ما زالت قضية quot;طلفة عنيزةquot; تلوكها ألسن السعوديين بمختلف أطيافهم المؤيدة والمعارضة وسط تحركات قوية مؤخرًا خصوصًا من هيئة حقوق الإنسان السعودية التي ما زالت تأمل في حل القضية في الوقت نفسه الذي تطالب فيه اللجنة وناشطون سعوديّون بسن قانون يحدد سن زواج البنات. وتعود تفاصيل قضية quot;طلفة عنيزةquot; عندما تقدمت امرأة بشكوى ضد طليقها متهمة إياه بالانتقام منها بتزويج ابنتها ذات الـ12 عامًا إلى رجل ثمانيني وتطلب فيه تدخل المجتمع بكل مؤسساته لإلغاء الزواج، إلا أن ما تصبو له الأم لم يتحقق وتم الزواج لتظهر في أحد الصحف السعودية بعد زواج الطفلة وتشرح معاناة طلفتها بعد أول علاقة زوجية قائلة إنها بقيت طريحة الفراش لثلاثة أسابيع.

غادة محمد من جدة : مع تفاعل قضية الطلفة في الأوساط السعودية برزت مطالبات عديدة من أطياف مختلفة بسن قانون لتحديد زواج القاصرات خصوصًا بعد تكرر الحادثة من فينة لأخرى. وتشهد السعودية هذه الأيام تفاعلاً في قضية طلفة عنيزة حيث توجه وفد من هيئة حقوق الانسان لتقصي الحقائق ومحاولة حل الأزمة التي استمرت منذ أكثر من عامين دون حل. وتأمل الكثير من الأسر بسن القانون فيما لا يزال هناك من يعارض هذا القانون في حال اقراره، بسبب أن التاريخ الإسلامي شهد الكثير من الزيجات المشابهة، إلا أن مصدرًا مسؤولا في جمعية حقوق الإنسان السعودية قال إن الهيئة بصدد عمل كل ما يمكنها فعله في العمل على استصدار هذا القانون.

وقال المسؤول في الهيئة عن حيثيات هذه القضية،إنّ هذه القضية تتكرر بين الحين والآخر، حتى وإن كانت حالات فردية لكنها ما زالت مقلقة للجميع لأنها تمثل انتهاكًا للطفولة, ما يجبر الجمعية على إيجاد نظام قانون وفعلي لمواجهة الأضرار النفسية والاجتماعية والأسرية الناتجة عن مثل تلك القضايا, لأن هذه الطفلة ستحمل وستنجب الأطفال في الوقت الذي تفتقد فيه الطفلة رعاية نفسها فكيف تتحمل رعاية طفل لها.

وأضاف أن جمعية حقوق الإنسان تطالب بأن تعمم هذه القوانين والأحكام على مأذون الأنكحة في مقابل رجوع عاقد القران للقاضي إن كان هناك حالات خاصة تستدعي الزواج بهذا السن ليبت في إتمام الزواج من عدمه حفاظاً لحقوق الطفل ونفسيته. وعن المرجع الأساسي للتبليغ عن حدوث مثل هذه الحالات والجهة التي يجب أن تحد من حدوثها، قال إن وزارة العدل هي من يجب أن تفرض رقابة وقوانين صارمة حول أحقية مأذون النكاح في الموافقة على عقد القران سواء كان طفل أو طفلة لأن الطفل أيضاً يجبر على عقد قرانه على طفلة مثله رغمًا عنه، وعمّا حدث للطفلة البالغة من العمر 12 عامًا التي عقد قرانها على رجل ثمانيني قال المصدر إن الهيئة لا تزال تواصل اتصالاتها مع وزارة العدل لأجل معرفة السبب وراء عقد هذا القران،لكنّ الأسباب ما زالت مجهولة.

وفي ختام حديثه لـquot;إيلافquot; أكد المصدر الذي رفض ذكر اسمه بأن الجمعية السعودية لحقوق الإنسان لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه القضية في الوقت الراهن وبشبيهاتها التي ستحد الجمعية من تكرارها مستقبلاً. من جهتها، قالت الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو هيئة حقوق الإنسان الوطنية بالسعودية إنها قدمت مشروع شامل لظاهرة زواج الأطفال سيفيد القائمين والمعنيين بهذا الموضوع. وأضافت أنها توصلت إلى حقيقة قد تصدم بعضهم، وقد تفرح بعضهم الآخر ألا وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة وهي في عمر التاسعة عشر وليس في سن التاسعة كما يقال،

وتابعت quot;إن الفرق ين السعودية واليمن أن باليمن وزارة لحقوق الإنسان ويندرج تحتها عدة جمعيات تحمي وتعالج حقوق الإنسان وبالسعودية الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان (هيئة حقوق الإنسان ومجلس الشورى ووزارة العدل هم من يقررون في هذا الموضوع)، لكن في السعودية ما زلنا متفائلين بإصدار القرار الذي نصبو للوصول إليه في ظل التغييرات الجديدة في هيئة كبار العلماء ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى وفي النهاية دورنا حماية الإنسان من الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام بصلة فحسب وليس الحديث حول هذه الظاهرة لمجرد الحديث الذي لا يغني ولا يسمن من جوعquot;.