أخبار وأصداء quot;الثورة الثالثةquot; لـ ويكيليكس لحظة بلحظة في إيلاف |
أثار ويكيليكس الجدل في العالم، فبين مؤيد لفكرة كشف الأسرار خلف الأبواب الموصدة وبين معارض لنشر وثائق سريّة قد تعرض حياة بعض الأشخاص للخطر، يقول محلّل سياسيّ إن زوبعة ويكيليكس الحالية ستستمرّ لكن الأمورستعودكما كانت في السّابق.
ربط ريتشارد كوهين، الكاتب والمحلل السياسي الأميركي البارز في صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية، بين الملابسات التي أحاطت بنشر الخبر المتعلق بفضيحة الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون مع متدربة البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، وبين الكشوفات التي جرى تسريبها ونشرها قبل بضعة أيام على موقع ويكيليكس، وقال إن الشيء المشترك الذي يجمع بين هاتين الواقعتين هو ما وصفه بـ quot;الانهيار الحزينquot; لدور الحارس الخاص بوسائل الإعلام الرئيسة.
واستهل كوهين حديثه المتعلق بفكرة السبق، ومدى ارتباط ذلك بمبدأ الشفافية في تغطية الأحداث ونقلها إلى المتلقي، بلفته إلى إقدام صحافي يدعى، مات درودج، بنشر خبر فضيحة كلينتون مع لوينسكي، على الرّغم من أن الخبر كان في البداية لصحافي quot;نيوزويكquot;، مايكل إيسيكوف، بعد أن آثرت إدارة المطبوعة التي ينتمي إليها علىأن ترجئ النشر. وحينها، انتظرت تلك التي يطلق عليها quot;وسائل الإعلام الرئيسيةquot; لمدة أربعة أيام أخرى، كي تنشر هذا الخبر، لكن الأمر جاء متأخِّرًا وبائسًا في الوقت عينه.
ثم أشار كوهين في السياق ذاته إلى الخطوة التي قامت بموجبها أخيرًا صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; بنشر أجزاء كبيرة من الوثائق التي لم تستلمها من quot;ويكيليكسquot; ومؤسسه، جوليان أسانج، وإنّما تسلّمتها من صحيفة الغارديان البريطانية.
ومضى كوهين يقول إن quot;نيوزويكquot; من المفترض أنها كانت تمتلك أسباباً وجيهة لكي تتخذ قراراً بتأجيل نشر خبر إيسيكوف - وهي الأسباب التي لم يشاركهم إياها درودج. وكان لدى نيويورك تايمز سبب وجيه جعلها تُقدِم على تحليل وثائق ويكيليكس، فبعيدًا من احتمالية أن تُعَرِّض تلك التسريبات أرواح بعضهم للخطر، إلا أن أسانج أطلقها في الفضاء الإلكتروني على أي حال، غير مبال بما إن كانت ستضر المصالح الأميركية أم لا. وربما كان هذا هو بيت القصيد في الواقع، على حد قول كوهين.
وأعقب كوهين بلفته إلى أن ردة الفعل الطبيعية تمثلت في وجود رغبة للتشهير بأسانج بشكل أو بآخر، ربما عن طريق اتهامه بانتهاك قانون التجسس غير العملي تمامًا الصادر في العام 1917، أو كما في مخيّلة بعضهم، بإعلانه إرهابيًّا واستهدافه لشيء لا رجعة فيه.
ورأى كوهين أن المشكلة المتعلقة بأي من تلك الأمور تتمثل في أنك تتشابك بصورة حتمية مع quot;نيويورك تايمزquot; وغيرها من الصحف مثل واشنطن بوست، التي خصصت هي الأخرى مساحة وموهبة كبير لتغطية الأخبار. وهي الأمور التي ساعدت جميعها أسانج في الوصول إلى قطاع عريض من الجمهور.
ومضى كوهين يقول إن الحكومات، شأنها شأن الأزواج، يحق لها الاحتفاظ بأسرارها بعيدًا منّا ومن الأطفال وعن الجيران. وتابع بتأكيده على أن الشفافية الكلية تؤدي إلى عتامة شاملة.
وأضاف قائلاً quot; إذا كنت تريد أن تعرف سبب عدم وجود وثائق تكشف تفاصيل محددة عن التوقيت الذي اتخذ فيه جورج بوش قراره بخوض حرب العراق، فهذا يرجع إلى شيء سبق وأن تحدث عنه ديك تشيني، حيث قال (لقد تعلمت ذلك مبكرًا، وهو أنك إن لم تكن ترغب في أن تُوقِعك مذكراتك يومًا ما في ورطة، فلا تكتب أيًّا منها). وهي القاعدة التي انتهجها بوش وتشيني بشأن العراقquot;.
وختم كوهين بقوله إن زوبعة ويكيليكس الحالية ستمر، وسيعود الدبلوماسيون مرة أخرى إلى مزاولة أنشطتهم كما كانت الأمور في السابق. لكنه طالب الحكومة بأن تُحَسِّن من أدائها المتعلق بالمحافظة على الأسرار. وقال quot;كمموا المسربين، ولا تكمموا الصحافةquot;.
التعليقات