حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني اليوم من محاولات قوى شيعية وكردية تغيير التركيبة السكانية لبعض المناطق المختلطة، وفرض أمر واقع على مناطق محررة من تنظيم "داعش".. بينما استهدف تفجيران الجمعة حسينية وتجمعًا أمنيًا في جنوب بغداد، أديا إلى مقتل وإصابة حوالى ثلاثين شخصًا.


أسامة مهدي: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، اليوم وتابعتها "إيلاف"، عبر قنوات محلية، إن المعركة التي يخوضها العراق ضد تنظيم "داعش" بفكره الإقصائي ومنهجه الدموي الوحشي هي معركة مصيرية، حيث اثبتت ممارساته الاخيرة المتمثلة في تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية، وتفجيراته في بيروت ثم باريس، التي راح ضحيتها مئات الابرياء، أثبتت الحاجة إلى مواجهة هذا التنظيم، وحشد كل الجهود للقضاء عليه.. منوهًا بأن العراقيين يقفون الآن في مقدمة من يقاتل هؤلاء الارهابيين، ويحققون الانتصارات عليهم، والتي ستكون ثمارها لكل العراقيين من دون تفريق.

واشار الى انه لذلك فإن على جميع المكونات العراقية توظيف كل طاقاتها لمعركة واحدة هي معركتها ضد الإرهاب.. داعيًا اياها الى عدم السماح بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح، وزرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي، وبشكل يستغله تنظيم "داعش"، ويستفيد منها في نشر ارهابه وارتكاب جرائمه.

واشار الى ان ما حصل أخيرًا في مدينة طوزخرماتو في شمال شرق بغداد (يسكنها عرب وتركمان واكراد، وشهدت خلال الايام العشرة الاخيرة صدامات مسلحة بين قوات الحشد الشعبي الشيعية والبيشمركة الكردية وعمليات قتل واختطاف وتهجير وحرق لممتلكات ابناء مكوناتها) ما حصل أخيرًا يدعو الحكومة الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار هذه الحوادث، والعمل على تحقيق التعايش السلمي بين المكونات على اساس القانون والحق في العيش الكريم وتحقيق الاستقرار.

وشدد معتمد السيستاني على ضرورة عدم استغلال الاوضاع غير المستقرة التي يشهدها العراق حاليًا لفرض أمر واقع على بعض المناطق، لانه سيؤدي الى مزيد من التعقيدات وبشكل سيلحق اضرارًا بجميع المكونات. واكد على ضرورة العيش الآمن لجميع المكونات، في اشارة الى رفض محاولات تغيير التركيبة السكانية للمناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش، وآخرها قضاء سنجار، التابع لمحافظة نينوى الشمالية، التي اعلن رئيس اقليم كردستان إلحاقه بالإقليم، ورفع علم كردستان عليه.

ودعا الكربلائي الى إدامة زخم المعركة ضد "داعش"، من خلال تعزيز روح الصمود، ودعم المقاتلين، "لتطهير أرض العراق كلها من دنس هذه العصابات".. مبينًا أن "الشعب الذي استطاع تحدي الإرهاب وسياراته المفخخة طيلة السنوات، قادر على ان يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية لبلوغ النصر النهائي".

تحذير من خروقات امنية في زيارة اربعينية الامام الحسين
وحول زيارة اربعينية الامام الحسين في كربلاء التي يشارك فيها في الاسبوع المقبل ملايين العراقيين ومئات الآلاف من المسلمين العرب والاجانب، وخاصة من ايران، فقد حذر الشيخ الكربائي من محاولات اختراق امنية، والحاق الضرر بالزائرين، الذين دعاهم الى التعاون مع القوات الامنية في هذا المجال.

واشار الى ان ملايين المواطنين سيتوجهون سيرًا على الاقدام الى كربلاء لتجديد العهد للحسين في السير على مبادئه، داعيًا اياهم الى الالتزام بتعاليم الدين واجتناب المحرمات. وقال ان المقاتلين في جبهات المواجهة مع تنظيم "داعش" الذين يرومون المشاركة في هذه الاربعينية يمكنهم اداؤها من مواقعهم التي يجسدون فيها مبادئ الاسلام من خلال التصدي لهذا التنظيم المنحرف عن الاسلام، والحصول على المنزلة الرفيعة عند الله من خلال دفاعهم عن العراق وشعبه ومقدساته.

واضاف ان المأمول من الزائرين واصحاب المواكب أن يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة وعدم مزاحمة مسار الآليات وسيارات نقل الزائرين والحفاظ على النظافة.. مؤكدًا ضرورة التعاون مع القوات الامنية لتمكينها من اداء واجبها على اكمل وجه وحماية ارواح ملايين المشاركين في الزيارة.&&&
&
تفجيران استهدفا حسينية وتجمعًا أمنيًا
واليوم، سقط عدد من القتلى والجرحى في تفجيرين في جنوب بغداد استهدفا حسينية وتجمعًا امنيًا. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن تسعة أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة قرب حسينية الامام الرضا في جنوب شرقي بغداد.

واوضح ان عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من محال تجارية في شارع محطة الكهرباء في منطقة اليوسفية في جنوب شرق بغداد، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة. وأضاف أن قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث، ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، وجثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما نفذت عملية دهم وتفتيش للبحث عن منفذي التفجير.&

اثر ذلك استهدف انتحاري تجمعًا للقوات الامنية بعد انفجار العبوة التي استهدفت المصلين في اليوسفية. وقال مصدر امني ان انتحارياً يرتدي حزامًا ناسفًا فجر نفسه بعد مجيء القوات الامنية وتجمعهم قرب مكان الحادث قرب الحسينية. واضاف أن "الانفجار الانتحاري ادى الى مقتل ستة اشخاص، واصابة نحو 18 اخرين في حصيلة اولية"، موضحاً أن القوات الامنية وصلت الى مكان الحادث، ونقلت المصابين بسيارات الاسعاف الى مستشفى قريب، وجثث القتلى الى دائرة الطب العدلي.

يذكر أن الأوضاع الأمنية في بغداد تشهد تفجيرات دامية بين الحين والآخر، حيث أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" أخيرًا مقتل وإصابة أكثر من 1700 عراقي خلال شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بعمليات عنف شهدتها مناطق متفرقة من البلاد.&&


&

&