فالح الحمراني من موسكو : تتطلع روسيا باهتمام بالغ الى الخطوات الاولى التي سيخطوها الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما حيال الملفات الروسية ـ الاميركية التي تراكمت عليها القضايا الخلافية. وهل سينفض الغبار الذي خلفته عليها ادارة الرئيس جورج بوش ويتعاطى معها بروح التغيير التي طالما تحدث عنها في سياق حملته الانتخابية. وانقسم سلك المراقبين والخبراء السياسيين الروس بين متفائل للغاية يرى ان رياحا جديدة ستهب في العلاقات بين موسكو وواشنطن في عهد الرئيس اوباما، ومتحفظ من ان الادارة الجديدة ستواصل نهج سابقتها وان سماء العلاقات مع واشنطن سيظل معكرا، نظرا لتناقضات مصالح الدولتين. بيد ان الزمن وكالعادة وحده كفيل في الحكم على مصداقية كل من الموقفين.

وعشية الاحتفال بمراسيم نقل السلطة للرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما التي ستجري الثلاثاء، وجهت روسيا رسائل واشارت حددت فيها ما تترقبه من الادارة الاميركية الجديدة، وشروط احداث تغيرات في نهجها الخارجي وتصفية الاجواء المشحونة بين موسكو وواشنطن.وتتضمن الاشارات التي بعثت بها موسكو لواشنطن القضايا التي ترى بها مصدر التوتر في العلاقات بين الطرفين في السنوات الاخيرة.وتطلب اعادة النظر بالارث الذي تركته الادارة الاميركية جاثما على تلك العلاقات.
وتكشف الاحاديث التي اطلقها وزير الخارجية الروسي لافروف وعدد اخر من الساسة والمؤسسات التي تشارك بصنع القرار السياسي ان روسيا تنتظر بالدرجة الاولى من الادارة الاميركية الجديدة اعادة النظر بجملة من القضايا بما في ذلك نشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ في شرق اوروبا وتوسيع الناتو والتوقيع على معاهدة جديدة حول تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية النووية. وتقول موسكو quot;انها لا ترغب في مواصلة التعاون الذي كان يتم في الواقع بين البلدين في السنوات الاخيرة بل تريد الاستمرار في تطبيق المبادئ التي تم تنسيقها على ارفع مستوى بين موسكو وواشنطنquot;. وايجاد
القاعدة المشتركة لحل النزاعات الاقليمية ومشاكل الملفات النووية الايرانية والكورية الشمالية وغيرها.

مطالب وامال
وطلبت موسكو من ادارة الرئيس باراك اوباما ان تجرى تحليل دقيق لخطة نشرع الدرع الصاروخية باوربا. وتعهدت مجددا بانها لن تنفذ الخطط التي اعلنها الرئيس دمتري ميدفيديف بنشر صواريخ quot;اسكندرquot; في اقليم كالينيغراد المتاخم لبولندا وتشيكيا، في حال ان واشنطن لن تنشر الدرع الصاروخية هناك.

وتنتظر موسكو ايضا ان تعيد الادارة الامركية الجديدة النظر بكافة المشاريع الاخرى التي تخلق مشاكلَ جدية للامن الاوروبي وبالدرجة الاولى عملية توسيع حلف الناتو نحو اوكرانيا وجورجيا، الذي تصفه موسكو quot; بالتوسع المصطنعquot;. ومن وجهة نظر موسكو فان توسيع الناتو في هذه الحالة سيجري على خلاف إرادة quot; الشعب الاوكراني، وفي ظل الظروف التي برهن بها نظام ميخائيل سلكشفيلي على جوهره العدوانيquot; في اشارة الى الحرب ضد اوسيتياالجنوبية في اغسطس الماضي. وتختلف اوروبا وروسيا في تقيم مسبباتها ونتائجغا.

وكان لافروف قد اعرب عن الامل ايضا ان لا يركب اوباما الذي يؤكد استعداده للانفتاح على اية مشكلة في الحياة الدولية، موجة الادة العادة والاستمرارية في تحديد مواقفه.
وتقول موسكو ان العلاقات بين الطرفين ستعود كثيرا الى المواقع التي ستشغلها ادارة اوباما. ويقول لافروف بهذه الصددquot; ان الحملة الانتخابية لاوباما جرت تحت شعار التغيرات، واننا سنعقد الامال على ان هذا سيمس مجال السياسة الخارجية لاسيما مع روسيا الاتحاديةquot;. واضاف لافروف قائلا: quot; . ويجعلنا كل ذلك نتعاون، واننا نعول على ان افضلية مثل هذا التعاون ستتغلب على الرغبة في ممارسة سياسة ردع روسيا او ضمها ضما جزئيا.. فلا يمكن ان يكون التعاون بيننا الا متكافئا ونزيهاquot;.
خبراء
ويرى نائب مدير معهد الولايات المتحدة الاميركية وكندا بافل زولوتاريف ان الرئيس الاميركي سيرجئ النظر بنشر الاسلحة الاستراتيجية باوروبا . ويرى الخبير ان الادارة الاميركية لن تتصرف في فضاء الاتحاد السوفياتي على غرار ادارة الرئيس جورج بوش.ولكن هذا لا يعني ان اميركا تتخلى عن نشر نفوذها في بلدان رابطة الدول المستقلة.
واضافة لذلك فان قضايا الامن الاقليمي سوف تساعد على التقريب بين موسكو وواشنطن.ويعيد الخبير للاذهان ان لا اميركا و الناتو قادران على حل المشكلة الافغانية بمفردهما وهناك حاجة لمساعدة فيها.
من ناحيته ينظر المحلل السياسي ميخائيل فينوجراد بتشاؤم الى هيلكة ادارة الرئيس اوباما، لانها لا براية تتالف من شخصيات لا يجمعها موقف واحدة وان اوباما سيواجه المكائد السياسية في البيت الابيض. وبراي المراقب الروسي فان على اوباما ان يبرهن للعالم بانه الرئيس الفعلي ولايقتصر دوره فقط على تحسين سمعة اميركا وان اخرين يصنعون القرارات بدلا منه.