إنقسام في الشارع الجزائري حول عهد أوباما المرتقب :
آمال حذرة برئيس لن يشبه سلفه حتمًا
لا تغيير في ثوابت السياسة الخارجية والأولوية للإقتصاد الداخلي العالم يترقب تنصيب أوباما على عرش أميركا
كامل الشيرازي من الجزائر: لا ينظر الجزائريون بعين واحدة إلى ما سيحمله تولي الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما لشؤون الحكم في الولايات المتحدة، ولاحظ مندوب quot;إيلافquot; لدى استجوابه لفعاليات اجتماعية ومثقفين وإعلاميين في الجزائر، أنّ ثمة فريقًا يرى أن أميركا أوباما لن تكون مختلفة في شيء عن أميركا جورج دبليو بوش، بينما يذهب قطاع آخر من المواطنين كما المثقفين الجزائريين إلى أنّ أوباما قد يحمل الجديد وسيغيّر من تعاطي واشنطن مع كثير من القضايا التي تثير اهتمام العرب، حتى وإن أبدى بعضهم خيبته للصمت المحيّر الذي لاذ به أوباما على مدار فترة الهجوم الإسرائيلي على غزة.
بداية، يتصور الكاتب الصحافي أنيس بن هدوقة أنّ الرئيس الأميركي الجديد سيأتي بالإيجابيات بلا شك، ويعزو محدثنا إلى الاختلاف الكامن بين شخصيتي أوباما وبوش الذي لم يترك إلا البصمات السلبية، على حد تعبيره، ويبدي أنيس بن هدوقة تفاؤلاً مضاعفًا بما سينجزه أوباما، مبررًا ذلك بكونه شخصية مثقفة وألف العديد من الكتب، واستطاع أن يكسب تعاطفًا ليس الأميركيين فحسب وإنما كل أرجاء المعمورة.
وبشأن تعامل أوباما وفريقه مع القضايا ذات الصلة بالشأن العربي، كالملفات المتعلقة بالشرق الأوسط والحرب في العراق، يعتقد بن هدوقة بأنّه سيكون تغييرًا حاسمًا في معالجة الجانب الأميركي للقضية الفلسطينية، ويشير الكاتب الجزائري إلى تصريح أوباما قبل أيام، أنّه سيعكف على الملف مباشرة بعد توليه الحكم، عكس أسلافه الذين تركوا قضية السلام في الشرق الأوسط حتى السنة الأخيرة من فترتهم الرئاسية. ويدافع الصحافيان هيثم رباني وسليم لعجايلية مثل أنيس بن هدوقة على أفق أميركا أوباما، تبعًا لتوكيد الأخير على سعيه من أجل تغيير صورة أميركا في الخارج، وإرادته للعمل على تحسين وجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
على المنوال ذاته، ترتسم رؤية هبة ونسيم ومراد وصالح وعبير، إذ يشددون على quot;أملهم الكبيرquot; في أوباما، لكنهم لا يبالغون كثيرًا في اتجاههم، وتوضح هبة: quot;ليس لدرجة أنّ أوباما سيكون عادلاً في القضايا العربية، ولكن على الأقل لن يكون بقسوة بوش نفسه ولن يزيد الأمور سوءًاquot;، من جانبه يأمل الخبير الاقتصادي quot;أرسلان شيخاويquot; أن تستولي الأزمة الاقتصادية في عهد أوباما على كل جهود أميركا، بدل اتجاه اهتمامها إلى الحروب والاحتلالات.
على طرف نقيض، لا تظهر آمال مثل فؤاد وكريم تفاؤلاً بما سيطبع صعود نجم أوباما، وتقول آمال إنّها كانت تنظر بإيجابية إلى شخص أوباما غداة الذي رافق الانتخابات الأميركية، احتكامًا لاعتقادها إنّ الرجل الأسمر ستكون له quot;مواقف أكثر ايجابيةquot; من بوش، لكنّها ndash; تضيف آمال- بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة وسكوته الذي أثار حفيظة العرب، جعلها تغيّر موقفها منه.
ويشاطر فؤاد وكريم، مثل محمد العامل بورشة لسكك الحديد، ونسيمة المتربصة بورشة للتكوين المهني، حيث يجمعون على أنّ أوباما لن يأتي بالجديد خاصة من ناحية السياسية الخارجية، في حين يركّز محمود الطالب بكلية علوم سياسية وإبراهيم الأستاذ بمعهد الإعلام، على أنّ سياسة أوباما تظل غير واضحة، حتى وإن كانت الخطابات والشعارات التي رفعها الرجل أثناء حملته الانتخابية كلها إيجابية، ويربط محمود وإبراهيم أي تحول بإحداث أوباما لطفرة مما يحصل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة إذا ما صدقت وعوده مثل سحب القوات الأمريكية من العراق، على سبيل المثال لا الحصر.
بدوره، يقدّر الكاتب والإعلامي quot;رياض وطارquot; أنّ تولي أوباما لمقاليد السلطة في الوقت الراهن لن يكون سهلاً، ومأموريته ستغدو صعبة للغاية نظرًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها أميركا في الظرف الراهن، ويذهب وطار إلى أنّ المطلوب من الرجل الأول للبيت الأبيض التحلي بالصبر مع إعداد فريق عمل مقتدر يمكنه من الوفاء لرهانات هذه المرحلة، ولا يخفي وطار إعجابه بأوباما من منظور ما أبرزته خطاباته من واقعية ونضج سياسي وطموح للتغيير، إضافة إلى عدم نزوعه إلى تقديم وعود من باب الوعود فقط. وينتهي رياض وطار إلى توقع إقدام أوباما على تحوير سياسة بلاده الخارجية، بغرض تبديد تلك الكليشيهات التي كرّسها جورج دبليو بوش وما اكتنف ولاية الأخير من مآخذ جراء حربه على الإرهاب.
التعليقات