واشنطن، وكالات: تستعد مجموعة من القوارب لنقل متابعي حفل تنصيب باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة الثلاثاء، عبر نهر بوتوماك، من فرجينيا إلى واشنطن. وتخطط شركة quot;بوتوماك ريفر بوتquot; للقوارب، بالتعاون مع خفر السواحل الأميركي، لنقل ما لا يقل عن 3200 شخص، على متن سبعة قوارب مجهزة لمواجهة الأجواء الجليدية.

وتأتي هذه الخطوة بعد احتجاج السكان في فيرجينيا على إغلاق الجسور المؤدية إلى العاصمة واشنطن لأسباب أمنية. ووفقا للسلطات البحرية، فإن شركة quot;بوتوماك ريفر بوتquot; هي الشركة الوحيدة المخولة باستخدام قواربها البحرية.

وستمنع قوات خفر السواحل الأميركية أي حركة في مياه نهر بوتوماك، حيث قامت اعتبرتها منطقة أمنية تتوقف الحركة الاعتيادية فيها بحلول الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي من يوم الإثنين 19 يناير/كانون الثاني.

من جهته، قال جون لايك، المدير العام للشركة، إن الموافقة الرسمية على خطة الإبحار جاءت قبل أسبوع واحد فقط، حيث أنها تتضمن تفاصيل دقيقة لكل حركة يقوم بها القارب في النهر. وأضاف: quot;جميع الرحلات تبدأ في الموعد المحدد لها تماما، حيث لا يمكن التأخر في مثل هذه الظروف. كما أن علينا إعلام خفر السواحل في كل رحلة عن إستعدادنا للانطلاق كي يسهلوا حركتنا والطريق الذي سيتخذه القارب.quot;

وتبدأ الرحلات، التي ستستمر 40 دقيقة، من الاسكندرية في ولاية فيرجينيا الساعة السادسة صباحا، ليصل آخر قارب الساعة العاشرة صباحا، ومن هناك سيبدأ المسافرون رحلة طويلة من المشي على الأقدام باتجاه موقع الحدث.

إلا أن لدى لايك بعض النصائح للمسافرين، حيث قال: quot;أتمنى أن يحضر الجميع باكرا، للانتهاء من الإجراءات الأمنية والتمتع بأجواء دافئة داخل القارب، لأن الطقس في الخارج سيكون باردا جدا، وجليدي.quot; ولن يتمكن المسافرون من العودة إلى منازلهم إلا بعد انتهاء الموكب الرسمي، وتأمين الرئيس المنتخب أوباما إلى البيت الأبيض. يذكر أن تذاكر السفر بالقارب إلى واشنطن بيعت الاثنين، ولوحظ تحمس الجمهور لهذا النوع من الرحلات.

مراسم التنصيب تقليد يعود الى اكثر من مئتي عام

مراسم تنصيب الرؤساء الاميركيين وهو تقليد متبع من قبل كل الرؤساء منذ اولهم جورج واشنطن العام 1789 تجرى في الهواء الطلق رغم الطقس البارد الذي اثر احيانا على الحفل وصاحبه. وستنتظر جموع غفيرة الثلاثاء باراك اوباما على quot;ناشونال مولquot; وهي ساحة فسيحة امام الكابيتول مقر الكونغرس الاميركي حيث سيقسم الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة على احترام الدستور.

ويؤدي الرؤساء اليمين منذ العام 1981 على شرفة الواجهة الغربية للكابيتول. وكان رونالد ريغان هو الذين طلب ان تجرى المراسم في تلك الجهة بدلا من الواجهة الشرقية كما درجت العادة منذ الرئيس اندرو جاكسون العام 1829. وكان رونالد ريغان يريد حلف اليمين وهو يقابل كاليفورنيا الولاية التي كان حاكمها قبل ان ينتخب رئيسا.

وقد سار الرؤساء الذين اتوا من بعده وهم جورج بوش الاب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن على خطاه ليس بسبب كاليفورنيا بل لان هذه الوجهة تطل على حديقة quot;ناشونال مولquot; التي يمكن ان تستوعب جماهير غفيرة.

وينتظر مجيء مليوني شخص الثلاثاء مما سيحطم الرقم القياسي الذي سجل العام 1965 عند تنصيب الرئيس ليندون جونسون الذي خلف الرئيس جون كينيدي بعد اغتياله، مع حضور 1,2 مليون اميركي.

وقبل تنصيب فرنكلين روزفلت لولايته الثانية العام 1937 كانت المراسم تجرى في الرابع من اذار/مارس. وكان هذا الموعد يترك اربعة اشهر للفائز بالانتخابات التي تجرى مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من كل سنة كبيسة، للانتقال الى واشنطن. والتطور الذي سجل على صعيد المواصلات سمح بتقصير المرحلة الانتقالية فعدل الدستور لتقديم موعد تسلم الرئيس مهامه الى 20 كانون الثاني/يناير. الا ان هذا الامر حمل معه مشكلة هي البرد الذي يهيمن على العاصمة الفدرالية في الشتاء.

في كانون الثاني/يناير 1961 خلال اداء الرئيس كينيدي اليمين اضطر الجيش الى الاستعانة بقاذفات اللهب لاذابة طبقة من الثلج سماكتها 20 سنتمترا غطت جادة بنسلفانيا التي تمر امام البيت الابيض وحيث يجرى العرض التقليدي. وجرت مراسم تنصيب رونالد ريغان لولاية ثانية العام 1985 داخل مبنى الكابيتول بعدما تدنت الحرارة الى 13 درجة تحت الصفر.

والغالبية العظمى للرؤساء الاميركيين اقسموا اليمين على الكتاب المقدس وسيستخدم اوباما الكتاب المقدس الذي اقسم الرئيس ابراهام لينكولن الذي الغى العبودية، اليمين عليه.
وسيتلو الرئيس المنتخب نصا قصيرا من 35 كلمة (بالانكليزية) يقول quot;انا باراك حسين اوباما اقسم انني سانفذ بامانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وساعمل باقصى ما لدي من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنهquot;.

وختم جورج واشنطن هذا النص خلال ولايته الاولى وليس الثانية بعبارة quot;بعون اللهquot; غير الواردة في الدستور واعتمدها كل من خلفه في الرئاسة تقريبا. ويفترض ان يدوم خطاب القسم للرئيس الجديد حوالى عشرين دقيقة. وكان اقصر خطاب القاه جورج واشنطن خلال مراسم التنصيب لولايته الثانية اما الاطول فكان لوليام هنري هاريسون العام 1841 في خضم عاصفة ثلجية. واستمر الخطاب ساعة و45 دقيقة. وتوفي الرئيس بعد شهر على ذلك من التهاب رئوي.