عبّر المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني عن عدم رضاه عن تعاطي القوى السياسية مع ازمات البلاد بالشكل الحالي، ودعاها الى خطوات جادة للخروج من الوضع الراهن.. فيما دعا ائتلاف الوطنية العراقية بزعامة اياد علاوي الى حكومة انقاذ وطني، لا يزيد عمرها على عام ونصف عام، تهيئ لانتخابات عامة في البلاد.

بغداد: رفضت المرجعية الشيعية العليا بقيادة المرجع آية الله السيد علي السيستاني استمرار الأطراف السياسية بنهجها الحالي في التعاطي مع الأزمات التي يمر بها العراق، وشددت على ضرورة اتخاذ خطوات جادة وملموسة للخروج من الوضع الراهن.

وقال مصدر مسؤول في مكتب السيستاني إن "الأنباء التي تداولها عدد من المواقع الخبرية في الأيام الأخيرة، ونسبت فيها إلى المرجعية الشيعية العليا مواقف سياسية وترشيحات لمواقع حكومية ولقاءات مع بعض السياسيين، عارية من الصحة جملة وتفصيلا.

واضاف في بيان صحافي الاربعاء اطلعت على نصه "إيلاف" أن "المرجعية الدينية العليا تراقب الأحداث عن كثب وتتابعها بدقة، وهي تشعر بالأسى والأسف لما آلت إليه أمور البلد على أيدي من كان يفترض بهم أن يعملوا في خدمة مواطنيه، ويسعوا إلى إسعادهم، ويوفروا لهم متطلبات الحياة الكريمة، ولكنهم انصرفوا إلى مصالح أخرى، وتشاغلوا بالمماحكات والمزايدات السياسية وتسببوا بمزيد معاناة الناس".

وحذرت المرجعية جميع الأطراف السياسية من الاستمرار على النهج الحالي في التعاطي مع قضايا البلد وأزماته الكثيرة، ودعتهم إلى التفكير مليا في مستقبل شعبهم، واتخاذ خطوات جادة وملموسة للخروج من الوضع الراهن إلى مستقبل أفضل.

وكانت المرجعية الشيعية العليا قد قررت في مطلع شباط (فبراير) الماضي توقفها عن عرض مواقفها من الاوضاع السياسية في البلاد عن طريق ممثليها في خطب الجمعة، معبّرة عن عدم رضاها ويأسها من عدم استجابة المسؤولين لمطالب الشعب وتطلعاته بعدما كانت دعت الى محاربة الفساد من دون هوادة ومحاكمة الفاسدين واسترجاع اموال الناس التي سرقوها.

فبعد سنوات من الخطب السياسية، أعلن المرجع الأعلى أنه لن يتطرق إلى أمور السياسة بعد اليوم في خطبة صلاة الجمعة. ولم يحدد مساعد السيستاني أحمد الصافي سببًا للكفّ عن الحديث في السياسة خلال الخطب التي تركزت في الآونة الأخيرة على المعارك ضد تنظيم الدولة ومساعي مكافحة الفساد.

واكتفى بالقول "تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعيًا في الوقت الحاضر، بل حسب ما يستجد من أمور وتقتضيه المناسبات". يشار إلى أن السيستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير لكونه أحد أبرز المرجعيات الدينية عند الشيعة لا يلقي الخطب بنفسه، بل يتلوها نيابة عنه مساعدوه.
&
علاوي يدعو إلى حكومة انقاذ موقتة تهيئ لانتخابات عامة

دعا ائتلاف الوطنية العراقية بزعامة اياد علاوي الى حكومة انقاذ وطني لايزيد عمرها على عام ونصف عام تهيئ لانتخابات عامة في البلاد.

وقال علاوي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" ان من المطروح على الساحة السياسية في العراق لإخراجه من ازمته الخانقة هو تشكيل حكومة انقاذ وطني، واذا كان هذا خيار الشعب العراقي فإنه سيكون معه بالتأكيد على ان تكون حكومة الانقاذ الوطني حكومة موقتة لا يزيد عمرها على سنة او سنة ونصف كحد اعلى، ولا يشارك اعضاؤها في الانتخابات.

واضاف ان مهام حكومة الانقاذ هذه يجب ان تنحصر في تعبئة قوى الشعب العراقي ضد التطرف و"الارهاب" وادامة زخم المعركة ضد داعش الى حين تحقق الانتصارين العسكري والسياسي والبدء بتصحيح بُنية العملية السياسية بإلغاء المحاصصة الطائفية وكذلك التهميش والاقصاء ومعالجة مشاكل النازحين واللاجئين وتعويضهم، والبدء باعمار ما تهدم والمضي بالمعالجة الوطنية لاعادة السلم والامان والرفاهية الى شعبنا الكريم واصدار قوانين العفو اللازمة وتحقيق وحدة المجتمع العراقي وحل المشكلات ما بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.

وطالب علاوي بإلغاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وامتداداتها في جميع المحافظات، واستبدالها باخرى مستقلة تماماً تتكون من القانونيين والمحامين والمختصين وتشريع قانون جديد للانتخابات يضمن تحقيق العدالة والنزاهة واحترام إرادة الناخب العراقي بالتنسيق مع الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، لضمان انتخابات نزيهة وعادلة.. مؤكدا ان هذه رؤية ائتلاف الوطنية لحكومة تكون بعيدة عن الصراع السياسي وتعمل على انقاذ البلاد.

يذكر ان الانتخابات العراقية العامة الجديدة ستجري في عام 2018 لانتخاب مجلس نواب جديد يختار رئيسين للحكومة والجمهورية، فيما تطالب الجماهير التي تخرج في عموم العراق ايام الجمعة منذ اب (أغسطس) الماضي الى اقالة الرؤساء الثلاثة للجمهورية والبرلمان والحكومة واجراء اصلاحات سياسية شاملة في اوضاع البلاد.
&