباب اقتصادية.