المدنيون نزحوا بصورة جماعية من الفلوجة

لا تزال قضية الانتهاكات بحق المدنيين، والتي تشهدها معركة تحرير مدينة الفلوجة العراقية، من قبضة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لا تزال تثير المزيد من ردود الفعل مع دخول هذه المعركة أسبوعها الخامس. وفي آخر التصريحات بشأن تلك الانتهاكات اعترف الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في مقابلة مع بي بي سي بأن "هناك انتهاكات" حدثت خلال العملية العسكرية الحالية، لاستعادة المدينة. لكنه وصفها بأنها انتهاكات "فردية، حدثت في الفلوجة وغيرها، ولم تكن منظمة".

ويبدو أن حديث الرئيس العراقي يمثل جانبا من توجه رسمي عراقي، بدأ يعترف بوقوع تلك الانتهاكات بعد نفي وقوعها خلال الأيام الأولى من المعركة، وقد قررت السلطات العراقية مؤخرا، التحقيق في تقارير تحدثت عن إعدام مقاتلين من ميليشيات "الحشد الشعبي"، لعشرات السنة من المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان الناطق باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، قد صرح بأن "الخروقات تُتابع، وأنه تم إيقاف عدد من المشتبه فيهم". وقال الحديثي إنه تم "إصدار أوامر مشددة إلى جميع القطاعات بضرورة حماية المدنيين"، وأوامر مشابهة الى "الحشد الشعبي"، مضيفا أن رئيس الوزراء حيدر العبادي "أصدر مذكرات توقيف بحق بعض المشتبه فيهم الذين شاركوا في العملية قبل أيام. "

وجاءت تصريحات الحديثي مباشرة بعد تصريحات أدلى بها محافظ الأنبار(صهيب الراوي)، قال فيها إنه تم إعدام 49 رجلا سنيا، بعد أن كانوا قد استسلموا بالفعل "للحشد الشعبي"، وكان الراوي قد أعلن يوم الأحد الماضي عن فقدان 643 رجلاً، بين الثالث والخامس من يونيو/ حزيران الحالي مشيرا إلى "تعرض جميع المحتجزين الناجين لتعذيب جماعي شديد بمختلف الوسائل".

وكان الكولونيل (كريس غارفر) المتحدث باسم قوات الائتلاف الدولي ضد داعش، الذي تقوده الولايات المتحدة قد صرح بأن السلطات العراقية على علم بالانتهاكات، وأن العبادي طالب بمحاسبة الجناة، و"نعتقد أن هذا هو التصرف السليم".

ويذكر أن الحكومة العراقية كانت قد وجهت نداءات ومناشدات لسكان الفلوجة للخروج منها عبر ممرات خاصة قبيل انطلاق العمليات العسكرية لاستعادتها من سيطرة داعش، وقد تمكن عدة آلاف من المحاصرين في المدينة من مغادرتها، إلا أن قوات الحشد الشعبي ألقت القبض على المئات منهم خلال مغادرتهم .

وكان عدد كبير من قيادات السنة وزعماء عشائر سنية في العراق، إضافة إلى الولايات المتحدة قد أعربوا عن رفضهم مشاركة الحشد الشعبي، في معركة الفلوجة بسبب طغيان الطابع الطائفي عليه، والدور الذي تلعبه ايران في دعمه عسكريا. كما هددت واشنطن بوقف الدعم العسكري الذي تقدمه للقوات العراقية في معركة الفلوجة في حال شارك الحشد في دخول المدينة.

برأيكم

  • كيف تقيمون اعتراف مسؤولين عراقيين بوجود انتهاكات في معركة الفلوجة؟
  • وإذا كنتم في العراق هل تثقون بتصريحات المسؤولين العراقيين التي تؤكد على ضرورة محاسبة المتورطين؟
  • هل كان بوسع الحكومة العراقية عدم إشراك الحشد الشعبي تماما في معركة الفلوجة؟
  • ولماذا يتراجع دور الجيش العراقي بينما تعطى الأولوية لقوات الحشد الشعبي؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 15 يونيو/حزيران من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar