في ذكرى مرور أربع سنوات على تولي الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في دولة الكويت، أجرت إيلاف استطلاعًا لبعض شرائح المجتمع الكويتي حول أبرز إنجازاته خلال الفترة الماضية مع إستشرافهم للمستقبل فأجمع معظمهم على أن عهده يتسم بالنهج الديمقراطي، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وتحقيق النهضة والتنمية الشاملة في البلاد.
الكويت: تحتفل الكويت هذه الأيام بذكرى مرور أربع سنوات على تولي الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في دولة الكويت، وهو مايعتبره الكويتيون بمثابة عيد للكويت ولهم، ولأنه ربان ماهر يدير دفة الكويت بحكمة وحنكة وخبرة وإقتدار إستطاع في فترة وجيزة أن يحقق إنجازات على الصعيدين المحلي والخارجي منها وصول المرأة الكويتية إلى قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة من خلال الإنتخابات الأخيرة، فضلاً عن أن عهده يتسم بالنهج الديمقراطي، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وتحقيق النهضة والتنمية الشاملة في البلاد، إضافة إلى إعلان رغبته السامية في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، وعلى الصعيد العربي دعوته وإستضافة أول قمة إقتصادية عربية شهدتها الكويت خلال يناير/كانون الثانيمن العام الماضي.
وأمير الحكمة quot;بوناصرquot; دخل عالم السياسة والعمل العام منذ وقت مبكر حيث بدأ رحلته قبل منتصف الخمسينيات، وواصل مشوارعطائه في الدبلوماسية وتقلد مناصب عدة ممثلاً للكويت في المحافل الدولية الأمر الذي إنعكس على نهج الكويت في التعاطي مع الأحداث بالحكمة والعقلانية والصبر والحنكة والرؤية الثاقبة للأمور بكل أبعادها فضلاً عن النظرة المستقبلية للأحداث بتداعياتها المختلفة، وقد أرسى هذا النهج قواعد وأصول وثوابت راسخة في السياسة الخارجية للكويت مما أعطاها زخمًا في علاقاتها الخليجية والإقليمية والعربية والدولية، وأسس quot;بوناصرquot; عميد وزراء الخارجية ndash; حيث تولى قرابة ثلاثين عامًا هذا المنصب-مدرسة في الدبلوماسية والسياسة الخارجية للكويت يسير على نهجها وقواعدها رجالات الكويت في الدبلوماسية حاليا بقيادة الدكتور الشيخ محمد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية.
رجل دولة من الطراز الأول
في البداية، قال المستشارالإعلامي السابق للأمير أثناء عمله وزيرا للخارجية ثم رئيسا للوزراء الكاتب سامي النصف إن لا شك أن الأمير الصباح رجل دولة من الطراز الأول ويمتاز بقدرات وبرؤيته الإستشرافية المستقبلية والتي أثبتت صحتها تكرارا ومرارا في الماضي، وعندما كان عميدا للدبلوماسية الكويتية إستطاع أن يصنع مساراً متوازٍ بين القوى الكبرى السائدة في العالم فإستفدنا في مرحلة الغزو العراقي الغاشم للكويت من تلك العلاقة الإستراتيجية حيث توحد الشرق والغرب لتحرير الكويت في وضع نادر حدوثه في السياسة الدولية، وقبل ذلك توحد الشرق والغرب وتحديدا الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في رفع الأعلام على ناقلات النفط الكويتية في منتصف الثمانينات إبان الحرب العراقية ndash;الإيرانية.
ثمار الخبرات
وتابع بأن الخبرة المتراكمة لديه على الساحة الدولية أو ضمن الواقع المحلي بدأت تؤتى ثمارها عبر بادرة إستضافة الكويت لأول قمة إقتصادية عربية، كما طرح بادرة مشروع كويت المركز المالي العالمي، وربما أي زائر للكويت يرى الفارق الكبير بين ماكنا عليه قبل أربع سنوات وواقعنا الحالي حيث إنتشر العمران والبنى الأساسية في المنطقة الممتدة من شمال الكويت إلى جنوبها، كذلك تحقق على الجانب السياسي حصول المرأة على حقوقها السياسة ووصول أربع نائبات إلى قبة البرلمان الكويتي، كما تم خلال هذه الفترة صعود سمو رئيس مجلس الوزراء لمنصة الإستجواب مما أوقف عمليات الإبتزاز السياسي التي كانت قائمة.
شريك في إدارة الكويت
وأضاف أنه حتى يعطي الإنسان الأمير الصباح حقه علينا أن نعلم أنه كان شريكًا منذ الخمسينيات في إدارة البلد، وبالتالي جميع الإنجازات التي مرت بها البلد هي وليدة أفكاره أو مشاركته، الآن في هذه السنوات الأخيرة حيث بدأ الإقتصاد الكويتي يتحررمن القيود، وبدأ الحرص على تطبيق القانون وإزالة التعديات على أملاك الدولة، كذلك أطلقت الحريات الإعلامية والصحافية فشهدنا إصدار صحف جديدة وإنشاء الفضائيات بعد أن كانت محتكرة، والحال كذلك مع وسائل النقل في خطوط الطيران وشبكات النقل حيث أصبح للقطاع الخاص شركات طيران ومواصلات، كما لاحظنا أن الكويت تفادت إلى حد كبير تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية التي أودت بدول ومؤسسات إقتصادية كبرى، وأيضا عادت الكويت إلى دورها الريادي في الأمة العربية من حيث مبادرات المصالحة التي تمت في الكويت بين الأطراف العربية المتخندقة وهذا دور تاريخي للكويت إعتاد القيام به منذ كان وزيرًا اللخارجية، وكان الوسيط في أغلبية الخلافات العربية ndash;العربية عندما كان هناك خلافا بين الراحلين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز حول اليمن حيث تدخل عندما كان وزيرا للخارجية لحل ذلك الخلاف، وكذلك الحال مع الخلاف العمانيndash;اليمني الجنوبي، وأيضًا الخلاف بين اليمنيين الجنوبي والشمالي، كما تم إيفاده من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي للتوسط في حرب بنجلاديش وباكستان، وفيما بعد ترأس أعمال وزراء الخارجية العرب لإيقاف الحرب الأهلية في لبنان، كما توسط لإنهاء الحرب العراقية ndash; الإيرانية، وهذا يؤكد أنه ربما ندر وجود مسؤول سياسي عربي أو عالمي تدخل وتوسط بهذا الكم من الأزمات لإحلال وإقرار السلام بين الدول.
وعن تصوره للمستقبل يرى النصف: أنه للمرة الأولى في تاريخ الكويت ترسم خطة تنمية للخمس سنوات القادمة تزيد كلفتها عن 120 مليار دولار وهي ما تعادل 37 مليون دينار، وبالتالي نتوقع تسارع عمليات التنمية والتقليل من عمليات التسخين السياسي.
فخر
ومن جانبه، يقول يوسف مصطفى كبير المذيعين في تليفزيون الكويت: أنه يحق لنا ككويتيين أن نفخر بأن الله سبحانه وتعالى حبانا بقائد مثل الأمير الشيخ صباح الأحمد يتولى زمام جميع الأمور في هذا الوطن، وأيضًا يحق لنا أن نعتز بهذا الإنسان الكبير الذي نشهد في عصره مختلف أوجه التقدم والرقي والرفعة والعزة والكرامة في مختلف مناحي الحياة، وأيضًا يحق لنا ككويتيين أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يديم على سموه موفور الصحة والعافية وأن يمد الله في عمره حتى نشهد المزيد والمزيد من هذا الخير والعز الذي يغبطنا عليه الآخرون.
الصبر والحنكة والحلم
ورأى أنه يمتاز بمزايا وضعها الله سبحانه وتعالى في هذا الإنسان والتي يندر وجودها في كثير من الخلق أهمها الصبر والحلم والحنكة وبعد البصيرة والسجايا مكنت هذا الإنسان الكبير من أن يضع بصماته في كل مجال وفي كل محفل سواء مايهم المواطن الكويتي داخل بلده أو خارج الوطن بأن وضع الإنسان الكويتي في سلم أولوياته، وإعتبر دائما أنه الثروة الحقيقة لبناء هذا الوطن، لذلك كان يحرص في جميع خطاباته وفي كل المناسبات الرسمية والشعبية والدينية على أن يوجه رسائل مباشرة للمواطن الكويتي بأن يبتعد عن مختلف أنواع الصراعات وأن يركز جهوده لإعطاء هذا الوطن مايريد.
المنارة
وأضاف مصطفى أن الكويت تستعيد مكانتها يوما بعد يوم ولو لم تفقد مكانتها لكنها تؤكد على أحقيتها في هذا المكان الذي يتبوأ مقعد الصدارة عند باقي الأمم، وشخصيا حالي كحال كل الكويتيين لايساورهم أدنى شك من أن الأمير سينتقل بالكويت وبشعبها إلى المكانة التي يريد لها أن تكون وهي المنارة التي كانت وما زالت وستظل بإذن الله مصدر إشعاع ثقافي وسياسي وأخلاقي.
محطات وثوابت
ومن جهتها أكدت د.هيلة المكيمي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت أن من الصعب أن نختزل تلريخ أمير البلاد في أربع سنوات فقط منذ توليه مقاليد الحكم في الكويت، فهو قد بدأ عمله بالسياسة منذ عام 1954 حيث كان عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا والتي كانت بمثابة الحكومة آنذاك، ومنذ هذه الفترة المبكرة بدأ مشواره، وهناك في حياته محطات مهمة وثوابت أساسية ومنها إرتباط البعدين الداخلي والخارجي للبلد وإهتمامه وتأكيده بل وتمسكه بالديمقراطية الكويتية، ودعمه للمرأة وتبني النهج الإقتصادي وكلها ثوابت لديها أبعاد في السياسة الخارجية ومنها الديمقراطية والمرأة حيث تتعلقان بسمعة الكويت الدولية، فضلا عن النهج الإقتصادي الذي يحرص عليه فهو كان عضوًا مؤسسًا بغرفة التجارة والصناعة ومن الداعمين للتجار بالكويت لأن سموه يعلم أن هذا البعد له بعد خارجي.
رؤيته
ورأت أنه عندما تولى مقاليد الحكم طرح رؤيته في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي وهذا مرتبط بالتكامل الإقتصادي الخليجي، وقد شهد هذا العام تدشين مشروع العملة الخليجية الموحد والتي تعتبر بداية للتكامل الإقتصادي العربي، وأعتقد أنه بعد وجود أغلبية برلمانية لدى الحكومة ووضع خطة خمسية تنموية سوف تقر في المداولة الثانية قريبًا تحكمها خطوات جادة من أجل النهوض بالمستقبل.
قلق
أما الناشط السياسي ناصر العبدلي رئيس الجمعية الكويتية لتنمية الديمقراطية فيبدي مخاوفه على الديمقراطية بسبب الأجواء التى نعيشها البلاد حتى الآن مقلقة من جهة الدستور بإتجاه مجلس الأمة، بالإضافة إلى عجز الحكومة عن طرح مشاريع التنمية وفي طليعتها المشاريع المساندة سواء التعليمية أو الصحية، والمواطن قلق مما يجري ويرفض مقايضة التنمية بالديمقراطية لأنه يعتقد أن الديمقراطية لا تأتي دون تنمية والعكس صحيح، فضلا عن كل الذي تحقق خلال الفترة الماضية أقل من الطموحات، ونأمل أن تحمل لنا الأيام القادمة أمل كبير بأن نرى أداء الحكومة أكثر إيجابية.
إقتصاد المعرفة
وتابع أن تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري فكرة تجاوزها الزمن، واليوم لم يعد أحد ينتظر طرح مشاريع كتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري، والعالم كله يتحدث عن إقتصاد المعرفة والذي يقوم على توفير المعلومات وتداولها محليا ودوليا، إضافة إلى وضع شبكة أو بنية تحتية لإقتصاد جديد يقوم على المعرفة ولا يقوم على الطرق التقليدية القديمة البالية، والعالم اليوم يتحدث عن ميزانيات منتجة وإستثمار معلومات ونحن نتحدث في الكويت عن تحويل البلد إلى مركز مالي وتجاري مما يعطي مؤشر على أننا ما زلنا في مرحلة متأخرة كثيرًا عن الإقتصاد العالمي.
حريات
ومن ناحيتها قالت الإعلامية والكاتبة دينا سامي الطراح quot;أتاح الأمير للشعب الكويتي المزيد من الحريات الديمقراطية وشجع كل الآراء مع تنوعها على الساحتين المحلية والدولية، والتأكيد على الكشف عن الحقائق مهما بلغت أهميتها لتشجيع عنصر الشفافية في الطرح الإعلامي، كما شجع سموه على تنظيم قطاع الصحافة والمرئي والمسموع رافضا العشوائية في طرح الموضوعات والفوضى في تجاذباتها، وتشديده على أن الحرية مسؤولية ووضع إطار محدد لمعنى الحرية المسؤولة حتى لا تكون مجرد شعار، وبالنسبة للمرأة ففي خلال السنوات الأربع الماضية إستطاعت المرأة الكويتية الوصول إلى مجلس الأمة بعد نجاح أربع نائبات، ونأمل المزيد منهن في مجلس الأمة حتى يعبرن بدقة عن مكونات المجتمع الكويتي وقضاياه وواقعه وأحداثه، كما شهدت البلاد خلال الفترة الماضية إذكاء روح المساواة بين الرجل والمرأة في قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة، ومعربة عن أملها في المزيد من التطور والتنمية في مجالات الحياة المختلفة بالكويت، والتواصل في تطور المجتمع الكويتي، فضلاً عن التعامل بواقعية مع الأحداث العربية والدولية وأيضًا المشاركة الوجدانية مع الأحداث المختلفة.
نهج عصري
ورأت الإعلامية فاطمة الطباخ أن الأمير الشيخ صباح الأحمد يسير وفق نهج عصري يواكب مايقوم به رؤساء الدول المتقدمة، حيث نعيش أجواء الديمقراطية بالكويت وكأننا في دولة أوروبية متقدمة في ظل هذه السياسة التي يتنهجها، ومن يعش في الكويت يلمس عن كثب الإنجازات التي تمت منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في كل المجالات، فضلاً عن المشاريع التنموية والخطة الخمسية التي سيقرها مجلس الأمة خلال الفترة القادمة، إضافة إلى أنه نصير للمرأة وإهتمامه بها وخاصة المرأة العاملة وتشجيعها على خوض كل المجالات، ومعربة عن أملها في المزيد من الأفكار والحكمة التي عودنا عليها آل الصباح الكرام، وكلنا ولاء وثقة تامة في هذه الأسرة الحاكمة الكريمة ولا نقبل بديلاً عنهم، وأيضًا المزيد من الحريات الإعلامية.
التعليقات