سماء واشنطن تشتعل اليوم بفرحة تنصيب اوباما

اعتدال سلامه من برلين: في مقابلة لها اليوم مع محطة تلفزيون ألمانية وبمناسبة تسلم الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما منصبه أكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على ان هذا المساء سيشهد ساعة عظيمة، وقصدت بذلك القسم الذي سيؤديه اوباما امام مبنى الكابيتول. واظهرت المستشارة املا كبيرا في تعميق التعاون بين بلادها والولايات المتحدة في عهد الرئيس الجديد، خاصة في مواجهة الازمة المالية العالمية، وكما قالت في مكافحة هذه الازمة على الولايات المتحدة ان يكون لها تطلعات شمولية، اذ يجب ان لا ينفرد بلد بحل مشاكل العالم بل عبر التعاون من البلدان الاخرى، لانها الطريق الوحيدة التي تمكننا من التغلب على العقبات.

وركزت المستشارة على الازمة المالية بشكل خاص ، لذا تتوقع من اوباما تقوية التعاون المتعدد الاطراف من اجل مواجتها، اي ان على الولايات المتحدة مستقبلا الالتزام بقواعد الاسواق العالمية. كما حذرت الادارة الاميركية الجديدة مع مغبة التركيز على حماية الانتاج القومي الاميركي من اجل التخفيف من تبعات الازمة المالية، لان ذلك سيكون قرارا خاطئا حيال الازمة.

وعن السياسية الخارجية تأمل ميركل ان يضع اوباما مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف المزيد من الاجراءات للحد من التسلح. وترى في ابداء اوباما استعدادا للحوار مع ايران فرصة جيدة لحل النزاع معها. الا انها لن تتجاوب مع مطلبه الداعي الى زيادة المانيا تواجدها العسكري في افغانستان، وكما قالت اتخذنا قرارنا بشأن مشاركتنا في افغانستان بناء على قناعاتنا وليس بناء على اسم الرئيس الذي يجلس في البيت الابيض.

من جانبه يأمل وزير الخارجية الالماني والمرشح للمستشارية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانك فالتر شتاينماير بتعميق التعاون مع الادارة الاميركية الجديدة، وسوف يعمل على تثبيت موعد من اجل الالتقاء بالرئيس اوباما لاجراء محادثات معه. ويرى الوزير الان املا كبيرا من اجل تحسين عمل حلف شمال الاطلسي حيال روسيا وبلدان اوربا الشرقية. وفيما يتعلق بقضايا كثيرة مهمة مثل حماية البيئة وتأمين منابع الطاقة وسياسة نزع السلاح والعمل مع منظمات دولية يتمنى الوزير ان تلقى اهتماما لدىالرئيس الاميركي الجديد، لانها لم تجد اي تجاوبا لدى ادارة الرئيس بوش.

لكن وزير الدفاع الاتحادي فرانس يوزف يونغ ذكر بالتفاوت في الرأي مع الرئيس الجديد فيما يتعلق بمساهمة المانيا العسكرية في افغانستان، رغم ذلك فهو مستعد للتحدث معه بهذا الشأن وشرح امكانيات المانيا المحددة. وشارك الوزير الرأي منسق العلاقات الالمانية الاميركية في وزارة الخارجية الاشتراكي كارستن فوغت الذي قال بان مستشاري الرئيس الاميركي الجديد يعرفون تماما بان المانيا على عتبة انتخابات برلمانية ، والمساهمة الالمانية في افغانستان لا تحظي باغلبية برلمانية اليوم، لكنها لن تحظي بالاغلبية من المستقبل ايضا.

ولا يريد رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار غريغور غيزي المشاركة في موجة الفرح الكبير الذي اصابت الالاف في المانيا، فما حدث هو ان الرجل الذي يجلس في البيت الابيض قد تغير ، لكن الاشخاص الذين في يدهم القرار النهائي، ان في المخابرات السرية الاميركية او الجيش او المصارف بقوا ولم يتغيروا. ولقد انقسم الصف السياسي في المانيا على نفسه، فهناك من يرى في اوباما الرجل المنتظر لحل المشاكل الدولية، لانه اكثر برغماتية من سلفه ووضع منذ الان جدول اعمال لمعالجة قضايا دولية، فيما يقول اخرون انه ليس سوف سياسي يمثل مصالح الذين مولوا حملته الانتخابية وعليه كما بقية الرؤساء السابقين انجاز ما تم الاتفاق عليه.

لكن الوضع مختلف على الصعيد الشعبي، فعندما عندما اتي اوباما الى برلين الصيف الماضي وقبل الانتخابات الرئاسية رفضت المستشارة ان يلقى كلمته عند بوابة براندنبورغ التاريخية، بحجة ان المكان فقط للرؤساء المنتخبين واوباما ليس رئيس وتردد يومها ان الرفض اتي من اجل شد ازر المرشح الجمهوري ماكين، فاستقبله اكثر من 200 الف في مكان غير بعيد عن بوابة براندنبوغ. وما جذب الناس ان اوباما اول رئيس ملون في بلد واسع الاطراف وفيه مجموعات من اكثر المجموعات تطرفا وعنصرية في العالم.

وحسب قول بول شيفر احد المحللين الالمان لو كان بامكان الاوروبيين والالمان بالتحديد المشاركة في الانتخابات الرئاسية الاميركية لكان فاز اوباما بكل سهولة، ففي المانيا او اسبانيا مثلا كان سيحصل على نسبة 85 في المائة من الاصوات، الكثير منها اصوات المثقفين والموالين للحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الحكم، فهو بنظرهم الافضل لمواجهة التحديات الدولية وسوف يسلك طرقا اخرى لحل المشاكل في العالم، الاقتصادية كانت ام السياسية.

وتقول نسبة كبيرة منهم ان انتخاب الولايات المتحدة سياسيا ملونا خطوة في اتجاه تخلي احد اكبر بلدان العالم عن السياسة العنصري ، لذا يجب ان تحذو بلدان اخرى حذوها. حتى ان البعض قال ولماذا لا يصبح لالمانيا مثلا مستشارة او مستشارة من المهاجرين؟ فهناك جاليات لها اكثر من نصف قرن ويحق لها ان تمثل على المسرح السياسي ولها ادراك سياسي كما اي سياسي في اي حزب الماني، فهناك جيم اوزدمير مثلا رئيس حزب الخضر من اصول تركية. وفي نفس الوقت الذي يتم فيه تقليد اوباما سدة الحكم، سوف يحتفل الالاف بهذا المناسبة في امكان مختلفة من العاصمة برلين، عبر النقل المباشر للحفل على محطات التلفزيون.