حطت طائرة كويتية خاصة في مطار الكويت الدولي حاملة على متنها خالد المطيري المعتقل السابق في سجن غوانتانامو الذي أخضع على الفور لفحوصات طبية، وتحقيقات أمنية مكثفة في جهاز أمن الدولة. الافراج عن المطيري جاء تتويجا لعمل وزير الخارجية والقيادة السياسية الكويتية التي لم تترك لقاء مع الأميركيين خلال السنوات القليلة الماضية دون أن تحول غايته وهدفه نحو لفت الأنظار الى سجناء الكويت في المعتقل بحثا عن حل لهذه القضية كييقفل الملف قبل نهاية العام.
الكويت: وسط إجراءات أمنية مشددة حطت طائرة خاصة في مطار الكويت الدولي نقل على متنها المعتقل الكويتي في سجن غوانتانامو الأميركي في كوبا، الذي أمرت قاضية فيدرالية أميركية في شهر تموز (يوليو) الماضي الحكومة الأميركية بالعمل الفوري لإطلاق سراحه لعدم توجيه أي تهم إليه منذ إعتقاله في إسلام أباد في تشرين أول (أكتوبر) من العام 2001، وطالبت القاضية الأميركية كولار كوتلي وقتذاك وهي تنظر في دعوى الإلتماس التي حركها محامو المعتقل خالد المطيري بالإنتهاء الفوري من جميع الإجراءات والخطوات القانونية والدستورية والدبلوماسية التي قد تؤخر إطلاق المطيري، وهو فحوى الحكم الذي جاء بعد تحرك الحكومة الكويتية في كل الإتجاهات، وتولاه وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح الصباح.
وحال نزوله من الطائرة صافح المعتقل السابق خالد المطيري ذويه وأقاربه، لكنه أقتيد لاحقا بصحبة بضعة أفراد من جهاز أمن الدولة الكويتي الى المستشفى العسكري لتوقيع الكشف والفحص الطبي عليه، قبل أن ينقل لاحقا الى مقر جهاز أمن الدولة لإجراء تحقيق روتيني معه، ومعرفة ظروف إنتقاله الى باكستان في صيف العام 2001 قبل أشهر قليلة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، علما أن المعتقل المطيري كان قد نفى أمام لجنة تحقيقات أولية في المعتقل الأميركي بأن تكون له أي صلة بتنظيم القاعدة، مبررا وجوده بإسلام أباد بأنه مرتبط بعمله التطوعي في جمعية خيرية تقوم بشكل دوري ببناء وصيانة المدارس والمستشفيات في القرى الباكستانية النائية.
وبعد إطلاق المطيري يبقى للكويت ثلاثة سجناء في السجن الأميركي الشهير أحدهم وهو فؤاد الربيعة كانت محكمة أميركية قد طالبت بالإفراج عنه لعدم توجيه تهم إليه، وعدم وجود أي بينات يمكن أن تثبت صلته بهجمات إرهابية، إذ ينتظر أن تفرج عنه الحكومة الأميركية مطلع شهر نوفمبر (تشرين ثاني) المقبل بعد تفاهمات كويتية أميركية بشأن موعد الإفراج، فيما تبذل جهود مكثفة لإطلاق سراح فوزي العودة و فايز الكندري، إذ تخطط الخارجية الكويتية لإقفال ملف معتقليها في غوانتانامو بشكل نهائي قبل نهاية العام الحالي، علما أن الكويت قد أنشأت مركزا لإعادة تأهيل المفرج عنهم من الكويتيين، كما تؤمن لهم وظائف حكومية مناسبة في مسعى لإبعادهم عن أجواء التطرف والتشدد.
يشار الى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد وعد خلال حملته الإنتخابية الرئاسية التي أطلقها منذ الأشهر الأولى لعام 2008 بإغلاق معتقل غوانتانامو إغلاقا نهائيا بوصفه نقطة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن عقبات قانونية ودستورية واسعة تحول حتى الآن دون أن يفي أوباما بوعده.
التعليقات