خرجت المعالجة النفسانية في الولايات المتحدة من نطاق عيادة الطبيب لتمتد إلى فضاء الإنترنت باستخدام جلسات إلكترونية بالصوت والصورة يخضع لها المريض ويتصل بطبيبه المعالج من أي مكان عبر البرنامج الشهير quot;سكايبquot;.
الرياض: يستقطب العالم الإفتراضي بين الفينة والأخرى مختلف المجالات نظرا لسرعة الوصول إليه وسهولته وتوفره في كل الأوقات غالبا وإمكانية التواصل مع الآخرين من جميع أنحاء العالم.
ولم يقتصر الأمر على بعض المجالات كالصحافة الإلكترونية والمكتبات الإلكترونية والدورات الإلكترونية وكذلك الترجمة من خلال الإنترنت، بل وصل في أميركا للمجال الطبي، حيث تنتشر تقنية المعالجة من خلال الإنترنت وتقدم بعض المواقع الإلكترونية خدمة المعالجة من خلال الإنترنت كموقع quot;كاليفورنيا لايف فيزيت quot; و موقع quot;بريك ثروquot; الذي ذكر القائمون عليه بأن هناك أكثر من 900 طبيب وأخصائي واستشاري نفساني قد سجلوا في الموقع خلال سنتين فقط.
وفي تحقيق أعدته صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية، رأى بعض الأطباء النفسيين والمرضى أن هذه التقنية مفيدة جدا خاصة وأن المريض يمكنه أن يلتقي بمعالجه من أي مكان فيطمئن بوجود معالجه في أي وقت فقط من خلال تسجيل الدخول لبرنامج quot;سكايبquot;، فضلا عن أن قيمة الجلسة قد تكون أقل نظرا لتوفير مصاريف البنزين واستئجار العيادة، بالإضافة إلى عدم الحاجة للبحث عن موقف للسيارة، وأن بعض الظروف الطارئة كالعواصف الثلجية أو الأمطار الغزيرة أو رحلات العمل المفاجئة لن تكون سببا لإلغاء موعد الجلسات العلاجية.
فيما رأى آخرون بأن أحد أهم السلبيات لهذه التقنية هي أن المريض النفسي يحتاج إلى التواصل النظري مع معالجه ولكن إعدادات الكاميرا في برنامج سكايب قد لا توفر هذه الخاصية مما يتوجب على الطبيب المعالج أن يتدرب على النظر إلى الكاميرا وليس إلى الشاشة كي يتحقق التواصل النظري. كما أثاروا قضية عدم مصداقية بعض المواقع، وصعوبة التأكد من أن الطبيب المعالج يحمل رخصة تتيح له العمل في بعض الولايات، وعدم ضمان دفع رسوم الجلسات.
ومن جهة الخصوصية، قد يخشى المريض تسجيل جلسات الفيديو العلاجية وإن كان من السهل اختراق الجلسات، بالإضافة إلى مشكلة عدم الكشف عن الهوية، فبعض المرضى لايحبذون الكشف عن هويتهم مما يصعب على الطبيب استدعاء الطوارىء في بعض حالات الإنهيار الطارئة.
لذا يرى أخصائيون نفسيون بأن هناك حالات محددة يمكن التعامل معها من خلال الإنترنت كالقلق والخوف المرضي والإكتئاب والوسواس القهري، فيما يصعب التعامل من خلال جلسات عبر الانترنت مع بعض الحالات المزمنة كحالات الإدمان.
التعليقات