أطلق أنصار جوليان أسانج عدة نسخ لموقعه ويكيليكس على الإنترنت في خطوة تهدف للتصدي إلى الضغوطات التي تفرضها الولايات المتحدة على كبريات شركات الإنترنت من أجل تضييق الخناق على ويكيليكس. في وقت حثت الإدارة الأميركية السلطات في سويسرا على التفكير جديا قبل منح أسانج حق اللجوء.


مع تواصل موجات الجدل حول العالم، وبعد نشر آلاف المئات من البرقيات الدبلوماسية السرية على موقع ويكيليكس، بدأت تتشكل ما هي أشبه بجبهة القتال بين مؤيدي ومعارضي الموقع، وذلك بعد أن أنشأ أنصاره عدة نسخ له على شبكة الإنترنت، في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة سيلا من الضغوط على سويسرا لكي لا تستضيف مؤسس الموقع المثير للجدل، جوليان أسانج.

فمنذ أن قطعت العديد من كبريات شركات الإنترنت خدماتها عن موقع ويكيليكس خلال الأيام الأخيرة، قام ناشطون بتأسيس مئات المواقع الإلكترونية التي تُعرف بـ quot;المواقع العاكسةquot;، وهي المواقع التي تستضيف نسخا بعينها لمحتوى موقع آخر، وهو ما يجعل من عمليات فرض الرقابة أمراً صعباً. وكانت مجموعة غير رسمية لكنها سيئة السمعة من الهاكرز والناشطين يطلق عليها quot;Anonymousquot; أعلنت يوم الأحد الماضي الحرب على أعداء أسانج، مطالبةً أنصاره بأن يقوموا بمهاجمة شركات المواقع التي لا تدعم موقع ويكيليكس، وحثتهم في الوقت ذاته أيضاً على أن يقوموا بنشر المواد المُسَرَّبة من برقيات ووثائق حساسة وسرية على شبكة الإنترنت.

في غضون ذلك، ردّ السفير الأميركي لدى سويسرا، دونالد بيير، على الإشارات التي تحدثت عن أن أسانج ربما يطلب اللجوء في هذا البلد، حيث قال في سياق تصريحات أدلى بها لمجلة quot;NZZ am Sonntag quot; الأسبوعية إن السويسريين ينبغي أن ينظروا بعناية في ما إن كانوا سيمنحون ملاذاً إلى شخص في حالة الفرار من القانون أم لاquot;.

ومنذ أن قام ويكيليكس قبل قرابة الأسبوع بنشر ما يقرب من 250 ألف برقية دبلوماسية سرية مسربة، تعرض الموقع لسيل من الهجمات وتخلت عنه بعض شركات الإنترنت مثل quot;باي بالquot;، التي تعنى بدفع الأموال عبر الإنترنت وكانت تقبل التبرعات لصالحه، وكذلك quot;أمازونquot;، التي سبق لها أن منحته مساحة سيرفرات.

وبينما أعلن ويكيليكس أن المسؤولين عن خدمة quot;باي بالquot; قد استسلموا للضغوطات من جانب الحكومة الأميركية، إلا أن المسؤولين الأميركيين لم يعترفوا بأنهم قد لعبوا دوراً في الجهود التي تم بذلها في محاولة لتعطيل الموقع. وقد سعى ويكيليكس يوم الجمعة أن يبحث له عن مكان جديد في شبكة منتشرة من البنية التحتية المالية والإلكترونية الموجودة في جميع أنحاء أوروبا، وبخاصة سويسرا. وقد تم نقل الموقع إلى العنوان quot; wikileaks.chquot;، وهو نطاق مسجل لحساب حزب القراصنة السويسري، وهو منظمة سياسية تشاطر جوليان أسانج كثيرا من أهدافه.

وبعدما أعلنت شركة سويسرية أيسلندية يطلق عليها quot;Datacellquot; أنها ستقوم بجمع التبرعات لـ quot;ويكيليكسquot; بدلاً من quot;باي بالquot;، وإعلان أسانج عن أنه سيقبل التبرعات المباشرة في حساب بنك سويسري تابع للذراع المالي الخاص بالخدمة البريدية السويسرية، قال مارك أندري، وهو ناطق باسم ذلك الذراع، إنهم يقومون الآن بمراجعة علاقتهم بقضية أسانج لإثبات أن لديه إقامة سويسرية، ويمتلك عقارات أو يجري أعمالاً تجارية في البلاد.

في حين تعذر الوصول إلى محامي أسانج الإنكليزي لكي يُعَلِّق على هذا الأمر، وفقاً لما ذكرته اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.