إيلاف من لندن: قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد عمليات تحرير مدينة الفلوجة، إن عدد عناصر داعش داخل مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) كان يقدر بحوالي 3500 إلى 4000 عنصر، ونحو 10 إلى 15 بالمئة من هؤلاء غير عراقيين.&

وأضاف أن معارك الفلوجة قد أكدت صحة هذا العدد، حيث عدد القتلى في المحور الجنوبي للمدينة تجاوز الـ&1500 قتيل، وفي المحور الشمالي بحدود 1000 قتيل، بالاضافة إلى اعتقال 1086 شخصاً مرتبطاً مع التنظيم سيحالون إلى المحاكم.

وأوضح الساعدي في مقابلة مع قناة "السومرية" العراقية، وتابعتها "إيلاف" الثلاثاء، أن أهالي الفلوجة ارغموا على القبول بتنظيم داعش، والفلوجيون اناس كرماء ومحبون لهذا البلد وليس من الممكن أن يتقبلوا داعش ولكنه فُرض عليهم.. مستدركاً بالقول: "قد يكون هناك من تعاون مع التنظيم أو غُرر به أو حاقد أو ناقم على عملية سياسية أو على طائفة معينة".

وأكد الساعدي أن معركة تحرير مدينة الفلوجة وحدت العراقيين جميعاً وأثبتت أن العراق لن يُقسم".. مشدداً بالقول "اذا كانت لدى بعض السياسيين خطة للتقسيم، فإن العراقيين ليس لديهم ذلك".

وتوقع قائد عمليات تحرير الفلوجة ظهور نسخة أكثر تطوراً من تنظيم داعش.. محذرًا من أن "العراق ليست لديه مناعة من تنظيم داعش حتى الآن"، في إشارة على ما يبدو إلى ظاهرة الشد الطائفي التي تعيشها البلاد حاليًا.

تفاصيل معركة تحرير الفلوجة

وعن تفاصيل معارك تحرير مدينة الفلوجة، قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن "المعركة تمت على مرحلتين تجسدت الاولى بالتطويق وشاركت فيها أعداد هائلة من الحشد الشعبي وقطعات الجيش والشرطة الاتحادية، وكان التركيز في تلك المرحلة على المحور الشمالي الذي يبدأ من ناحية الكرمة إلى ناظم المفتول بطول يبلغ 12 كيلومترًا تقريباً، وعرض 5 إلى 6 كيلومترات، حيث اكتملت مرحلة التطويق هذه بين 10 إلى 12 يوماً.

وأضاف الساعدي أنه كان باعتقاد عناصر داعش أنهم خسروا معركة المحور الشمالي، وما زال لديهم المحور الجنوبي وهم صامدون فيه.. موضحاً أن المرحلة الثانية تضمنت بدء جهاز مكافحة الارهاب مع شرطة الانبار معركة اقتحام المدينة. وأشار إلى أنّ تنظيم داعش أعد خطة دفاعية للقتال على أسوار مدينة الفلوجة، وأنشأ خمسة خطوط دفاعية وانهارت تلك الخطوط أمام جهاز مكافحة الارهاب.

وأضاف موضحًا: "عندما وصل جهاز مكافحة الارهاب إلى شارع 40 الذي يمثل بداية المدينة دخلت قطعات الشرطة الاتحاية إلى شارع بغداد وسط الفلوجة واندفعت عمليات غرب بغداد وصولاً إلى المنطقة الصناعية ومجسر الموظفين شرق المدينة.

وقال الساعدي إن "الحشد الشعبي كان متواجداً مع جميع القواطع في عمليات التطويق وكان له الدور الأساس في تلك العمليات لكنه لم يشارك في عملية الاقتحام".. مؤكدًا ان القوات المحررة لم ترتكب أي أخطاء لغاية الآن.

وأشار القائد العسكري إلى أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يتسرع باعلان تحرير مدينة الفلوجة الجمعة الماضي، "فعندما وصلنا إلى المركز تكون المعركة قد حسمت عسكرياً والعبادي صرح بأن المعركة حسمت عسكرياً".. موضحاً أنه "تم تحرير ما يقارب 80% من مدينة الفلوجة، وبقيت بعض الأحياء وأهمها حي الجولان".

وقال العبادي في خطاب إلى العراقيين الجمعة إن الفلوجة عادت إلى حضن الوطن وتم احكام سيطرة القوات الأمنية على مركز المدينة عدا بعض البؤر التي يحتفظ بها عناصر داعش ويتم التعامل معها عسكريًا للقضاء عليها تمامًا في وقت قصير.

قائد متمرس ذو عقلية عسكرية ممتازة

والفريق الركن عبد الوهاب الساعدي هو عبد الوهاب عبد الزهره زبون الساعدي في الستينات من عمره، خريج دورة الكلية العسكرية 69 ودورة كلية الاركان 61، وكان من بين العشرة الاوائل في دورته بكلية الاركان وعرف عنه أخلاقه الطيبة، وهو ضابط متمرس وقد تخرج من كلية اﻻركان عام 1996وحصل على تقديرٍ عالٍ.

وبعد تخرجه عمل مدرسًا في كلية الاركان في زمن النظام السابق وخدم في محافظة الانبار أواسط عام 2014 وأسهم بتحرير مناطق بروانه ومناطق جنوب الرمادي عاصمة المحافظة من عناصر داعش.

وبعد نقله إلى محافظة صلاح الدين كقائد عمليات قبيل دخول تنظيم داعش إلى الموصل وتكريت في يونيو 2014، ثم عاود تنظيم داعش السيطرة على المناطق التي حررها الساعدي في الانبار، ولهذا السبب طالب أهالي الرمادي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإرجاعه للمحافظة.

ويُعّد الساعدي قائد لأول عملية للجيش العراقي في تحريره بيجي وصولا إلى موقع مصفى بيجي أكبر مصافي الشرق الأوسط بقطعات عسكرية صرف من دون مشاركة الحشد الشعبي.

ويشغل الفريق عبد الوهاب الساعدي حاليًا منصب قائد عمليات تحرير الفلوجة ورئيس جهاز مكافحة الارهاب في الوقت ذاته، وهو قائد العمليات الميدانية.. وهو يتمتع بعقلية عسكرية ممتازة ومتفوق في انجاز مهماته العسكرية.

ولدى بدء معارك تحرير الفلوجة في 23 من الشهر الماضي، أكد الساعدي انه واثق من تحقيق النصر في معركة المدينة خلال أيام معدودات وستكون معركة تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية، وقد أعددنا العّدة من جميع النواحي لتكون معركة مدن خاصة.

وفي جميع المعارك التي قادها ضد تنظيم داعش كان الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي المعروف بوطنيته حريصًا على منع تدمير دور المواطنين والمنشآت الحكومية من قبل القطعات الأمنية ومنها الحشد الشعبي.