دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني الحكومة إلى مواجهة أي اختراق لأراضي البلاد، مهما كان مصدره، ملمّحًا إلى ضرورة التصدي لاختراق القوات التركية للأراضي العراقية.. فيما دعا إلى دعم شباب المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم داعش، بالمال والسلاح، لتمكينهم من المشاركة في مواجهة الإرهاب.
أسامة مهدي: قال السيد احمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني خطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، خلال خطبة الجمعة، التي تابعتها "إيلاف"، إن العلاقات بين دول العالم تنظمها مواثيق دولية تنص على عدم التجاوز على اراضيها، ولا تسمح لأي دولة بإرسال جنودها الى اراضي دولة أخرى، بذريعة مساندتها في محاربة الارهاب، ما لم يتم ذلك باتفاق بين حكومتي البلدين بشكل واضح وصريح، وذلك في اشارة إلى إرسال تركيا حوالى 200 عسكري الى المناطق القريبة من مدينة الموصل العراقية الشمالية، لتدريب المتطوعين، بغية تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي احتلها في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014.
وشدد على ضرورة احترام دول الجوار وبقية دول العالم لسيادة العراق، واحترام وحدة أراضيه، والامتناع عن إرسال اي قوات الى اراضيه من دون موافقة الحكومة العراقية، التي اكد أنها مسؤولة عن عدم التسامح مع أي بلد يتجاوز على سيادة البلاد واختراق حدودها مهما كانت المبررات.
لصون حقوق المقيمين
ودعا القوى السياسية العراقية الى توحيد مواقفها في هذا المجال، والعمل على ضمان وصيانة سيادة العراق ووحدة اراضية.. كما طالب المواطنين برصّ صفوفهم في هذه الظروف العصيبة، والحفاظ على حقوق المقيمين في العراق من ابناء الدول الاخرى، وعدم انتهاكها، في اشارة الى تهديدات اطلقتها مجموعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها "فرق الموت" ضد الاهداف التركية والمقيمين الاتراك في العراق.
واشار معتمد السيستاني الى أن العراق يرغب في التعاون مع كل دول الجوار، ما يستدعي من الدول الاخرى تبادل الاحترام معه والحفاظ على سيادة ووحدة جميع الدول.. محذرًا من ان المنطقة تشهد مخاطر عدة، وحيث الارهاب يضرب الجميع حين تسنح له الفرصة، الامر الذي يستدعي من دولها التنسيق لمواجهة العدو المشترك، وهو الارهاب.
واليوم، دعا وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي القوات التركية الى الانسحاب من الاراضي العراقية فورًا وبشكل كامل.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الوزير في بغداد مع فريدون سينرله اوغلو الممثل الخاص لرئيس الوزراء التركي بصحبة رئيس جهاز الاستخبارات الوطني التركي هاكان فيدان، حيث تم بحث "طبيعة الموقف الناشئ بين العراق وتركيا، والناجم من دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية"، كما قال بيان صحافي للدفاع العراقية تسلمته "إيلاف" الجمعة.&
وشدد وزير الدفاع العراقي على ضرورة مبادرة الحكومة التركية بموقف ايجابي يُراعي قواعد القانون الدولي العام ومبادئ حسن الجوار بين البلدين والعلاقات التاريخية بين شعبيهما.. مؤكداً على ضرورة سحب القوات التركية الكامل والفوري والحفاظ على سيادة العراق.
من جانبه، عبّر المبعوث الخاص لرئيس الوزراء التركي عن حرص تركيا على وحدة وسلامة الأراضي العراقية والحفاظ على العلاقات التأريخية القائمة بين الشعبين، فضلاً عن الاستعداد لحل المُشكل القائم وفق ترتيبات عملية، يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، ووفق آليات الحوار والتنسيق المشترك بينهما.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد ابلغ الوفد التركي خلال اجتماعه به الليلة الماضية بأن حل الازمة الحالية بين البلدين ينحصر بانسحاب القوات التركية الكامل من الاراضي العراقية، وان هذا سيفسح المجال لعلاقات ايجابية والتنسيق والتعاون بين البلدين الجارين في المجالات المختلفة.
وأكد أن دخول القوة العسكرية التركية الى الاراضي العراقية كان من دون علم الحكومة العراقية ومن دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية. وقال إن أي تصريح عدا ذلك، ومن أي جهة صدر، غير حقيقي، ولا يستند الى معلومات دقيقة، ويقصد منه خلط الاوراق وتضليل الرأي العام.. مشيرًا الى أن الحديث عن مهام التدريب وتواجد القوات العسكرية لن يضيع حقيقة الخرق الفاضح للسيادة العراقية من قبل الجانب التركي.
دعوة إلى دعم شباب المناطق المحتلة بالسلاح
وعن مشكلة نزوح العراقيين من مناطقهم بسبب سيطرة تنظيم "داعش" عليها، والذين وصل عددهم الى ثلاثة ملايين ونصف مليون نازح، فقد اشار الصافي الى ان الممارسات الظالمة للجماعات الارهابية، التي عاثت فسادًا في الارض، قد ارغمت هذه الملايين على النزوح من مناطق سكناها، وحيث يعيشون الآن ظروفًا قاسية، خاصة مع حلول فصل الشتاء وأمطاره وبرودة طقسه، وسط انعدام الخدمات أو قلتها.
وطالب السلطات بالاهتمام بالنازحين اهتمامًا خاصًا، وفي مقدمتهم الموجودون في الصحراء، حيث تنعدم كل مقومات الحياة. ودعاها الى متابعة ايصال المساعدات والمعونات المخصصة لهم، لان المعلومات تشير الى عدم وصولها الى النازحين.. ودعا الى الإسراع في ايصال المساعدات الانسانية وارسال البعثات الطبية والادوية اليهم.
واشار خطيب جمعة كربلاء الى أن أعدادًا كبيرة من الشباب القادر على حمل السلاح في المناطق التي يسيطر عليها الإرهاب قد تطوعوا وتنادوا لمواجهته، الامر الذي يتطلب من السلطات دعمهم بالمال والسلاح والذخيرة، وتنظيم صفوفهم، لتمكينهم من المشاركة مع القوات الامنية في دحر الارهاب.
وكان الملتقى التشاوري لممثلي المحافظات، التي يسيطر "داعش" على مناطق فيها، وهي: ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، قد أوصت امس بتخصيص ثلاثة ترليونات دينار عراقي (حوالى 2.8 مليار دولار) للنازحين من ميزانية عام 2016، وإعادة بناء الوحدات الإدارية الثماني المحررة من أصل 13 وحدة إدارية. واشار المشاركون في الورشة، التي انعقدت في بغداد، الى أن بناء الوحدات بحاجة إلى صندوق لإعمار تلك المناطق.. وطالبوا بتشكيل لجنة من الحكومة العراقية لتطبيق هذه التوصيات.
&
&
&
التعليقات