أدانت صحف عربية التفجيرات الانتحارية التي وقعت السبت الماضي بمنطقة السيدة زينب وأسفرت عن 12 قتيلا وعشرات الجرحى. تقول ريتا فرج في صحيفة السفير اللبنانية إن سوريا أصبحت تعاني حالة من "التشظي السكاني" نتيجة "التهجير والنزوح واللجوء والهجرة وتزايد أعداد الوفيات والإصابات الناجمة عن النزاع المسلح". وأضافت: "أدّى النزف الحاد الذي تتعرّض له سوريا اقتصادياً واجتماعياً إلى انهيارات نتـــج عنها ضياع رأس المال البـشري الحالي والمحتمل وتفاقم الصراع على الهوية، ما يجعل مستقبل البلاد، ككيان وطني، محبطاً وسوداوياً... فكيف تعوّض هــــذه الخسائر المهلكة؟" وعلقت جريدة الأهرام المصرية في افتتاحيتها على تفجيرات حي السيدة زينب في دمشق، قائلة "حتى في رمضان لا تتوقف ماكينة القتل العشوائي". وأضافت الجريدة: "نحن أمام حرب يُستخدم فيها الدين واجهة لإخفاء مطامع سياسية للعديد من الأطراف، وطبعا فإن أحدا من هؤلاء لا يفكر في الأطفال والنساء والشيوخ الذين يلقون مصارعهم كل ساعة تحت وقع القصف العشوائي، ولا في ملايين المتشردين الذين هجروا ديارهم خشية الموت". وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية يقول إياد أبو شقرا إن ما تعيشه الأزمة السورية "تجاوز كل الحدود"، مضيفا أن "اضطرار الأمم المتحدة لتوسل نظام بشار الأسد و'قوى الأمر الواقع' فقط للسماح بإدخال الغذاء والدواء للمناطق المحاصرة – وبعضها محاصر منذ 2012 – دليل دامغ على هذا الوضع". كما أضاف أنه "في ظل استبعاد أي تبدل في موقف أوباما مع تسارع العد العكسي لرئاسته، وتزايد ملامح التقسيم الفعلي لسوريا وتعقد القضاء على الاعتدال داخل المعارضة، من المرجح تفاقم أزمة السوريين". ويرى صدقة يحي فاضل في عكاظ السعودية أن تكرار مثل هذه العمليات الانتحارية سينتُج عنه "واحد من أربعة احتمالات سيقع أحدها بسوريا في المدى القصير القادم". وقال الكاتب هذه الاحتمالات تتلخص في أن "يتمكن الجيش السوري الأسدي من دحر المعارضة تماما، مستقويا بالدعم الإقليمي والدولي المعروف، وعدم حرص الغرب على تقديم الدعم اللازم للمعارضة السورية... [الثاني] أن تتمكن المعارضة السورية (المعتدلة) من الإطاحة بالنظام الأسدي. وهذا احتمال مستبعد في ظل قوة النظام النسبية... [الثالث] استمرار الصراع المسلح بين الجانبين لسنوات قادمة... [الرابع] تفكك الدولة السورية كما كانت تعرف قبل مارس 2011م إلى عدة دويلات". وأضاف أن "المصلحة العامة العربية" تكمن في "الإطاحة بالنظام العلوي الأسدي... وتحرير الأراضي السورية من سيطرة حركة داعش" إلا أنه يتوقع أن يكون بقاء الأسد وانهزام المعارضة هو الاحتمال "الأقرب للحدوث". يتهم داود البصري في صحيفة السياسية الكويتية الحكومةَ العراقية بارتكاب "مجزرة" إنسانية أثناء عملية الفلوجة التي لم تحسم بعد على حد قوله. يقول الكاتب: "ما حصل حولها كان مجزرة حقيقية للإنسانية عبر إطلاق يد الميليشيات الطائفية في التصرف وقيامها بخطف المئات من المدنيين من الصقلاوية والنعيمية وتعذيبهم وإعدام ميداني لمئات الشباب دون محاكمة ولا تهمة معلومة وفي ظل غياب السلطة التي اعترفت على مضض بالتجاوزات ولكن لا يمكنها أبدا محاسبة المسؤولين؟ وكيف تحاسبهم وهم كبار رموزها في الداخلية والدفاع وقيادة الحشد الطائفي؟" وعلى النقيض، يقول سالم مشكور في الصباح العراقية إن "عصابات 'داعش' تحتجز المدنيين في الفلوجة لاستخدامهم دروعا بشرية، والقوات الأمنية من جيش وحشد وعشائر تتوخى الحذر لئلا تصيب مدنيا ولو أدى ذلك الى تباطؤ عملية تحرير الفلوجة، ومع ذلك ترتفع عقائر دواعش السياسة وحماته من بغداد واربيل وعَمّان وأنقرة متهمة القوات الامنية باستهداف سكان المدينة والتنكيل بهم". ومن زاوية أخرى، يقول أسعد البصري في جريدة ميدل إيست أونلاين اللندنية الإلكترونية: "إن الظلام حالك في سماء الفلوجة، وربما هناك فتاة ترفع رأسها في البلدة المحاصرة لترى نجمة وقمرا وأملا طائرا في الظلام. نحرث الأفكار القديمة حرثا ونبدأ بالسلام، لابد من خطأ في مكان ما جعل من شيء رهيب كداعش حلا من الحلول، ومن هنا نبدأ، من الخطأ والطموح والأمل. لا بأس عليك يا شعبنا في الفلوجة، لا بأس من كبوة وألم ومهانة، كلنا مهان وموجوع معكم وذليل".
- آخر تحديث :
التعليقات