القاهرة: قال تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر ارتفع بنسبة 20.3%، خلال العام 2011، وأرتفع عدد مشتركي المحمول بنسبة23.7%، بينما أنخفض عدد مشتركي الهاتف الثابت بنسبة 5.9%.

ووفقاً للتقرير السنوي للجهاز والذي حمل عنوان quot;مصر في أرقام 2012quot;، فإن نسبة مستخدمى الإنترنت زادت بنسبة 20.3%، حيث بلغ عدد المشتركين 27.8 مليون مشترك خلال عام 2011 مقارنة بـ23 مليون مشترك عام 2010، مشيراً إلى أن السعة الدولية للإنترنت زادت بنسبة 52.6% خلال عام 2011.

وأضاف التقرير أن نسبة الأسر التى لديها إنترنت فى المنزل ارتفعت إلى 5.4% من 30.1% خلال عام 2010 إلى 36.3% خلال عام 2011، في الوقت الذي انخفض عدد مشتركى الإنترنت عن طريق المحمول بنسبة 0.8%، حيث بلغت 12.2% خلال عام 2011 مقارنة بحوالى 13.1% خلال عام 2010. وارتفعت نسبة مستخدمي الـUSB modem بنسبة 99.9%، حيث ارتفعت إلى 2.5 مليون مشترك عام 2011 مقارنة بحوالى 1.2 مليون مشترك عام 2010.

وأوضح التقرير أن عدد مشتركى الهاتف المحمول خلال عام 2011 أرتفع بنسبة 23.7% ، حيث بلغ 81 مليون مشترك مقارنة بـ65.5 مليون مشترك عام 2010، فيما زاد انتشار الهاتف المحمول بنسبة 16% في 2011، مقارنة بالعام 2010.

وكشف التقرير أن انخفض عدد المشتركين في الهاتف الثابت بنسبة 5.9% ، حيث بلغ 9 ملايين مشترك خلال عام 2011 مقارنة بـ9.6 مليون مشترك عام 2010، و انخفض معدل انتشاره بنسبة 0.9%، حيث بلغت حوالي 11.3% عام 2011 مقارنة بحوالي 12.2% عام 2010.

وأشار التقرير إلى أن الشرائح المستخدمة للهاتف الثابت مقسمة إلى 3 قطاعات، أولاً المنازل وبلغ عددهم 772980 مشتركاً، وتجارى 174923، ثانياً: الحكومة وبلغت 7694645 مشتركاً، واستحوذت محافظة القاهرة على أكبر عدد من المشتركين بنسبة 21.9%، فيما احتلت محافظة جنوب سيناء المرتبة الأخيرة بنسبة 0.2%.

ووفقاً لأستاذ تكنولوجيا الإتصالات بجامعة القاهرة خالد محمود فإن الثورة ساهمت بقدر كبير في تسليط الأضواء على الإنترنت، وزادت من الإقبال عليه، وقال لـquot;إيلافquot; أن شغف المصريين زاد بالإنترنت، لاسيما مواقع التواصل الإجتماعي مثل فايسبوك وتوتير.

وأشار إلى أن رخص خدمات الإنترنت وتعددها ما بين الهاتف النقال، والخطوط الأرضية، و USB modem، ساهمت أيضاً في زيادة عدد مستخدميه، ولفت إلى أن الإنترنت تحول أيضاً من وسيلة إتصال إلى وسيلة تواصل مع الأقارب في الخارج أو في المحافظات الأخرى، وبأقل التكاليف، مما ساهم في المقابل في إنخفاض عدد مشتركي التليفون الثابت، وتقليل الإقبال على الهاتف النقال، إذا أتيح إستخدام الإنترنت.

وحسب وجهة نظر محمود فأن إنتشار الإنترنت في مصر يعد أحد المحاسن القليلة للنظام السابق، لاسيما حكومة الدكتور أحمد نظيف الذي عمل قبل توليه رئاسة الحكومة وزيراً للإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كانت أحد أهم مشروعاته هي توصيل الإنترنت لكل منزل في مصر، مشيراً إلى أن النظام السابق كان في إعتقاده أنه بنشر الإنترنت في كل منزل فإن يضمن quot;إلهاءquot; المصريين في الألعاب عبر الإنترنت، والفايسبوك، وألإقبال على الإفلام الإباحية، بما يضمن له عدم الخوض في السياسة، والدليل أنه رفض تنفيذ عدة أحكام قضائية بحجب المواقع الإباحية، على إعتبار أنها جزء من حرية الرأي والتعبير، وفي المقابل أغلق صحفاً وسجن معارضين ومدونيين، عقاباً لهم على ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير، مشيراً إلى أن السحر أنقلب على الساحر في النهاية، وكان الإنترنت أهم أدوات أسقاط ذلك النظام القمعي.

فيما يشير الخبير بشؤون الإتصالات محمد منصور إلى أنه رغم أرتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت في مصر، إلا أنها مازالت في معدلات متدنية للغاية، ومازال الإستخدام يقتصر في غالبيته على الترفيه، ومواقع التواصل الإجتماعي.

وقال لquot;إيلافquot; أن هذا يرجع إلى إرتفاع نسبة الأمية التي تصل إلى 49%، بالإضافة إقتصار الإستخدام على اللغة العربية في غالبيته، رغم أن اللغة الإنجليزية هي الأكثر إنتشاراً وإستخداماً على الإنترنت، ولفت إلى أن المعدلات سوف تزيد بشكل سريع جداً خلال السنوات القليلية المقبلة، بسبب تطور الإنترنت بطريقة مذهلة، وتلبيته مطالب الجماهير، وإتساع نطاق الإستخدام، وتطور الإعلام الإلكتروني في مقابل جمود الصحافة الورقية والإعلام التقليدي.

وفيما يخص الهاتف النقال، قال منصور إن السوق المصرية وصلت إلى حد التشبع فيما يخص الخطوط، مشيراً إلى أن المستقبل لتطبيقات الهاتف النقال، وتقديم الخدمات من خلاله، ولفت إلى أن معدل نمو خدمات الإنترنت عبر الموبايل مازالت متدنية، بسبب ارتفاع تكلفتها. وتوقع منصور إستمرار أنخفاض عدد مستخدمي الهاتف الثابت، لصالح الهاتف النقال والإنترنت، مشيراً إلى أن الهاتف الثابت يعاني من الجمود وعدم التطور.