أنهى باراك أوباما زيارته إلى اندونيسيا، أكبر الدول الاسلامية سكانا في العالم بعد زيارته مسجد quot;الاستقلالquot;.
جاكرتا: زار الرئيس الاميركي باراك اوباما صباح اليوم الاربعاء المسجد الكبير في جاكرتا في اليوم الثاني لزيارته لاندونيسيا
ولم يدل اوباما باي تصريح في ختام زيارته المقتضبة لمسجد الاستقلال.
ورحب المسؤولون الدينيون في اندونيسيا، اكبر بلد اسلامي في العالم، بهذه الزيارة.
وبعد ذلك توجه اوباما الى ديبوك، في الضاحية، في الهواء الطلق الى جامعة اندونيسيا.
وغادر اوباما الاربعاء اندونيسيا في ختام زيارة ماراتونية، متوجها الى كوريا الجنوبية حيث سيشارك في قمة مجموعة العشرين.
واقلعت طائرة الرئاسة الاميركية من مطار جاكرتا عند الساعة 10,45 (03,45 تغ) اي قبل ساعتين من الموعد المحدد اصلا بسبب الاخطار المتعلقة بغيوم الرماد التي يقذفها البركان ميرابي، حسب البيت الابيض.
وكان اوباما قد وصل بعد ظهر الثلاثاء الى جاكرتا قادما من الهند في اطار جولة اسيوية قادته الى اندونيسيا وستقوده ايضا الى اليابان.
وكان متوقعا ان يلقي اوباما اندونيسيا خطابا من مسجد quot;استقلالquot; وهو اكبر مسجد في جنوب شرق آسيا، يستهدف التواصل مع العالم الاسلامي ويشيد فيه باندونيسيا بوصفها مجتمعا متسامحا ومثالا للديمقراطية الناشئة، لكن لم يتم إلقاء هذا الخطاب أو الإدلاء بتصريحات من داخل المسجد
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو عقده في اليوم الاول من زيارته، اكد اوباما ان الولايات المتحدة تسلك quot;الطريق الصحيحquot; في تحسين علاقاتها مع البلدان الاسلامية، وقال quot;لم نزل تماما بعض سوء التفاهم والشكوك الموجودة منذ زمن طويل، لكننا نعتقد اننا على الطريق الصحيحquot;.
واضاف عند سؤاله عن نتائج سياسته بعد اكثر من عام على خطاب القاه في القاهرة في الرابع من حزيران/يونيو 2009 في هذا الصدد، quot;لجهة جهودنا لمد اليد الى العالم الاسلامي اعتقد انها صادقة ومستمرةquot;. واكد quot;ما زال امامنا الكثير من العملquot; .
وكان اوباما دعا في القاهرة الى quot;انطلاقة جديدة بين المسلمين والولايات المتحدةquot; من اجل انهاء quot;دوامة الشكquot; المرتبطة خصوصا بحرب العراق والسياسة التي انتهجها سلفه جورج بوش بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
ووصل اوباما يوم الثلاثاء في زيارة تم تأجيلها مرتين لاندونيسيا أكبر الدول الاسلامية تعدادا للسكان في العالم. ومازال اوباما يتمتع بتأييد قوي في اندونيسيا رغم ان الثقة به تراجعت في دول اسلامية اخرى منذ الكلمة التي ألقاها في القاهرة للتواصل مع العالم الاسلامي. وقد أدت حروب الولايات المتحدة الطويلة في دول اسلامية مثل أفغانستان والعراق الى فقدان الثقة اضافة الى تعثر مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأشار اوباما الى عدد من الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة للتواصل مع المسلمين والتي تشمل مبادرات التعليم والاعمال مثل الاجتماع الذي استضافه هذا العام وجمع مديري مؤسسات تجارية مسلمين من انحاء العالم في واشنطن، وقال quot;من خلال توسيع اطار العلاقة وتعزيزها فان ذلك يبني الثقة ويتيح مزيدا من الاتصالات بين الاشخاص.quot;
وأضاف أوباما quot;سيكون أمرا جيدا لامننا لكنه سيكون جيدا أيضا للهدف الاكبر للتفاهم بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي. أعتقد انه مشروع لم يكتمل بعد وعلينا ان نقوم بالكثير من العمل بشأنه. وهو لن يلغي أو يحل محل حوار جاد بشأن قضايا سياسية ملموسة.quot;
وسئل اوباما بشأن قضية سياسية صعبة في المؤتمر الصحافي هي مضي اسرائيل قدما في خططها لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية العربية رغم المعارضة الشرسة من الفلسطينيين.
وجاء هذا الاعلان في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة سعيا لاحياء محادثات السلام بشأن الشرق الاوسط التي تعثرت بسبب قضية بناء المستوطنات اليهودية.
وقال اوباما ان بناء مثل هذه الوحدات السكنية يمكن ان يجعل مفاوضات السلام أكثر صعوبة. وقال quot;هذا النوع من النشاط غير مفيد على الاطلاق عندما يتعلق الامر بمفاوضات السلام. وأنا أشعر بالقلق من اننا لا نرى أيا من الاطراف يقوم بالجهد المطلوب لتحقيق انفراجة.quot;
وقال أوباما ان جهود السلام ستستمر. وأضاف quot;من مصلحة شعب اسرائيل ومن مصلحة الشعب الفلسطيني تحقيق تسوية وتحقيق انفراجة. لكن مثل هذه الخطوات التصعيدية يمكن ان تؤدي الى تدمير الثقة بين الاطرافquot;.
على صعيد آخر، اعرب الرئيس الاميركي عن quot;سعادتهquot; بالعودة الى جاكرتا، المدينة التي امضى فيها اربع سنوات من طفولته. وقال اوباما انه quot;من المدهش ان يعود الى اندونيسيا بعد كل هذا الوقتquot; على الرغم من شعوره quot;بالاستغراب وهو يرى على طول من المطار quot;مشهدا مختلفا تماما عما كان عليه قبل اربعة عقودquot;.
وختم بالقول في بعض الكلمات الاندونيسية انه quot;عازم على العودة الى اندونيسيا مع ابنتيه لكي تتعرفا على هذا الارخبيل الساحرquot;.
يذكر ان اوباما عاش في جاكرتا بين عامي 1967 و 1971، اي من سن السادسة الى العاشرة مع والدته الاميركية وزوجها الاندونيسي بعد ان امضى سنوات طفولته الاولى في هاواي.
المعاهدات
من جهة أخرى، وقعت الولايات المتحدة واندونيسيا اتفاقية quot;شراكة شاملةquot; تعزز آفاق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والامني بين البلدين.
وجاء التوقيع بعد مناقشة انطلقت العام الماضي لمعاهدة quot;شراكة شاملةquot; تشمل قضايا التجارة والأمن والتعليم والاستثمار والتغير المناخي، وهي التي قام الرئيسان الاميركي والاندونيسي بتوقيعها خلال هذه الزيارة.
وتحدث بن رودس كاتب خطابات اوباما ونائب مستشار الامن القومي عن تركيز الولايات على آسيا وعلى القوى والديمقراطيات الناشئة هناك بوصفها كنوع من احجار الاساس للتوجه الاستراتيجي للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين. واضاف ان quot;الهند تدخل بقوة تحت هذا التصنيف وكذلك الحال مع اندونيسياquot;.
يشار الى ان زيارة أوباما تاتي في وقت تحاول فيه اندونيسا التعافي من آثار كارثتين طبيعيتين، وهما إندلاع بركان ميرابي الذي تسبب في مقتل اكثر من 130 شخصا، والتسونامي الذي ضرب جزر مينتاواي وأدى الى مقتل أكثر من 400 شخص وشرد الالاف ليعيشوا في ملاجئ طوارئ مؤقتة.
وكان أوباما قد قضى ثلاثة أيام في الهند، المحطة الاولى من جولته الاسيوية وقع فيها على صفقات تجارية بقيمة 10 مليارات دولار، وأعلن فيها دعمه لطموح الهند في الحصول على العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي.
وبعد اندونيسيا سينتقل أوباما لزيارة كوريا الجنوبية واليابان.
التعليقات