أسامة مهدي: دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني تركيا دون ذكرها بالاسم الى الكف عن محاولاتها للتحكم بمصير بعض مدن العراق المهمة ومنها الموصل وطالب بتفويت الفرصة على تحقيقها مكاسب غير مشروعة في العراق.
وشدد على ان أزمات البلاد الحالية لن تنتهي الا باقامة الحكم الرشيد موضحا ان انتصار القوات المسلحة في الرمادي فند ادعاءات عدم امتلاكها إرادة القتال او قدرتها على كسب المعارك الكبيرة التي تخوضها.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني خطيب جمعة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) خلال خطبة الجمعة التي تابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية ان تحرير مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية قبل ايام حيث سطر فيها ابناء القوات المسلحة والعشائر بطولات وتضحيات قد عكس ما يتحلى به المقاتلون من الارادة الوطنية والعقيدة الدينية للدفاع عن الارض والمقدسات.
نصر الرمادي أكد قدرة الجيش
وأشار معتمد السيستاني الى ان الانتصار في الرمادي هو حصيلة آلاف التضحيات التي قدمتها قوات الجيش والشرطة والعشائر والمتطوعون الذين مهدوا لذلك خلال الاشهر الاخيرة من خلال خوضهم المعارك التي دارت حول المدينة واستنزفت قدرات تنظيم "داعش" ما مهد الى طرده منها.
واضاف ان هذا الانتصار يفند "دعاوى عدم امتلاك الجيش إرادة القتال والقدرة على تحقيق النصر فأثبت انه متى ما توفرت له القيادة الحكيمة والشجاعة وتوفرت المعدات الضرورية لأية معركة وإن كانت كبيرة فإن رجال القوات ومن يساندهم سيخوضونها بكل عزم وارادة وسيكون الانتصار حليفهم".
وقال"نبارك لهم نصرهم على الارهاب ونعبر عن الاسف لما الحقته المواجهات المسلحة من دمار كبير في الرمادي".
ودعا القوات المسلحة والعشائر في المناطق التي ما زال يسيطر عليها تنظيم "داعش" الى "استثمار هزيمته في الرمادي ووضع وتنفيذ خطط محكمة لتحرير بقية المناطق وخصوصا المدن المهمة لتخليص أهاليها وتفويت الفرصة على بعض الاطراف التي تسعى الى تحقيق مكاسب غير مشروعة في العراق بالتحكم ببعض مناطقه" في اشارة الى تركيا التي لم يذكرها بالاسم.
وكان رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي قد اتهم تركيا امس بمحاولة "انشاء اقليم الموصل برئاسة اثيل النجيفي" من خلال تواجد قواتها التي دخلت في معسكر بعشيقة في اطراف المدينة مطلع الشهر الحالي.
وقال الزاملي ان "العراق حاول بكل الطرق وتشبث بكل الوسائل السلمية لقيام تركيا بسحب قواتها ولكن هي الى الآن لم تحترم سيادة العراق وما زالت مصرة على البقاء". واضاف "لم يبق لتركيا أي حليف سوى أثيل النجيفي محافظ نينوى المقال وهي تحاول ان تساهم في اعادته الى الموصل من خلال عملية تحريرها، موضحا ان هذا يكون النواة الاولى لاقليم الموصل بدعم اميركي ثم تضم اليه محافظات الانبار وصلاح الدين وهذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة&من خلاله.
أمنيات للعام الجديد 2016
واشار معتمد السيستاني الى انه مع انقضاء عام وبدء عام جديد يجدر بالجميع ان يستلهموا الدروس والعبر مما مضى على العراق والمنطقة برمتها في السنين السابقة فقد آن الاوان للاطراف الداخلية والخارجية التي حاولت ان تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق اهدافها السياسية من خلال استهداف المدنيين بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانتحاريين لإشاعة الفوضى واشغال الاجهزة الأمنية وتعطيل العملية السياسية ان تعيد النظر في حساباتها وتترك هذه المخططات الخبيثة التي لن تؤدي الا الى المزيد من الدمار ووقوع افدح الخسائر والأضرار بالأرواح والممتلكات.
واليوم اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق ان 2224 عراقيا قتلوا واصيبوا خلال الشهر الماضي نتيجة العنف الذي يجتاح البلاد فيما شهد العام الماضي وحده مقتل 7515 مواطنا واصابة 14855 آخرين حيث اكد رئيس البعثة ان استمرار سقوط هذه الآلاف من الضحايا امر غير مقبول.
سوء الادارة والفساد هيأ لظهور داعش
واشار الشيخ الكربلائي الى ان السياسات الخاطئة وسوء الادارة والفساد لبعض الاوساط السياسية قد وفرت ظروف ظهور "داعش"، داعيا القوى السياسية التي تمسك بالسلطة العراقية حاليا الى التراجع عن سياساتها السابقة وان تؤمن بأنه لا سبيل امامها لانقاذ البلد من مآسيه الا من خلال اقامة الحكم الرشيد ومساواة الجميع في الحقوق والواجبات.
واليوم أعلنت لجنة النزاهة النيابية ان العام الماضي 2015 قد شهد صدور حوالى 237 أمر إلقاء قبض بحق وزراء ومدراء عامين.
وقال رئيس اللجنة طلال الزوبعي في تصريح صحافي ان"الحدث الأبرز بالنسبة للجنة النزاهة في عام 2015 هو في صدور 122 أمر القاء قبض بحق مدراء عامين و115 وزيرا او بدرجتهم وسبعة وكلاء وزارات". وأوضح أن هناك شخصيات لديها جنسيتان وحاولنا التفاوض مع البلدان التي يحملون جنسياتها حول هذا الموضوع.
خطط لإعمار المناطق المحررة وإعادة النازحين
وشدد معتمد السيستاني على ضرورة العمل من اجل اعادة الاستقرار الى المناطق المحررة من سيطرة الارهاب ووضع خطط لاعمارها وتأمين المستشفيات وخدمات الماء والكهرباء واعادة النازحين بالتنسيق بين القوات الامنية وأهل تلك المناطق وعشائرها بما يمنع عودة الارهاب اليها من جديد وتكوين خلايا نائمة تشكل خطرا عليها.
ردع اقتتال العشائر في البصرة
وحول استمرار نزاعات العشائر في محافظة البصرة الجنوبية واستخدامها أسلحة ثقيلة في المواجهات في ما بينها فقد عبر معتمد السيستاني عن الغضب من هذه الصدامات المسلحة والتي يذهب نتيجتها العشرات من الضحايا الابرياء الذين لا دخل لهم في الجرائم التي يتم ارتكابها سوى انهم ينتمون الى عشيرة هذا المجرم او ذاك.
واكد بالقول "نحن ندين ونستنكر هذه الممارسات المخالفة لكل المعايير الوطنية والشرعية والاخلاقية ونرفض عمليات القتل والترحيل القسري التي تمارسها وندعو القوات الامنية الى مسك زمام الامور ومنع الاخلال بالأمن والعمل على حفظ الاستقرار وردع المعتدين".
وتمنى معتمد السيستاني في الختام ان يكون العام الجديد عاما لقهر اعداء العراق والنصر عليهم وانهاء الازمات التي تعاني منها البلاد.
واليوم اعلن محافظ البصرة رئيس اللجنة الأمنية العليا ماجد النصراوي ان خلية الأزمة الامنية قررت نزع سلاح 6 عشائر وعدد من ألأفخاذ التي تثير المشاكل شمال المحافظة على أن يؤخذ السلاح المنزوع من قبل القوات الأمنية وتسليمه إلى الحشد الشعبي.
وقال النصراوي في تصريح صحافي عقب اجتماع للجنة "ان المجتمعين اتخذوا قرارا بترحيل العشائر التي لا تلتزم بقرارات خلية الأزمة من مناطقها فضلا عن نزع سلاح ست عشائر تثير المشاكل في شمال البصرة إضافة لإلقاء القبض على كل مثير للشغب، موضحاً "أن الاجتماع جاء على خلفية نزاع كبير بين عشيرتين .وأضاف أن وجهاء العشيرتين المتنازعتين اتفقوا على انهاء المشاكل بينهم ووقعوا اتفاقا في مقر قيادة العمليات بحضور لجنة مشتركة من المحافظة والمجلس ولجنة النزاعات.
وتشهد البصرة هذه الايام نزاعات عشائرية في شمال المحافظة راح ضحيتها عدد من المواطنين فيما القي القبض على عصابات للقتل والخطف والسلب.
التعليقات